قوات «التحالف» تدمر 4 مسيّرات حوثية وتقضي على 210 إرهابيين

وزير يمني: 30 % من قتلى الميليشيات في مأرب صغار السن

عناصر موالية للجيش الوطني خلال دورية في منطقة بمحافظة تعز (أ.ف.ب)
عناصر موالية للجيش الوطني خلال دورية في منطقة بمحافظة تعز (أ.ف.ب)
TT

قوات «التحالف» تدمر 4 مسيّرات حوثية وتقضي على 210 إرهابيين

عناصر موالية للجيش الوطني خلال دورية في منطقة بمحافظة تعز (أ.ف.ب)
عناصر موالية للجيش الوطني خلال دورية في منطقة بمحافظة تعز (أ.ف.ب)

فيما يواصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التصدي للهجمات الحوثية في جبهات مأرب والجوف وصعدة، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس الثلاثاء استمرار عملياته المساندة التي كبدت الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات مسؤولين في الحكومة الشرعية ذكرت أن أكثر من 30 في المائة من قتلى الجماعة الحوثية في مأرب هم من صغار السن تحت 18 عاماً. وأفاد تحالف دعم الشرعية أمس الثلاثاء بأنه اعترض 4 مسيرات حوثية ودمرها في الأجواء اليمنية، وذلك بعد ساعات من اعتراض دفاعاته الجوية صاروخاً باليستياً حاولت الميليشيات أن تستهدف به خميس مشيط جنوب السعودية. وفي إطار الإسناد الجوي الذي يقدمه التحالف لقوات الجيش اليمني في سياق الدعم وحماية المدنيين، أعلن التحالف أيضاً عن تنفيذ 31 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف خلال24 ساعة. وأوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الاستهدافات دمرت 20 آلية عسكرية، وقضت على أكثر من 210 عناصر من الحوثيين بينهم قياديون. وفي سياق دعم القوات اليمنية في الساحل الغربي، خارج مناطق المنصوص عنها في اتفاق استوكهولم، أعلن تحالف دعم الشرعية تنفيذ عملية استهداف واحدة لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، موضحاً أن العملية استهدفت آلية عسكرية.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أفاد الاثنين الماضي عن تنفيذ 28 استهدافاً ضد ميليشيا الحوثيين في مأرب والجوف خلال24 ساعة، وأكد أن الاستهدافات التي نفذها دمرت 14 آلية عسكرية وأوقعت خسائر بشرية في صفوف الحوثيين تجاوزت 140 عنصراً إرهابياً، إلى جانب إعلانه تنفيذ استهداف واحد في الساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، حيث استهدفت هذه العملية آلية عسكرية لميليشيا الحوثي.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية استطاعت صد هجمات جديدة للميليشيات الحوثية، واستعادت مواقع عدة في المنطقة الجنوبية الشرقية لمأرب، حيث تحاول الميليشيات السيطرة على جبل البلق الشرقي.
وفي محافظة صعدة (شمال)، تمكنت قوات الجيش الوطني من إفشال محاولة تسلل لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً إلى مواقع الجيش في وادي عار بمديرية الصفراء في محافظة صعدة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر عسكري قوله: «إن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعات للميليشيا وتعزيزاتها، أسفرت عن قتل وجرح عدد من عناصر الميليشيا التي حاولت التسلل، فيما لاذ البقية بالفرار».
وتزامنت هذه التطورات مع تحذيرات الحكومة اليمنية من استمرار الميليشيات الحوثية في استدراج الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال في مأرب، لاستخدامهم دروعاً بشرية، بحسب ما ورد في تغريدات لوزير الإعلام معمر الإرياني.
وقال الإرياني: «نحذر من تصعيد ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران من عمليات استدراج الأطفال دون سن 18 من منازلهم ومدارسهم وأحيائهم في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، وتجنيدهم، والزج بهم في هجمات انتحارية بمختلف جبهات مأرب، واستخدامهم دروعاً بشرية ووقوداً لمعاركها العبثية».
وأوضح الوزير اليمني أن المعلومات الواردة من جبهات القتال في محافظة مأرب تؤكد أن الأطفال يشكلون أكثر من 30 في المائة من الخسائر البشرية لميليشيا الحوثي الإرهابية في المعارك الأخيرة الدائرة في المحافظة، وأن قيادات الميليشيا تتعمد الزج بهم في الأنساق الأولى من هجماتها، دون اكتراث بمصيرهم».
واستغرب وزير الإعلام اليمني مما وصفه «استمرار صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل إزاء جرائم استخدام ميليشيا الحوثي البشع للأطفال في العمليات القتالية»، والتي قال إنها «الأوسع في تاريخ البشرية»، مطالباً بإجراءات رادعة لوقفها باعتبارها جرائم حرب وإبادة وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت قد دفعت بمجموعات من مسلحيها باتجاه مأرب، في أوسع تصعيد عسكري ضمن استماتتها للسيطرة على المحافظة النفطية، مستخدمة الصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها اصطدمت بدفاعات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وتكبدت آلاف القتلى والجرحى خلال الأشهر الأخيرة. ولا تزال الميليشيات المدعومة من إيران ترفض الدعوات الأممية والدولية والإقليمية لوقف شامل لإطلاق النار، في وقت يحاول فيه المبعوث الأممي الجديد إنعاش فرص السلام المتعثرة.
وتتمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث للوصول إلى حل شامل، بينما يسود الأوساط السياسية اليمنية حالة من عدم التفاؤل في ظل إصرار الميليشيات الحوثية على التصعيد العسكري.
وتقول الشرعية إن الطريق لاستعادة عملية السلام تبدأ «بالضغط على الميليشيات الحوثية لوقف عدوانها العسكري المستمر والقبول بوقف إطلاق نار شامل»، وترى أن تحقق هذا الأمر «سينعكس بإيجابية على مختلف الجوانب، وخصوصاً تلك المرتبطة بتخفيف الآثار الاقتصادية والإنسانية الكارثية للحرب المدمرة التي تستمر الميليشيات الحوثية بإشعالها في مختلف المناطق والجبهات».
في المقابل، كان زعيم الجماعة الانقلابية عبد الملك الحوثي، قد دعا في خطبه الأخيرة أتباعه إلى الاستمرار في حشد المقاتلين وجباية الأموال، متوعداً باستمرار الحرب حتى السيطرة على كافة المناطق اليمنية، لا سيما محافظة مأرب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.