مصدر خليجي: توحُّد اليمنيين حقق انتصارات شبوة ومأرب

TT

مصدر خليجي: توحُّد اليمنيين حقق انتصارات شبوة ومأرب

قال مصدر خليجي لـ«الشرق الأوسط» إن دول المجلس تدعم بشكل كامل الحكومة الشرعية اليمنية، وتتمسك بتنفيذ المرجعيات الثلاث وهي: المبادرة الخليجية، وقرار 2216، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وتحدث المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، عن تغير في لغة المجتمع الدولي مع الأزمة اليمنية بعد الانتصارات التي تحققت في شبوة ومأرب أخيراً، محذراً من محاولات لتكرار سيناريو الحديدة.
وأضاف: «حتى فترة قريبة كان الحوثي يعتقد أن مأرب سوف تسقط، بل تقدم برؤية إيرانية لتسليمها، وللأسف كان المجتمع الدولي مع هذا التوجه، اليوم اختلفت اللغة، أصبحوا يقولون خففوا الحرب، في محاولة لتكرار سيناريو الحديدة».
ووفقاً للمصدر الخليجي، اختلف التعامل الدولي بعد تحرير قوات العمالقة الجنوبية شبوة وحريب ووصولهم للعبدية والجوبة، وقال: «هناك مبادرة سعودية مطروحة، والحوثي ما زال يرفض أن يلتقي المبعوث الأممي، وإيران تدعمه بكل الأسلحة، هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القوة».
وشدد المصدر على «الدعم الخليجي الكامل والثابت لليمن والشرعية وجهود الجيش والعمالقة والمقاومة لاستعادة الدولة والتراب اليمني». لافتاً إلى أن «هناك عصابة ترفض السلام، وليس من المعقول أن يملي المعتدي شروطه».
وكشف المصدر عن تحضيرات لاجتماعات خليجية – يمنية لدعم الاقتصاد اليمني في عدة قطاعات من أهمها الصحة والكهرباء، مشيراً إلى التزام خليجي قوي بدعم اليمن في جميع المجالات.
وفيما أشاد المصدر الخليجي بتوحد صفوف المكونات اليمنية لمواجهة العدو الحوثي المدعوم من إيران، حذّر في الوقت نفسه من مؤشرات لتكرار سيناريو الحديدة من المجتمع الدولي.
وأضاف: «مجلس التعاون الخليجي متمسك بالمرجعيات الثلاث: قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ولابد من تنفيذها».
ولفت المصدر الخليجي إلى أنه «بمجرد التوقيع على السلام في اليمن، هناك قرار خليجي بإقامة مؤتمر دولي للإعمار ودمج الاقتصاد اليمني في اقتصاديات دول مجلس التعاون».
وتابع: «كل الجهود الحالية هي تهيئة لموضوع أكبر، وبمجرد توقيع السلام لدينا قرار في مجلس التعاون لإقامة مؤتمر دولي لإعمار اليمن. نحن جاهزون للتنفيذ ودمج الاقتصاد اليمني في اقتصاديات مجلس التعاون. القرار على الطاولة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015 لكنه مشروط، الإعمار ودمج الاقتصاد اليمني عند وصول الأطراف للحل السياسي المنشود».
وحسب المصدر الخليجي، هناك طرف لا يريد بناء اليمن ويرفض السلام ويرتكب جرائم يومية داخل اليمن وبحق دول الجوار، وأضاف: «جماعة الحوثي الإيرانية توزّع الموت في اليمن من دون خرائط، لا يريدون الخير لليمن».
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد استقبل أول من أمس الدكتور نايف الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الذي التقى قبلها وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك.
وفي تعليقه، أكد المصدر الخليجي أن هذه اللقاءات تعد رسالة واضحة «أننا جسد واحد ولا يمكن أن يقبل مجلس التعاون إلا بيمن عربي، وتحت تصرف أبنائه يختارون مستقبلهم، ورفض للتجربة الإيرانية في الجزيرة العربية. أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن مجلس التعاون».
ولفت المصدر إلى أن «أمين مجلس التعاون أشاد في الاجتماعين بوحدة الصف اليمني التي كسرت مشروع إيران في اليمن، وتأكيده أنه متى ما توحد اليمن لا يمكن لكائن من كان اختراقهم».
وأضاف: «الجهود تصبّ في تأكيد الموقف الثابت لدعم اليمن وجهود الجيش وقوات العمالقة الجنوبية والمقاومة، هذه اللغة التي يفهمها الحوثيون حتى يعودوا للمفاوضات».
في الجانب الاقتصادي، كشف المصدر الخليجي عن تحضيرات لاجتماعات قطاعية تسبق اجتماعاً مزمعٌ عقده نهاية فبراير (شباط) المقبل للجنة الفنية المشتركة لتحديد الاحتياجات التنموية لليمن.
وأضاف: «ستركز الاجتماعات على الصحة والكهرباء. اجتماع اللجنة الفنية سوف يحضره الأمين العام شخصياً، وهي سابقة تحدث للمرة الأولى في تأكيدٍ على حرصه وأهمية اليمن بالنسبة لمجلس التعاون».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.