توتر في السجون الإسرائيلية و{حماس} تهدد بتصعيد صاروخي

عملية واسعة نُفّذت بحقّ الأسرى في سجن «نفحة»

TT

توتر في السجون الإسرائيلية و{حماس} تهدد بتصعيد صاروخي

أكد نادي الأسير الفلسطيني أن عملية قمع واسعة نُفذت بحق الأسرى في سجن «نفحة»، تم خلالها إخراجهم من قسم (12) إلى ساحة السجن، وتم تكبيلهم وإبقاؤهم لساعات متواصلة في البرد القارس، والاعتداء على مجموعة منهم بالضرب، وكذلك عزل مجموعة أخرى.
وأوضح نادي الأسير، أن من بين الأسرى الذين تم الاعتداء عليهم، يوسف المبحوح من غزة، الذي كان طعن أحد السجانين الاثنين، رداً على اعتداءاتهم على أسيرات ما رفع مستوى التوتر في السجون.
وقال النادي إن إدارة السجون تفرض عزلاً مضاعفاً على الأسرى في سجن «نفحة». كذلك تم نقل وعزل مجموعة من الأسرى، دون معرفة الجهة التي جرى نقلهم إليها.
ولفت نادي الأسير إلى أنه وحتى اللحظة، لا تفاصيل عن مصير الأسرى في سجن «نفحة»، تحديداً أسرى قسم (12). وطالب كافة جهات الاختصاص وعلى رأسها الصليب الأحمر بالتدخل العاجل لطمأنة عائلات الأسرى، والاطلاع على أوضاعهم.
وكان نادي الأسير قد حذر من عملية قمع واسعة، بعد أن قامت إدارة السجون على مدار ساعات باستقدام قوات كبيرة من وحدات القمع، بالتزامن مع مشروع قانون يسعى الكنيست الإسرائيلي لإقراره يتعلق بتعزيز وحدات القمع في السجون. وحمل النادي، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى في سجن «نفحة».
وجاء البيان ليؤكد ما قاله مكتب إعلام الأسرى، بأن حالة من التوتر الشديد تسود كافة سجون الاحتلال، وأن جميع الأقسام مغلقة بشكل كامل.
وأفاد المكتب في بيان، الثلاثاء، بانقطاع التواصل مع أسرى قسم 12 في سجن نفحة، مشيراً إلى أن مصير أكثر من 80 أسيراً مجهول. وأكد أن هناك خشية حقيقية على حياة أسرى قسم 12 في سجن «نفحة»، بعد تعرضهم لقمع ممنهج من إدارة سجون الاحتلال، من بينهم مرضى وكبار في السن.
وذكر المكتب أن مصير الأسير يوسف المبحوح منفذ عملية الطعن ما زال مجهولاً، محذراً من وجود خطر حقيقي على حياته. وبحسب مؤسسة ثالثة تعنى بشؤون الأسرى، وهي «واعد»، فإن الاحتلال رفض السماح للطواقم القانونية بتقديم أي طلبات زيارة أو معرفة مكان الأسير المبحوح. وحذرت المؤسسة من تعرض الأسير المبحوح للقتل جراء ما يمارس بحقه الآن.
وأمام هذا التصعيد، حذرت حركة حماس من تصعيد صاروخي. وقال مشير المصري القيادي في الحركة، أمس، إن الاستفزاز الإسرائيلي المستمر للأسرى في السجون بمثابة استفزاز لصواريخ المقاومة وأنفاقها.
جاء ذلك خلال وقفة دعم للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال من أمام منزل الأسير يوسف المبحوح في جباليا شمال قطاع غزة، منفذ عملية الطعن لسجان في سجن نفحة.
وقال المصري «إن الاعتداء على الأسرى واستفزازهم إنما هو استفزاز لصواريخ المقاومة الفلسطينية وأنفاقها وطائراتها». وأضاف «أن العملية البطولية للأسير يوسف المبحوح إنما هي تعجيل للفرج له وللأسرى».
وتابع أن «قضية الأسرى أم الثوابت ورأس الأولويات، ونحن أولياء الدم ومن سينصر الأسرى وقضيتهم دوماً في الأولوية وعلى طاولة المقاومة حتى نبيض سجون الاحتلال، وسنقدم كل ما نملك في سبيل الأسيرات».
ووجه المصري رسالة للاحتلال قائلاً: «إياك أن تختبر صبرنا في أسرانا وإياك بالمساس بأسرانا وخصوصاً أسيراتنا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.