«أبو العروسة 3» يتفادى فخ التطويل بحكايات شائكة ومتجددة

مخرج المسلسل نفى استثماره لنجاح الجزأين الأولين

TT

«أبو العروسة 3» يتفادى فخ التطويل بحكايات شائكة ومتجددة

استقبل محبو الدراما المصرية بشغف عرض الجزء الثالث من مسلسل «أبو العروسة»، على قناة «DMC دراما» بعد تحقيق الجزأين السابقين نجاحا كبيراً، لكن في الوقت نفسه يواجه المسلسل في موسمه الجديد حالة ترقب من جانب جمهوره وصناعه على السواء، فالمسلسل يواجه المخاوف التقليدية المرتبطة باستمرار نجاحه وارتفاع نسب المشاهدة، وتحقيق صدى لدى متابعيه، مقارنة بما سبق تقديمه.
كان المسلسل قد تعمق في جزئيه السابقين في مشكلات الأسرة المصرية، متناولاً العديد من التفاصيل الحياتية اليومية بين الآباء والأبناء، وسلط الضوء على الاختلافات بين الأجيال، وتطور الاحتياجات والرؤى وأنماط المعيشة بالمجتمع، كما ركز المسلسل على الطبقة المتوسطة، وما شهدته من تحولات من خلال أسرة «عبد الحميد وزوجته عايدة» وأبنائهما، الذين يقطنون شقة بمصر الجديدة، تمثل دفء البيوت المصرية.
وعبر الأحداث عاش المشاهدون عن قرب معهم، وتعرفوا عليهم جيداً في تعاملاتهم اليومية، مع عائلتهم وجيرانهم وزملاء العمل، وزوج الابنة وأسرته التي تلعب دوراً كبيراً في تطور الأحداث، ويربط بينهم جميعاً أنهم يجسدون شخصيات درامية تجسدت ببراعة من حيث القصة والسيناريو والأداء التمثيلي حتى كاد بعضها يتحول إلى شخصيات حقيقية، بحسب متابعين للعمل.
وتساءل مشاهدون، هل يستطيع المسلسل الذي أعاد البطولة للطبقة المتوسطة بعد سيطرة مسلسلات الصفوة والأثرياء والجريمة على المشهد الفني، أن يستكمل طريقه في اجتذاب العائلات لمشاهدته؟ أم سيتطرق إلى خطوط درامية أخرى بعيدة عن طابعه المميز؟ وهل سيقع في الخطأ التقليدي لدراما الأجزاء وهو ثنائي التطويل والملل؟
يجيب مؤلف ومخرج الجزء الثالث من المسلسل هاني كمال، عن هذه التساؤلات والمخاوف قائلاً إن «مسلسله يطارد شبح المط والتكرار والملل في الأحداث»، ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «أقدر تماماً تخوف بعض المشاهدين والنقاد من وقوع (أبو العروسة) في فخ التكرار الذي تقع فيه بعض مسلسلات الأجزاء في العالم كله، وليس في مصر فقط، ما يهدد بتراجع مستواها الفني، ونجاحها عند مقارنة الأجزاء اللاحقة بالأجزاء الأولى، لكني أؤكد أن ذلك لن يحدث لـ(أبو العروسة)».
ويبرر ذلك قائلاً: «يأتي الجزء الجديد انطلاقاً من منشأ فني، وليس نتاجاً لهاجس إنتاجي يرمي إلى استثمار نجاح الجزأين الأولين؛ فالمسلسل الذي يتعمق في المشكلات الأسرية والقضايا الاجتماعية بطريقة واقعية من شأنه أن يعرض المزيد منها»، وتابع «الحياة مستمرة ومتجددة ومعها تتجدد المشكلات والمواقف الحياتية، وهو ما قمت بالتقاطه في كتابة الجزء الثالث بنهج وفكر الجزأين الأولين نفسهما، وهو ما يمكن وصفه بأنه مزيج من البساطة والصدق والواقعية في التناول الدرامي».
مسلسل «أبو العروسة» بطولة سيد رجب، وسوسن بدر، ومدحت صالح، ونيرمين الفقي وصفاء الطوخي، وأحمد صيام، وميدو عادل، ومحمد حاتم، ورانيا فريد شوقي.
ويشير كمال إلى أن «ميلاد هذا الجزء جاء استجابة لرغبة الجمهور الذي تمنى أن يكون له مواسم أخرى، والدليل على ذلك فرحته بهذا الموسم عند الإعلان عن بدء التصوير، وكذلك عند تحديد موعد عرضه، ومما يدل على نجاحه في اجتذاب الجمهور مجدداً، تصدره ترند موقع (تويتر) وكثير من المواقع، بعد إذاعة أولى حلقات الجزء الثالث، متلقياً كثيرا من الإشادات».
ويؤكد مخرج ومؤلف العمل أن «حكاية أسرة عبد الحميد وعايدة وأفراد أسرتهما وما يتوازى معها من حكايات سائر أبطال العمل ستتطور وستتسع لتشمل قضايا مجتمعية ملحة في المجتمع المصري، ومنها قضيتا الطلاق وضرب الزوجة، وتعد الأخيرة قضية ساخنة الآن في المجتمع المصري في ظل الجدل القائم حول مشروع قانون لسجن الزوج الذي يتعدى على زوجته بالضرب، إضافة إلى قضية خطورة التأثير السلبي المتنامي للسوشيال ميديا، وتأثير ذلك على الأسرة والمجتمع معاً، وهي أيضا قضية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات خطيرة في المجتمع المصري». لافتاً إلى أن «العمل يتضمن عدداً كبيراً من المفاجآت في سياق أحداثه، والتي فرضها تطور الشخصيات وتعدد الخطوط الدرامية للعمل وتفاعلها فيما بينها».
إلى ذلك، يبدو واضحا حتى الآن تأثر الأحداث بالجائحة وخوف «عبد الحميد» وتطهيره الدائم ليديه بالكحول، إضافة إلى كثرة مشاهد التصوير الخارجي عما كانت عليه الحال في الجزأين السابقين، كما تميزت الحلقات التي تم عرضها بالمشاهد السريعة، التي تقدم أحداثاً متلاحقة، مع زيادة جرعة الكوميديا والمواقف الطريفة، التي توصف بأنها «اسكتشات فنية» طريفة تكاد تخلو من مضمون ثقيل أو عميق؛ ما دفع بعض المشاهدين إلى التساؤل هل يصبح الجزء الثالث أقرب إلى المسلسل الكوميدي منه إلى الدراما الاجتماعية؟
يجيب كمال قائلاً: «هذا غير صحيح، فالعمل سيحتفظ بشخصيته، ولن يفرغ من مضمونه، في إطار اقتناعي التام بأن الفن رسالة، وليس متعة فقط أو مجرد تسلية، لذلك لن يكتفي العمل بطرح القضايا الاجتماعية كما أشرت، بل إنه سيحاول أيضاً إيجاد حلول واقعية لها، وخلال ذلك كله ستكون هناك مسحة من الكوميديا المحببة والجاذبة للجمهور».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».