إعلان الفائزين بجوائز الدورة الافتتاحية لـ«البحر الأحمر السينمائي»

المهرجان أسدل الستار عن موسمه الأول بعد أسبوع حافل

صورة جماعية للفائزين بالجوائز (حساب المهرجان على «تويتر»)
صورة جماعية للفائزين بالجوائز (حساب المهرجان على «تويتر»)
TT

إعلان الفائزين بجوائز الدورة الافتتاحية لـ«البحر الأحمر السينمائي»

صورة جماعية للفائزين بالجوائز (حساب المهرجان على «تويتر»)
صورة جماعية للفائزين بالجوائز (حساب المهرجان على «تويتر»)

أسدل الستار، اليوم، عن الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر السينمائي الدولي بعد أسبوع حافل بأفضل إبداعات السينما المحلية والعربية والعالمية.
وأعلن خلال الحفل الختامي الذي حضره نجوم وصناع الفن في الوطن العربي والعالم، عن نتائج الأعمال الفائزة بجوائز اليسر التي منحتها ثلاث لجان تحكيم مستقلة، تكريماً للمشاريع الإبداعية واحتفاء بالجيل الجديد من الأصوات السينمائية، وأصحاب الخبرات السابقة.
وضمّت مسابقات المهرجان 16 فيلماً طويلاً، و18 فيلماً قصيراً، و21 مشروعاً من الواقع الافتراضي والتقني، جمعت أهم إبداعات السينما العربية والعالمية، وقدّمت قصصاً جديدة وأساليب سينمائية مبتكرة، وجرأة في طرح المواضيع ومناقشة قضايا مجتمعاتها.
وقدمت جائزة أفضل فيلم سعودي إلى المخرج حمزة جمجوم عن فيلمه «تمزق»، حيث تدور أحداثه حول امرأة سعودية حامل، وعليها فك رموز الواقع والخروج من حالة الأحلام والأوهام ومواجهة الموت، قبل أن يصل القاتل لينال منها ومن عائلتها، وعليها مواجهة حياتها وذاكرتها الممزقة قبل مواجهة واقعها.

وذهبت جائزة الجمهور لأفضل فيلم إلى دينا عامر، عن فيلمها «أنت تشبهني»، بينما فاز الفيلمان «تناسخ» لـ«سن شين وانغ» و«نهاية الليل» لـ«ديفيد أدلر» بجائزة السينما التفاعلية، ومنحت جائزة الفيلم القصير لمراد أبو عيشة عن فيلمه «تالافيزيون»، وأفضل مساهمة سينمائية لـ«أمين جعفري» لتصوير فيلم «على الطريق»، وأفضل سيناريو لـ«مانو خليل» عن فيلم «جيران»، وأفضل ممثل لـ«آدم علي» عن دوره في فيلم «أوروبا»، وأفضل ممثلة لـ«أرويندا كرانا» عن دورها في فيلم «يوني». وحصل «حيدر رشيد» على جائزة أفضل مخرج عن فيلم «أوروبا»، ونال فيلم «على الطريق» لمخرجه بناه بناهي جائزة لجنة التحكيم، وفاز «برايتن الرابع» لمخرجه «ليفان كوجواشفيلي» بجائزة أفضل فيلم، ومنحت المخرجة «دارين سلّام» شهادة تقدير عن فيلمها «فرحة».

من جانبه، أكّد رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل جيوسبي تورناتوري على مدى تنوع المواهب والمواضيع المطروحة، وقال: «لقد كانت تجربة استثنائية حيث شاهدنا أعمالاً مؤثرة وقوية وجريئة، مما يؤكّد على الزخم الذي تشهده السينما في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، لذا كانت مهمتنا صعبة للغاية».
بدوره، قال أيمن خوجة منتج «تمزق» لـ«الشرق الأوسط»، إن الفيلم استطاع دخول المنافسة لاكتمال العمل وجودته من جميع النواحي كالإخراج وجودة القصة والتمثيل والتصوير والإنتاج، مبيناً أنه «تم العمل عليه بكل احترافية لعرضه بصورة لائقة، ولم يدُر في خلد صناعه أنه سيدخل منافسة دولية أو يعرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي».
وأضاف خوجة: «حين أُعلن عن المهرجان وفتح باب الترشح للأفلام الروائية الطويلة تم تقديم الفيلم، وكان خبر قبوله أجمل خبر تلقاه فريق العمل»، لافتاً إلى أن «الفيلم في عرضه الأول الخاص لاقى استحسان النقاد، وقالوا عنه إنه رفع سقف الجودة في الأفلام السعودية».
وعن الصعوبات التي قابلت فريق العمل والمشاركين في «تمزق»، أوضح أن «التوقف المستمر في التصوير بسبب جائحة كورونا، كان أكبر تحدٍّ واجه الإنتاج خصوصاً أن التصوير كان في ثلاث دول، وهو ما تسبب في توقف العمل مرتين لحين السماح بفتح الرحلات الدولية وتخفيف الإجراءات الاحترازية التي وضعت للحد من انتشار الفيروس».
من جهته، عدّ بطل فيلم «تمزق» فايز بن جريس، المرشح لجائزتين عالمية، خلال تصريح لـ«الشرق الأوسط»، مهرجان البحر الأحمر «إضافة كبيرة لصناع الأفلام في السعودية وفرصة لتبادل الثقافات، وتطوير السينما والاطلاع على الأعمال الفنية من حول العالم».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».