معارك حريب وجنوبي مأرب مستمرة... والجماعة تواري خسائرها بقطع الإنترنت

TT

معارك حريب وجنوبي مأرب مستمرة... والجماعة تواري خسائرها بقطع الإنترنت

وسط تقارير ميدانية عن اشتداد المعارك التي تخوضها قوات ألوية العمالقة والجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في جنوبي محافظة مأرب اليمنية، واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس (الجمعة)، إسناد القوات بالضربات الجوية في مناطق المواجهات بالتزامن مع استهدافه أوكار الميليشيات في صنعاء والحديدة والبيضاء.
وعلى وقع الخسائر التي تكبّدتها الميليشيات الحوثية في الأسابيع الأخيرة ومع فشلها في استدراج المزيد من المغرر بهم إلى جبهات القتال لجأت (الجمعة) إلى قطع خدمات الإنترنت عن ملايين اليمنيين تحت مزاعم استهداف أحد أوكارها الموجودة قرب مركز للاتصالات في مدينة الحديدة من قبل تحالف دعم الشرعية.
وفي الوقت الذي ذكرت فيه مصادر يمنية مطلعة أن الميليشيات تحاول من خلال عزل اليمنيين عن العالم الخارجي التغطية على خسائرها ومحاولة تأليب السكان ضد تحالف دعم الشرعية، أكدت المصادر أن قادة الجماعة أمروا المسؤولين عن قطاع الاتصالات في صنعاء بقطع خدمات الإنترنت بشكل نهائي.
ومع تصاعد العمليات الميدانية التي تخوضها قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وألوية العمالقة، أعلن تحالف دعم الشرعية أمس، أنه نفّذ 28 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة.
وفي تغريدة بثتها «واس» قال التحالف إن الضربات التي نفّذها دمّرت 13 آلية عسكرية وكبّدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 90 عنصراً إرهابياً.
ويوم الخميس كان تحالف دعم الشرعية قد أكد أنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيات في مأرب، وأن الاستهدافات دمّرت أربع آليات عسكرية وقضت على أكثر من 60 عنصراً إرهابياً.
في الأثناء، تواصلت عمليات التحالف في عموم المناطق الخاضعة للميليشيات في سياق السعي لتدمير القدرات النوعية الحوثية ومستودعات الأسلحة والأوكار التي تستخدمها الجماعة لتهديد الملاحة وتهريب الأسلحة لا سيما في مدينة الحديدة.
في هذا السياق، أوضح التحالف أنه نفّذ ضربات جوية دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في العاصمة صنعاء، وقال إن العملية العسكرية جاءت «استجابةً للتهديد وتحييد خطر الهجمات العدائية»، داعياً المدنيين إلى «إخلاء أي موقع تحت سيطرة الميليشيا لأغراض عسكرية».
إلى ذلك أكد تحالف دعم الشرعية أنه دمّر منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية بمحافظة البيضاء، إلى جانب استهداف أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة. وأوضح التحالف أن عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة تدير عملياتها من موانئ الحديدة، مؤكداً بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية، حيث أصبح ميناء المدينة الرئيسي شرياناً لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين ومصدر تهديد لحرية الملاحة البحرية.
وقال التحالف في تغريدة بثتها «واس» إن الحوثيين استغلوا اتفاق استوكهولم مظلةً للحماية وتهديد حرية الملاحة البحرية، مجدِّداً الدعوة للمدنيين للابتعاد وعدم الاقتراب من معسكرات وتجمعات الحوثيين.
وفي ظل التحركات الأممية والدولية لإقناع الميليشيات الحوثية بالجنوح إلى السلام للتوصل إلى حل سياسي، جدد قادتها في تغريدات على «تويتر» تمسكهم بخيار التصعيد، وتنفيذ المزيد من الهجمات الإرهابية، كما جاء على لسان المتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة.
في السياق نفسه، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة الانقلابية ليست في وارد السلام، وأنها متمسكة بأهداف النظام الإيراني لتهديد اليمن والمنطقة، حسبما جاء في أحدث تصريحات لوزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك.
وذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك، التقى، أمس، مبعوث الولايات المتحدة الأميركية الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، والقائمة بأعمال السفير الأميركي كاثرين ويستلي، حيث تم استعراض «مستجدات الأوضاع على ضوء التصعيد والعدوان العسكري المستمر من الميليشيات الحوثية ضد المدنيين في اليمن ودول الجوار».
ونقلت وكالة «سبأ» عن الوزير بن مبارك أنه «جدد إدانة الحكومة اليمنية للعمل الإرهابي الذي ارتكبته الميليشيات الحوثية بإطلاق الطائرات المسيّرة المفخخة تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقتل المدنيين واستهداف الأعيان المدنية». وأنه أكد أن «استمرار هذه الأعمال الإرهابية تستدعي من الولايات المتحدة إعادة النظر بجدية في إدراج الميليشيات الحوثية ضمن قوائم الإرهاب وتحميلها مسؤولية زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والإقليم».
إلى ذلك أثنى الوزير اليمني على دور الولايات المتحدة الأميركية في ضبط ووقف شحنات الأسلحة التي يقوم النظام الإيراني بتهريبها إلى الميليشيات الحوثية، في تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي ولقرارات مجلس الأمن.
وقال بن مبارك: «إن على المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة وقوية لكل من النظام الإيراني وللميليشيات الحوثية لتكفّ عن العبث بأمن واستقرار المنطقة والعالم». محذراً من أن «الصمت والتغاضي عن مثل هذه الأفعال الإرهابية شجّع هذه الميليشيات على اختطاف السفن وزرع الألغام البحرية مهددةً بذلك أهم طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
وفي حين جدد الوزير اليمني التزام حكومة بلاده بالسعي نحو إحلال السلام الشامل والدائم في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث، نسبت المصادر اليمنية للمبعوث الأميركي أنه «أعرب عن إدانة بلاده للتصعيد الذي تقوم به الميليشيات الحوثية في اليمن وللهجوم الإرهابي الذي استهدفت به مناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية»، ووصف تلك الهجمات بأنها «غير مقبولة».
وحسب وكالة سبأ» أكد المبعوث الأميركي ليندركينغ «موقف بلاده بدعم جميع الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل في اليمن إضافةً إلى دعم الحكومة الشرعية ووحدة واستقرار وأمن اليمن».
كان المبعوث الأميركي إلى جانب المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ قد عادا إلى المنطقة في سياق سعيهما لإنعاش مساعي السلام في اليمن، وهي المساعي المتعثرة بسبب تعنت الميليشيات الحوثية التي يرفض قادتها حتى الآن استقبال غروندبيرغ في صنعاء منذ توليه منصبه قبل أكثر من أربعة أشهر خلفاً للمبعوث مارتن غريفيث.
ويسود لدى الأوساط اليمنية السياسية والشعبية اعتقاد بأن الميليشيات الحوثية لن تتوقف عن التصعيد العسكري، وأن المساعي الدولية والأممية لن تجبرها على العودة إلى مسار السلام، إلا إذا تم كسر الجماعة عسكرياً وتم القضاء على أسلحتها واستعادة صنعاء والحديدة.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.