إسرائيل تبدأ مخططات استيطان جديدة مع بداية السنة

{الخارجية} الفلسطينية تقول إن حكومة بنيت تواصل تهميش الحل السياسي

جنود إسرائيليون يوقفون فتى فلسطينياً في مدينة الخليل أول من أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يوقفون فتى فلسطينياً في مدينة الخليل أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تبدأ مخططات استيطان جديدة مع بداية السنة

جنود إسرائيليون يوقفون فتى فلسطينياً في مدينة الخليل أول من أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يوقفون فتى فلسطينياً في مدينة الخليل أول من أمس (إ.ب.أ)

اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل، بدفع مخططات استيطانية جديدة في القدس مع بداية العام الجديد، بغرض تهويد المدينة وتغيير الواقع على الأرض فيها.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع للمنظمة، إن مدينة القدس المحتلة تشهد مخططات تهويدية متواصلة تشترك فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبلدية «موشيه ليئون» والجمعيات الاستيطانية، و«يتواطأ فيها القضاء الإسرائيلي بهدف تحجيم الوجود الفلسطيني في المدينة، من خلال مخططات استيطانية واسعة لا تتوقف ومن خلال شن حرب على المقدسيين والتوسع في عمليات الطرد والتهجير القسري الصامت».
وجاء في التقرير: «من الواضح أن العام الجديد لا يختلف عن أعوام سلفت على هذا الصعيد. ففي سياق مخططات التهويد والتطهير العرقي الصامت، التي تمارسها حكومة إسرائيل في مدينة القدس ومحيطها وبدفع من رئيس حكومة الاحتلال وائتلافه اليميني المتطرف الحاكم، نفتالي بنيت ورئيس البلدية موشيه ليئون، لإحداث تغييرات واسعة في الميزان الديموغرافي لمدينة القدس المحتلة، بدأت سلطات الاحتلال مع مطلع العام الجديد تسرع برسم معالم تهويد مدينة القدس المحتلة، حيث صادقت ما تسمى (اللجنة المحلية للتخطيط والبناء) التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على 5 مخططات جديدة لبناء 3557 وحدة استيطانية في المدينة المحتلة».
وأضافت: «ستناقش هذه المخططات في (اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم) في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري، من أجل المصادقة النهائية عليها».
وبيّن التقرير أن إحدى خطط البناء تتعلق ببناء وحدات استيطانية جديدة بين «هار حوما» و«جفعات هاماتوس»، بالإضافة إلى مخطط آخر على حافة «التلة الفرنسية»، فيما تتركز أخطر هذه المخططات في المنطقة الجنوبية بالقدس، بدءاً من بلدة بيت صفافا وصولاً إلى بلدة صور باهر، وجبل أبو غنيم؛ وتشمل المخططات إقامة حي استيطاني جديد يضم بناء 1465 وحدة استيطانية قرب «جفعات هاماتوس» وحي «هار حوما - جبل أبو غنيم» جنوب القدس.
وتشمل المخططات أيضاً إقامة 2092 وحدة استيطانية في منطقة التلة الفرنسية في مركز القدس؛ لقطع التواصل بين الأحياء المقدسية، وتحديداً البلدة القديمة وجنوب المدينة ووسطها مع شمالها ولإيجاد حاجز بينها يستهدف المنطقة الجنوبية لإحكام إغلاقها بشكل كامل، وقطع التواصل كذلك بين مدينة بيت لحم وجنوب القدس، والإبقاء فقط على ممرات وطرق ضيقة للتواصل، فضلاً عن مخططات الفصل والعزل في الشمال، حيث هناك مخطط إسرائيلي عام وشامل لإقامة حزام استيطاني، يبدأ من شمال القدس «قلنديا»، وصولاً إلى المنطقة الشرقية «E1»، وجنوباً (من) بيت صفافا وصولاً إلى بلدة صور باهر.
وفي موازاة ذلك، أقرت وزارة الداخلية الإسرائيلية خطة دعم واسعة النطاق لمستوطنات الضفة الغربية المحتلة في ارتفاع قياسي عن العام الماضي. وتشمل الخطة دعم المستوطنات بنحو 140 مليون شيقل، وذلك في ارتفاع فاق 70 في المائة مقارنة مع ميزانية المستوطنات الإضافية للعام الماضي.
وعزز تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان اتهامات مسؤوليين فلسطينيين للحكومة الإسرائيلية بأنها تدفع باتجاه توسيع الاستيطان وتغطي على «إرهاب المستوطنين»، معتبرين أنها أسوأ حكومة على هذا الصعيد وتخطط لوأد حل الدولتين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، «التصعيد الحاصل في انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وفي قطاع غزة».
وقالت الخارجية «إن هذه الانتهاكات تترافق مع استمرار الاحتلال بعمليات أسرلة وتهويد القدس وتغيير معالمها وواقعها التاريخي والقانوني والديموغرافي، واستهداف مقدساتها المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، بما يثبت من جديد أن حرب الاحتلال على الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة وفي المناطق المصنفة (ج) يتصدر أعمال الحكومة الإسرائيلية وجيشها بشكل يومي، في سباق مع الزمن لرسم خريطة مصالح إسرائيل الاستعمارية وتنفيذها على الأرض».
وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الانتهاكات والجرائم المتصاعدة، وعن نتائجها وتداعياتها الكارثية على ساحة الصراع والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لبناء الثقة بين الجانبين. وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تواصل العمل على تهميش القضية الفلسطينية وتحاول شطبها عن أجندة الاهتمامات الدولية من خلال إعادة ترتيب الأولويات الدولية في المنطقة بعيداً عن القضية الفلسطينية وضرورات حلها باعتبارها «مفتاح الحرب والسلام» في المنطقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.