«كلام في الحب»... يسرا بدورها المفضّل

برنامج رقيق عن حكايات القلب الخافق

«كلام في الحب»... يسرا بدورها المفضّل
TT

«كلام في الحب»... يسرا بدورها المفضّل

«كلام في الحب»... يسرا بدورها المفضّل

تبدو يسرا أكثر شباباً بجمال ناضج مُكثّف، وهي تطلّ ببرنامجها الجديد، «كلام في الحب» عبر «إم بي سي». تعشق الأزياء، فتبدّل فساتينها مرات في الحلقة لتظهر كالأميرات ببصمة سيديرك حداد. العالم قاسٍ بما يكفي، فتحاول نجمة مصر ترطيب القسوة ببرنامج رقيق، كندى الورد.
تطرح فكرة عن الحب، وتترك للناس التعبير عن تحليق القلب وارتطامه. هذه آلمتها معدتها ولم تعد تتناول الطعام، فانتقص الوزن. وهذه جرفتها قشعريرة يحلو وصفها بتسونامي المشاعر. ورجل كان في عمر الصبا، فلم يتوقع نظرة من حبيبته، إلى أن تدخّل جاره كوسيط بين القلبين. كلها حكايات الناس، مع تحليل اختصاصية نفسية وحضور ضيفين لديهما فلسفة خاصة: المخرجة اللبنانية الصاخبة إنجي الجمّال، والنجم السوري عبد المنعم عمايري، المتعلّم من خيباته.
لا يأتي البرنامج بالمشاهير فقط لمشاركة تجارب القلب. قوته في صوت الناس وصدق حكاياتهم. ويا لجرأة مَن يملك الوقوف أمام الملايين وتذكُّر الحبيب الأول! بعضهم يترحّم على المشاعر وبعضهم لا يتأسّف إلا على الوقت الضائع. في الحالتين، عبرة ودرس.
خفيف البرنامج، وخفّتة مُحببة يمكن انتظارها. ساعة تلفزيونية أشبه باستراحة من واقع يقسو بلا رأفة؛ وحده الحب الحقيقي قادر على لملمة حطامه. تتحدث يسرا عن الزمن السريع. تقول إنّ الأيام تتغيّر ويتحوّل البشر إلى كائنات منهمكة. يحتاج الحب إلى التروّي والإصغاء، فلا يذوب في عصر الاستهلاك ويخسر معانيه، وتصبح «أحبك» كلمة من كلام كثير تائه في الهواء، يرميها المرء لرفع العتب. برنامجها لِما تبقى في صدق إنساني تحت مظلة كونية، هي الحب، ترفض يسرا أن تتطاير وسط العصف وتندثر كذرات غبار.
قصص من الحياة تمنح البرنامج عطره. هي قصص بشر لم تعرفهم الكاميرا، ولا يطلّون لخطف الأضواء. ناس عاديون من جنسيات عربية، يخبرون يسرا عن المرة الأولى التي شعروا فيها بالانقباض وخربطة وظائف الجسد. التجارب أقوى من الأسماء، فلا يهم مَن هو الشخص بقدر ما هي حكايته. حب من بعيد، مسرحه شرفات المنازل وتحية يومية، «صباح الخير»، أُرفقت مع الوقت بنظرة إعجاب. «ولما شفتها قلبي دق تلات دقات»، كما غنّت يسرا مع أبو، وردّد الملايين ذلك الصيف.
«Couples” أو «Singles” لا بأس، الحياة دولاب، قد يدور نحو الأشخاص الصح وقد يدور نحو الأشخاص الخطأ. يشرح الطب النفسي في البرنامج أبعاد الفراق وآلامه التدميرية، مع شهادات مَن اسودت الدنيا في وجوههم، فمرّ الوقت واستطاعوا التجاوز. قد يصدُق عبد المنعم عمايري وهو يعتبر أنّ حزن الانفصال قد يغلب حزن الموت. فالميت يغادر بلا رجوع، أما المكتوي بالفراق فيودّع محبوباً لا يزال يتشارك معه نبض هذه الأرض.
مضحكة براءة الحب الأول. أحبّ عبد المنعم عمايري معلّمته، وحتى اليوم يذكر رائحة عطرها. في جلسة مسائية عكست وجهيهما على حوض سباحة حيث يرتشفان القهوة، راح ويسرا يتذكران تلك الأيام. وفي المراهقة حين أحبّ، قرّر الاعتراف للحبيبة. ارتجفت اليدان، لمعت العينان وخفق القلب بسرعة. نطق بالاعتراف، «أحبكِ»، وفرَّ. أسبوع ولم يقوَ على مواجهتها. اليوم قلَّ الحياء.
