«ضبابية أوميكرون» تعود للأسواق

احتماليات ذروة التضخم تنعش وول ستريت

«ضبابية أوميكرون» تعود للأسواق
TT

«ضبابية أوميكرون» تعود للأسواق

«ضبابية أوميكرون» تعود للأسواق

شهدت غالبية الأسواق العالمية الكبرى ضغوطاً كبرى خلال تعاملات الخميس، مع تضافر عوامل الضبابية الخاصة باستمرار زيادة الإصابات بمتحورة «أوميكرون»، مع مؤشرات على تشديد السياسة النقدية.
واستثنائياً، ارتفع المؤشر داو جونز بعد أن عزز تباطؤ ارتفاع أسعار المنتجين في ديسمبر (كانون الأول) الآمال بأن التضخم بلغ ذروته بالفعل، في حين دفع هبوط أسهم شركات الرعاية الصحية والشركات الكبرى مؤشري ستاندرد اند بورز 500 وناسداك إلى التراجع.
وقالت وزارة العمل، الخميس، إن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 0.2 في المائة الشهر الماضي، بعد أن كان صعد 0.8 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) وسط تراجع كلفة السلع ومؤشرات على أن اختناقات سلاسل التوريد بدأت في الانحسار.
وحقق تسعة من أصل 11 قطاعاً رئيسياً في المؤشر ستاندرد اند بورز 500 مكاسب بقيادة القطاعات التي تركز أنشطتها على الاقتصاد، ومن بينها المؤسسات المالية والصناعات والطاقة. وتراجعت أسهم الرعاية الصحية واحداً في المائة لتكون المعوق الأكبر على المؤشر، في حين تأثر المؤشر ناسداك بهبوط شركات «تسلا» و«ميكروسوفت» و«ميتا بلاتفورمس» و«أبل».
وبحلول الساعة 10:33 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 103.59 نقطة أو 0.29 في المائة إلى 36393.91 نقطة، في حين انخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 6.55 نقطة أو 0.14 في المائة إلى 4719.80 نقطة، وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 75.74 نقطة أو 0.50 في المائة إلى 15112.65 نقطة.
وفي أوروبا، هبطت الأسهم بفعل تراجع الأسهم منخفضة المخاطر وأسهم شركات البناء. وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وكانت أسهم قطاعات الرعاية الصحية والسلع الشخصية والمنزلية الأكثر تراجعاً، في حين تضررت أسهم قطاع التشييد. بينما حققت أسهم قطاع التكنولوجيا مكاسب لثالث جلسة على التوالي بعد خسارة استمرت سبعة أيام.
كما انخفض مؤشر نيكي الياباني بعدما حفزت قفزة في حالات الإصابة بـ«كوفيد - 19» عمليات بيع في أسهم شركات التجزئة ومقدمي الخدمات الآخرين، كما تراجعت أسهم التكنولوجيا.
وأغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً 0.96 في المائة، مسجلاً 28489.13 نقطة. في حين هبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.68 في المائة.
وسجلت اليابان ارتفاعاً في حالات الإصابة الجديدة بـ«كوفيد - 19» الأربعاء؛ إذ بلغت الإصابات أعلى مستوياتها في أربعة أشهر في المناطق الحضرية الكبرى في طوكيو وأوساكا مع انتشار المتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو، إن البلاد «يجب أن تستعد لاستمرار الانتشار السريع للعدوى».
من جانبها، تراجعت أسعار الذهب بعض الشيء مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية التي عوضت بعضاً من خسائرها السابقة، لكن المعدن النفيس ظل قريباً من أعلى مستوياته في أسبوع الذي سجله الجلسة السابقة؛ إذ واصل الدولار تراجعه.
وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1823.24 دولارات للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1020 بتوقيت غرينتش. وهبط سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3 في المائة مسجلاً 1822.20 دولار. وفي الجلسة السابقة ارتفع سعر الذهب إلى 1827.92 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ الخامس من يناير (كانون الثاني).
وأظهر بيانات الأربعاء ارتفاع أسعار المستهلكين الأميركيين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبلغت الزيادة السنوية في معدل التضخم أعلى مستوياتها في نحو أربعة عقود مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة في وقت مبكر هذا العام قد يكون في مارس (آذار). ويعتبر الذهب أداة تحوط من التضخم، لكن المعدن شديد الحساسية لارتفاع أسعار الفائدة الأميركية التي تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائداً.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، زاد سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 23.15 دولار للأوقية، وتراجع سعر البلاتين 0.3 في المائة إلى 974.49 دولار للأوقية، واستقر البلاديوم على 1910.60 دولار.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.