العالم في 2021... أزمات واتجاهات

العالم في 2021... أزمات واتجاهات
TT

العالم في 2021... أزمات واتجاهات

العالم في 2021... أزمات واتجاهات

لم يكن العام المنصرم، سهلاً على العالم بسبب «كورونا»، لكن القلق من الوباء وآثاره، لم يوقف السباق الدولي، بين تنامي صعود الصين ويقظة روسيا وسعي أميركا للحفاظ على دورها الريادي في العالم.
رأى منتقدو الرئيس الأميركي جو بايدن، في السنة الأولى على إدارته، أن الانسحاب من أفغانستان من شأنه تدمير مصداقية أميركا، ويشجع منافسيها على اتخاذ إجراءات تتحدى واشنطن وأصدقاءها، وطُرحت أسئلة ما إذا كان تراجع هذه المصداقية السبب وراء التوترات الجديدة في أوكرانيا جراء تهديدات روسيا، وتايوان بسبب اختبارات الصين.
وأمام صعود دور بكين وموسكو وتعزيز علاقاتهما والاقتراب من الشراكة الاستراتيجية، وانتقال تركيز واشنطن في منطقة المحيطين الهادي والهندي، جاء التطور الأبرز على صعيد الأمن الدولي في آسيا في العام 2021، بالإعلان في 15 سبتمبر (أيلول) عن تجمع «أوكوس»، شراكة أمنية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة؛ ما شكل مفاجأة لباقي دول العالم.
هذا التكتل الجديد، تضمن تخلي أستراليا عن رهاناتها الصينية وابتعاد بريطانيا عن محيطها الأوروبي، وحسم الهند خيارها باتجاه أميركا، كما هو الحال مع اليابان، فتعزز التكتل الثلاثي الوليد بآخر قديم، هو «كواد» أو مجموعة الحوار الأمني الرباعي (الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند).
ومع اقتراب سنة 2021 من نهايتها، تبدأ «الشرق الأوسط» اليوم نشر سلسلة مقالات وتقارير تتوقف عند أهم التطورات في السنة المنصرمة وقراءة معانيها، مع استشراف للتطورات واتجاهاتها في السنة المقبلة.

ضربتان تؤذيان رأس بايدن: روسيا والصين

روسيا ترسم «خطوطها الحمر» على الساحة العالمية

«أوكوس»... إعلان هزّ العالم في 2021



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.