البس «غوتشي» وقُد عربة فاخرة بعشرات الدولارات في عالم الميتافيرس

«NTF» يدخل العلامات التجارية العالمية للعالم الافتراضي

TT

البس «غوتشي» وقُد عربة فاخرة بعشرات الدولارات في عالم الميتافيرس

تخيل هذا المشهد، أنت في إحدى منصات عالم «ميتافيرس» الافتراضي، تدخل إلى أحد المنتجعات أو النوادي شخصيتك تحمل اسماً خاصاً تختاره بنفسك مثل أي لعبة افتراضية، حيث يمكن للأشخاص اختيار كل تفاصيل مظهرهم. غير أننا الآن في مرحلة متقدمة منطلقة بسرعة الصاروخ عن شخصيات الأفاتار القديمة التي كانت تدخل العوالم الرقمية مثل «سكوند لايف». نحن في عالم «ميتافيرس»، حيث يمكن لأي شخص أن يعيش حياة كاملة موازية لحياته الواقعية... الميتافيرس يفتح أبواباً واختيارات لا نهاية لها.
في «ميتافيرس» يمكن للأفاتار ارتداء أفخم الملابس الموقعة من مصممين عالميين، وأن يحمل حقيبة مميزة من «غوتشي» أو «بالنسياغا» مكملاً ذلك بحذاء رياضي رقمي من «نايكي».
مع رواج التجارب الافتراضية بين المستخدمين بدأت الشركات العالمية تبحث عن مكان لها في ذلك العالم، حيث الربح الوفير وهو أمر سارعت دور مثل غوتشي وبيربيري ونايكي وفانز للاستفادة منه. تقدم دور الأزياء نسخاً افتراضية لأزياء رواد عالم الميتافيرس، تستطيع شراء التيشيرت وبنطال الجينز الممهور بشعار دار غوتشي ثم للإكسسوارت المكملة، لا تبحث بعيداً فالدار تقدم نسخاً افتراضية من أشهر تصميماتها فسوف تجد حقيبة يد بتصميم حدوة الحصان الشهير، سعرها 799 من عملة روبوكس الرقمية (تساوي نحو 9 دولارات أميركية) أو إذا أردت التميز فهناك حقائب محدودة الإصدار من خط غوتشي ديونسيس تصل لـ28 ألف ربوكس (نحو 300 دولار) أو نظارة شمس سداسية العدسات سوداء بأطراف بيضاء، عنوان الأناقة الافتراضية بسعر 779 روبوكس، يمكنك أيضاً شراء عطر من غوتشي بسعر أقل من 10 دولارات وهلم جرا. هناك أيضاً منتجات افتراضية أخرى تستطيع شراءها، ما رأيك بكوب قهوة من ستاربكس؟ أو حلوى مصاصة بطعم الكرز؟ أيضاً موجودة، كل ما عليك هو الاختيار والدفع.
ولا يتوقف الأمر على المظهر الخارجي، هنا الاحتمالات لا نهائية بالفعل، فعلى سبيل المثال هناك سيارات بآلاف الدولارات من بنتلي ومنازل وأراضٍ للبيع. للترفيه يمكن حضور حفلات غنائية في نادي باريس هيلتون أو الاستماع لمغني الراب سنوب دوغ أو الدخول في ألعاب مختلفة ضمن «نايكلاند» حيث يمكنك اللعب وشراء تصميمات خاصة بتوقيع «نايكي».
وعودة لعالم الأزياء يرى البعض أن إصدار منتجات رقمية هي طريقة لدمج العالمين الواقعي والافتراضي حيث يلجأ بعض المصممين لاختبار التصاميم في العالم الافتراضي على شخصيات رقمية رمزية أفاتار.
على سبيل المثال أطلقت شركة RTFKT في شهر فبراير (شباط) الماضي مجموعة «ليميتد» من الأحذية تضم 621 زوجاً من الأحذية الرياضية عبر «NTF» بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وتمثّلت إحدى جوانب العملية بمطابقة كل زوج رقمي بيع في ذلك اليوم بأحذية ملموسة ويمكن كل مشترٍ الحصول عليها بعد ستة أسابيع. وأشارت الوكالة إلى أن منصة «Farfetch» للأزياء الراقية تعد مثالاً آخر على ازدهار هذا المجال. حيث أطلقت في أغسطس (آب) من العام الماضي صيغة تسمح للناس بالطلب المسبق لمنتجات «بالنسياغا» أو «أوف - وايت» أو «دولتشي أند غابانا» الرقمية فقط. وتُصنّع القطع بعد ذلك في المشاغل بحسب الطلبات المسبقة فقط، وهي طريقة جذابة خصوصاً للعلامات التجارية الراقية بدلاً من شركات الملابس الجاهزة الضخمة.
وكما يحدث في العالم الواقعي تواجه دور الأزياء والمصممين مشاكل في تقليد التصاميم، وهنا تنطبق قوانين العالم الواقعي على عالم الميتافيرس في حالة حدث تعدٍ على الملكية الفكرية لأي منتج، مثال مجموعة «إرميس» الفرنسية التي أطلقت إجراءات قانونية ضد فنان أميركي لتصميمه نسخاً افتراضية مستوحاة من حقائبها «بيركين» الشهيرة بحسب الصحافة الفرنسية. يشير التقرير إلى أن الفنان مايسن روثشيلد درج على ابتكار أعمال فنّية رقمية وبيعها بتكنولوجيا الرموز غير القابلة للاستبدال، أو ما يُعرف بالـ«NFT».
وأطلق روثشيلد على أعمال تصور حقائب «بيركين» المصنوعة من الفرو اسم «ميتا بيركينز» وباعها عبر مواقع إلكترونية مخصصة لبيع رموز الـ«NFT» وهو ما رأت فيه «إرميس» مساساً بعلامتها التجارية وقالت في شكواها التي رفعت في نيويورك يوم 14 يناير (كانون الثاني) الحالي أن العلامة التجارية «ميتا بيركينز» للمدعى عليه مسروقة من علامة بيركين التجارية الشهيرة لـ«إرميس» من خلال إضافة كلمة «ميتا» إلى «بيركين»، بحسب الوكالة.
وأكد روثشيلد في منشور إلكتروني أنّه لم يصنع نسخاً مقلّدة من حقائب «بيركين» أو يطرحها للبيع.
وقال: «صنعت أعمالاً فنية تصوّر حقائب بيركين المغطاة بالفرو»، مضيفاً أنّ الفن يمثل حرية في التعبير يحميها الدستور الأميركي.
وتابع: «فكرة أنّني أبيع الفن باستخدام الـ(NFT) لا يغيّر حقيقة أنّ ما أقوم به هو فن».


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».