انهيار حوثي في عين شبوة يفسح الطريق لتحرير «حريب مأرب»

ضربات التحالف تطيح 355 انقلابياً وتدمر 41 آلية عسكرية

TT

انهيار حوثي في عين شبوة يفسح الطريق لتحرير «حريب مأرب»

انهارت الميليشيات الحوثية أمس (الأحد) في مناطق مديرية عين التابعة لمحافظة شبوة، وسط تقدم متسارع لقوات ألوية العمالقة، في حين يترقب اليمنيون تطهير المديرية بالكامل وهو ما سيفتح الطريق لخنق الميليشيات في مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب المجاورة والتي تشهد هي الأخرى معارك ضارية في جنوبها يقودها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.
هذه التطورات التي جاءت بعد تحرير مديريتي عسيلان وبيحان والوصول إلى تخوم محافظة البيضاء، واكبها أمس (الأحد) إسناد كثيف من تحالف دعم الشرعية، حيث أدت الضربات الجوية إلى تدمير أكثر من 41 آلية عسكرية في مأرب وشبوة ومقتل أكثر من 355 عنصرا إرهابيا.
وأوضح تحالف دعم الشرعية في تغريد بثته «واس» أنه نفذ 15 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية، ومواقع اتصالات، وقضت على أكثر من 65 عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة شبوة التي توشك أن تصبح مديريتها الثالثة (عين) محررة بالكامل، فأفاد التحالف بأنه نفذ 39 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية خلال 24 ساعة، وقال إن الاستهدافات دمرت 30 آلية عسكرية، ومعسكرات، وقضت على أكثر من 290 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف أفاد (السبت) بأنه نفذ 49 عملية استهداف للميليشيات الحوثية في شبوة، وبأن الاستهدافات دمرت 33 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 280 عنصرا إرهابيا.
أما في محافظة مأرب المجاورة، حيث تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فأكد التحالف أنه نفذ في اليوم نفسه 27 عملية استهداف للميليشيات الحوثية، وأوضح أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 155 عنصرا إرهابيا.
وتقدر مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الحوثية خسرت منذ بدء عملية تحرير مديريات شبوة الثلاث قبل نحو 10 أيام أكثر من ثلاثة آلاف قتيل إلى جانب مئات الجرحى جراء ضربات تحالف دعم الشرعية والمعارك الضارية، فضلا عن عشرات الأسرى.
في الأثناء، ذكر الإعلام العسكري التابعة لألوية العمالقة (الأحد) أن القوات سيطرت على منطقة الساق وتواصل التقدم نحو مركز مديرية عين شمال غربي شبوة، كما أفاد بأنها سيطرت على منطقة المجبجب وهي ثاني جبهة في مديرية عين يتم تحريرها، مؤكدا أن القوات تتقدم باتجاه «نجد مرقد» في مديرية العين وسط انهيار واسع صفوف الحوثيين.
وبث الإعلام العسكري مشاهد أظهرت أسر العديد من عناصر القناصة الحوثيين وهو يقتادون أسرى، كما أظهرت حجم الخسائر الحوثية على مستوى الأفراد والآليات العسكرية.
وفي مسعى من الميليشيات الحوثية لتأخير حسم المعارك وتقدم قوات العمالقة، أفادت مصادر الإعلام العسكري بأنها قامت بتفخيخ الجسور على الطريق المؤدية غربا إلى محافظة البيضاء وتحديدا في منطقة «عقبة القنذع»، إلى جانب قيامها بزرع كميات كبيرة من الألغام واعتمادها على إطلاق الصواريخ على القرى والأحياء المحررة في بيحان.
ووفق التقديرات العسكرية، يرجح أن تشهد الساعات المقبلة تحولا جذريا في سير المعارك بخاصة مع الانتهاء من تحرير مديرية عين، إذ ستصبح الميليشيات الحوثية في مديرية حريب لقمة سهلة، حيث لن يكون أمامها إلا الفرار إلى مديرية الجوبة، جنوب مأرب، بالتزامن مع الضغط الذي تقوم به قوات الجيش والمقاومة في تلك الجبهات وباتجاه مديرية حريب من خلال جبهة «أم ريش».
على صعيد ميداني متصل، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن عناصر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واصلوا (الأحد) التقدم على امتداد مسارح العمليات القتالية في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب، وتمكنوا من دحر الميليشيا الحوثية من عدة مواقع إثر هجوم واسع كبد الميليشيا خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وبالتزامن مع ذلك، ذكر الموقع أن الميليشيات الحوثية تعرضت لقصف مدفعي وقصف جوي مكثف من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، استهدف مواقع وتحركات وتعزيزات للميليشيا الحوثية بمختلف جبهات القتال جنوب مأرب وغربها. وأن المواجهات والضربات الجوية أسفرت عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، علاوة على تدمير عدة آليات وعربات.
ودفعت الانتصارات الأخيرة في شبوة الأوساط اليمنية إلى المطالبة بحسم المعارك في مأرب والإسراع بالتقدم إلى البيضاء وما بعدها في سياق السعي لتحرير المحافظات المتبقية وصولا إلى صنعاء وصعدة.
ومع الخطر الذي باتت تشكله الألغام الحوثية المزروعة في المناطق المحررة في شبوة، ناشد حقوقيون يمنيون الأمم المتحدة للضغط على الميليشيات لتسليم خرائط الألغام، بخاصة بعد أن تسببت في الأيام الماضية في مقتل وجرح عدد من المدنيين.
في هذا السياق، دعت منظمة «ميون» الحقوقية، الجماعة الانقلابية للكشف عن خرائط الألغام في شبوة، وقالت في بيان إنها «تلقت تقارير مفزعة عن تلوث جميع مناطق عسيلان وبيحان بالألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة؛ بما في ذلك المناطق السكنية ما يمثل خطورة شديدة على المدنيين».
وأكد البيان سقوط أعداد من المدنيين قتلى وجرحى في تلك المناطق جراء انفجار تلك الألغام، حيث وثقت التقارير مقتل 5 مدنيين وإصابة آخرين خلال 48 ساعة.
ودعت المنظمة النازحين إلى التريث وعدم العودة إلى منازلهم في بيحان وعسيلان حتى يتم تطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب، كما دعت الفرق الهندسية المعنية بنزع الألغام إلى استنفار جهودها حتى يتمكن النازحون من العودة لمنازلهم وممارسة أنشطتهم الحياتية بأمان.
وشدد بيان المنظمة الحقوقية على الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها والضغط على قيادة الحوثيين لتسليم الخرائط الخاصة بشبكات الألغام للحيلولة دون سقوط مزيد من المدنيين.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.