مصر لتحويل مدينة إسنا التاريخية إلى متحف مفتوح

دراسة مقترحات تستهدف النهوض بحرفها التراثية ومعالمها الأثرية

مصر لتحويل مدينة إسنا التاريخية إلى متحف مفتوح
TT

مصر لتحويل مدينة إسنا التاريخية إلى متحف مفتوح

مصر لتحويل مدينة إسنا التاريخية إلى متحف مفتوح

في خطوة تعيد إلى المدينة التاريخية الفريدة مكانتها البارزة، وتضعها على خريطة السياحة الثقافية، تتجه مصر إلى تحويل مدينة إسنا «جنوب مصر» إلى متحف مفتوح يضم آثاراً ومزارات من عصور مختلفة عبر خطة تطوير متكاملة تتضمن الحفاظ على التراث الشعبي والموروث الثقافي، ودعم أصحاب الحرف اليدوية التراثية من السكان، والمنتجات التي تشكل روح المدينة وتفردها الفني، لتحظى إبداعاتهم بفرصتها للتعبير عن الثقافة الشعبية للبيئة المحيطة جنباً إلى جنب مع المعالم الأثرية الشهيرة والعمارة المميزة.
وأعلن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، في بيان صحافي أمس، عقب اجتماعه مع قيادات عدد من الوزارات الأخرى، بينهم اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أنه يجري دراسة عدد من المقترحات لإعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية بالأقصر وتطويرها، وقال العناني إن «أهمية مدينة إسنا ومقوماتها السياحية المتميزة تجعلها محطة مهمة على خريطة السياحة الثقافية خصوصاً فيما يخص الرحلات النيلية بين محافظتي الأقصر وأسوان، وتقوم الوزارة بجهود لتنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة وإحياء السياحة الثقافية بها، مما يعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة إليها، ورفع الوعي السياحي والأثري وخلق فرص عمل جديدة لأهالي المدينة».
وتضم مدينة إسنا العديد من المعالم الأثرية الشهيرة والبنايات التراثية ذات العمارة المتميزة، منها سوق إسنا السياحي الذي ينتهي بوكالة الجداوي، التي تم إنشاؤها في عصر محمد علي باشا، وفي مواجهتها معبد خانوم، وعلى يسار السوق يوجد سوق القيثارية التجاري.
وتعد المنطقة بانوراما أثرية، تضم أيضاً معصرة زيوت، وهي من أهم المعاصر في صعيد مصر، من حيث التصميم كما تضم المنطقة نحو 30 منزلاً كنماذج لبنايات ذات طراز معماري إسلامي متميز، فضلاً عن وجود عدد كبير من المآذن أهمها مئذنة المسجد العمري، ما يمثل تتابعاً حضارياً، يضم كل الحضارات.
وتسعى الوزارة إلى دعم أصحاب الحرف اليدوية والتراثية للحفاظ عليها من الاندثار، وتتميز المدينة بعدد من الحرف تعكس خصوصيتها الثقافية.
ويقول الدكتور محمد حسام إسماعيل أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة إسنا تتمتع بخصوصية ثقافية كبيرة، سواء بمعالمها الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، أو طرزها المعمارية الفريدة، وأيضاً حرفها التراثية وتعبيرها عن روح المدينة وشخصيتها، ومنها نماذج القطع الفرعونية (المستنسخات) ومنتجات الكليم والجريد والكليم الصوفي والمفارش، وسيساهم مشروع التطوير في الحفاظ على هذه الحرف والترويج للثقافة المحلية للمدينة وخصوصيتها، وهو جزء أصيل من السياحة الثقافية».
وتركز مقترحات تطوير المدينة على تنفيذ الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة، وفق بيان وزارة السياحة والآثار، بهدف «الحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية، وتنظيم برامج لرفع الوعي السياحي والأثري للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين، ودمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في عملية التنمية المستدامة».
وبدأت وكالة الجداوي الأثرية التي يعود تاريخها إلى عام 1792 ميلادية استقبال الزوار في أغسطس (آب) 2021 عقب مشروع ترميم استغرق نحو عامين، أعاد إليها رونقها التراثي وجماليات عمارتها، وتشكل الوكالة بانوراما أثرية مع معبد إسنا الروماني ومئذنة الجامع العتيق، وأيضاً النموذج الفريد لبقية آثار إسنا، وهي عبارة عن منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوي عام (1207 هجرية، 1792 ميلادية)، الذي سمي بالجداوي لأنه تولى إمارة جدة في عهد علي بك الكبير سنة 1184هجرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.