يسرا تضحك للذكريات، وذاكرتها أيضاً مليئة بالمشاعر والصور. نحو 20 عاماً مرّت على لقائها الأخير بحبيب القلب، بعدما سافر إلى خارج مصر. تزوّج وطلّق، تزوّجت وطلّقت، ثم اجتمعا. كانت الساعة السابعة صباحاً، بعد سهرة طويلة لم يُرد أحدهما أن تنتهي. لاحقاً قررا البقاء معاً.
يسرا في دورها المفضّل: الكلام في الحب! تُخبر الناس أنّ ما يشاهدونه في الأفلام ليس دائماً الحقيقة، فالرومانسية تتنكّه بالبهارات. لم تعش مرة قصة حب شخصية في أفلامها، بل قصص الناس.
الحب للحبيب والصديق والأبناء والبنات، وهو أيضاً غرام وانتقام، «ويا لهوي الحقوني». «إيه الخبطة دي». كانت في نظره «واو»، أي من طبقة راقية، يوم وقع أحد ضيوف يسرا في غرام شابة قيل إنها لا تقبل بأي حبيب. عسكَرَ تحت شرفتها بدوام رسمي، وصل الليل بالنهار، حتى خطف قلبها.
يسأل البرنامج، هل صحيح أنّ الحب الأول لا يموت، فتنطفئ شرارته لكن ناره تبقى متّقدة؟ بالنسبة إلى عبد المنعم عمايري، هذه «أفلاطونية، فالحب الجديد يمحو الحب القديم». وبالنسبة إلى ضيوف يسرا، ذلك حقيقي، والزواج من الحب الأول يشهد. أول رجل؛ الحب الأول والأخير، والتوفيق من الله.
ترتسم بسمة على الوجه طوال الحلقة. شبان مراهقون تجالسهم يسرا على طاولة في مقهى، يبوحون لها برومانسية يتعمّدون إخفاءها حرصاً على الكبرياء. تضحك النجمة وتنصحهم بعدم البخل في المشاعر.
وتضحك أيضاً لضيفتها إنجي الجمّال وهي تخبرها أنّ الانطباع الأول حيال زوجها كان امتعاضها من غروره. لم تكن تؤمن بوجود رجل يساند أحلام المرأة ويدفعها إلى الأمام. هديته الأولى كانت كاميرا، واليوم يهديها إيماناً لا يُثمّن بطاقتها وأفكارها. وفي الحلقة شاب وفتاة أُغرما، فأهداها ما جعلها تحلّق في الخيال: فيلم «عمر وسلمى» لتامر حسني في السينما.


مقالات ذات صلة

فيصل الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: لا أضع لنفسي قيوداً

يوميات الشرق فيصل الأحمري يرى أن التمثيل في السينما أكثر صعوبة من المنصات (الشرق الأوسط)

فيصل الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: لا أضع لنفسي قيوداً

أكد الممثل السعودي فيصل الأحمري أنه لا يضع لنفسه قيوداً في الأدوار التي يسعى لتقديمها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق يتيح الفرصة لتبادل الأفكار وإجراء حواراتٍ مُلهمة تتناول حاضر ومستقبل صناعة السينما العربية والأفريقية والآسيوية والعالمية (واس)

«البحر الأحمر السينمائي» يربط 142 عارضاً بصناع الأفلام حول العالم

يربط مهرجان البحر الأحمر 142 عارضاً من 32 دولة هذا العام بصناع الأفلام حول العالم عبر برنامج «سوق البحر الأحمر» مقدماً مجموعة استثنائية من الأنشطة.

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)
يوميات الشرق من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي (2024)، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2».

داليا ماهر (القاهرة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».