المعارضة الموريتانية تسلم الحكومة شروطها للدخول في حوار سياسي

أبرزها تصريح الرئيس بممتلكاته.. وحل كتيبة الحرس الرئاسي

المعارضة الموريتانية تسلم الحكومة شروطها للدخول في حوار سياسي
TT

المعارضة الموريتانية تسلم الحكومة شروطها للدخول في حوار سياسي

المعارضة الموريتانية تسلم الحكومة شروطها للدخول في حوار سياسي

استأنفت الحكومة الموريتانية، أمس، اتصالاتها مع المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وهو أكبر تشكيل سياسي معارض في البلاد، بهدف الدخول في حوار سياسي ينهي حالة القطيعة بين الطرفين، التي استمرت لعدة سنوات.
وعقد وفد بقيادة مولاي ولد محمد لقظف، الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، لقاء يوم أمس مع وفد من منتدى المعارضة، يقوده رئيس حزب اللقاء محفوظ ولد بتاح، وقد سلم الأخير إلى وفد الحكومة وثيقة تضمنت ما قال إنها «ممهدات وشروط» من أجل الدخول في حوار مع الحكومة.
وتعد وثيقة المنتدى ردًا على وثيقة سبق أن صدرت عن الحكومة أكدت فيها استعدادها للحوار مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها منتدى المعارضة «من دون أي خطوط حمراء». ويضم المنتدى 11 حزبًا سياسيًا، بالإضافة إلى هيئات من المجتمع المدني ونقابات عمالية، وبعض الشخصيات السياسية المستقلة، ويعد التشكيل السياسي المعارض الأكبر في البلاد، وقد سبق أن قاطع الانتخابات الرئاسية التي نظمت العام الماضي، بحجة أنها تفتقد للحد الأدنى من الشفافية.
وتأتي رغبة الحكومة في الحوار مع المعارضة، بعد تصريحات للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مارس (آذار) الماضي، دعا فيها المعارضة إلى الحوار السياسي من أجل إنهاء حالة الاستقطاب الحاد الذي تشهده الساحة السياسية. وقال ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي بنواكشوط، إنه مستعد للحوار مع المعارضة، ومناقشة جميع النقاط من دون أي خطوط حمراء، بما في ذلك علاقة الجيش بالسياسة، وتعديل الدستور، وحتى تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.
ورد منتدى المعارضة على تصريحات الرئيس بطرح شروط، قال إن على نظام ولد عبد العزيز تنفيذها قبل الدخول في الحوار، وأكد المنتدى أن الهدف من هذه الشروط إثبات «حسن نية» النظام، ومدى «جديته في الحوار».
ولم يعلن حتى الآن عن الشروط التي طرحها منتدى المعارضة للدخول في الحوار مع الحكومة، ولكن مراقبين تحدثوا عن «شروط تعجيزية»، وفي مقدمتها المطالبة بتصريح الرئيس بممتلكاته وكشفها أمام الرأي العام، بالإضافة إلى الدعوة إلى حل كتيبة الحرس الرئاسي.
وسبق أن أعلن الرئيس الموريتاني أن رغبته في الحوار مع المعارضة «لا تعني أنه سيقبل بأي شروط مسبقة»، وأكد في الوقت نفسه أن «نتائج الحوار لا يمكن أن تتحقق قبل الدخول في الحوار نفسه»، مشددا على أن جميع مطالب المعارضة يمكن أن تناقش، ولكن على طاولة الحوار وليس قبله، على حد تعبيره.
ويشير مراقبون إلى أن الحكومة قد تقبل ببعض شروط المعارضة، وترفض بعضها الآخر، بينما أكدت أطراف وازنة في المعارضة أنها لن تدخل في الحوار ما لم تتم تلبية جميع الشروط، بما فيها تصريح الرئيس بممتلكاته، وإعادة هيكلة كتيبة الحرس الرئاسي.
ويواجه الحوار بين الحكومة ومنتدى المعارضة صعوبات كبيرة، من أبرزها انعدام الثقة بين الطرفين، حيث يتهم المنتدى نظام ولد عبد العزيز بأنه لا يلتزم بتعهداته، بينما يؤكد النظام أن المعارضة غير جادة في دخول الحوار، وتسعى لإفشاله عبر شروط تعجيزية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.