بنيت إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوماً

بنيت إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوماً
TT

بنيت إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوماً

بنيت إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوماً

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، مساء أمس الأحد، إلى الإمارات في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس حكومة للإمارات. وحسب مكتبه، سوف يلتقي اليوم مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد.
وقد جرى التعتيم على الزيارة حتى اللحظة الأخيرة، «لأسباب أمنية»، بحسب مصادر إسرائيلية. وستستغرق يوماً واحداً، بسبب اضطرار بنيت للعودة إلى الكنيست مساء اليوم، للمشاركة في التصويت على الثقة بحكومته. وقالت مصادر مطلعة إن بنيت سيجري محادثات تبغي تعزيز العلاقات بين الطرفين والمصالح المشتركة التي تدفعهما نحو هذه العلاقات. لكن هناك موضوعاً يمكنه أن يسيطر على أجواء اللقاء، ألا وهو القلق الإسرائيلي من التقارب بين الإمارات وإيران، خصوصاً بعد زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، شقيق ولي العهد الإماراتي، إلى طهران والتقى مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الاثنين الماضي.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن بنيت وبن زايد، سيبحثان تعميق العلاقات بين إسرائيل والإمارات، من خلال التشديد على قضايا اقتصادية إقليمية، إلى جانب البحث في تعزيز «اتفاقيات أبراهام» والموضوع الإيراني، وذلك على خلفية تصريحات لمسؤولين إماراتيين بأن المزيد من العقوبات على إيران لن تعود بالفائدة، ومن ثم دعوا إلى استئناف الاتفاق النووي.
وكان من المقرر أن يرافق بنيت إلى الإمارات وفد كبير من الصحافيين، لكن مكتبه أبلغهم، مساء أمس، بأن الصحافيين لن يرافقوه في الزيارة بسبب التخوف من اشتداد انتشار متحورة فيروس «كورونا» الجديدة «أوميكرون».
المعروف أن رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، أراد بشغف الوصول إلى أبوظبي في أعقاب التوقيع على اتفاقيات أبراهام. وذات مرة طلب أن يزورها ولو لساعتين وأن تقتصر زيارته على لقاء في المطار مع ولي العهد الشيخ محمد، لكن طلبه لم يستجب وقيل إنه رفض ناجم عن أخطار «كورونا». وبعد سقوط حكومة نتنياهو، تم استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، في يونيو (حزيران) الماضي، إذ افتتح مقر السفارة الإسرائيلية في أبوظبي.
ووقعت إسرائيل والإمارات والأردن، قبل ثلاثة أسابيع، على اتفاق يشمل إقامة محطة توليد كهرباء عملاقة بالطاقة الشمسية في البادية الأردنية لإمداد إسرائيل بالكهرباء، وفي المقابل إقامة منشأة تحلية مياه في الساحل الإسرائيلي لصالح الأردن. وستشتري إسرائيل والأردن الكهرباء والمياه من المنشأتين. وجاء هذا الاتفاق إثر اتصالات سرية بين الدول الثلاث في أعقاب «اتفاقيات أبراهام» وتسارعت بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وفقاً لمصادر في تل أبيب. ومنذ التوقيع على اتفاقيات أبراهام في سبتمبر (أيلول) 2020، زار الإمارات نحو مليون إسرائيلي.



البحرين وعُمان... نقلة نوعية في تاريخ العلاقات

السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
TT

البحرين وعُمان... نقلة نوعية في تاريخ العلاقات

السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)

استعرضت مباحثات عُمانية - بحرينية موسّعة، مسيرة العمل المشترك والتعاون الوثيق بين البلدين، مؤكدة على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية المتينة، وتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية.

جاء ذلك خلال زيارة دولة أجراها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إلى مسقط، على رأس وفد رفيع المستوى، يومي 14 و15 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث التقى السلطان هيثم بن طارق، وأشاد بنمو العلاقات التاريخية بين البلدين، والمصالح المتبادلة.

وناقش الجانبان في مباحثاتهما الموسعة بقصر العلم، الثلاثاء، فرص تطوير الشراكة الاقتصادية والاستثمارية؛ إذ أكدا أهمية تشجيع القطاعين العام والخاص لتنويع مجالاتها، بما يلبي طموحات البلدين وشعبيهما. ورحَّبا بإنشاء الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار.

السلطان هيثم بن طارق في مقدمة مستقبلي الملك حمد بن عيسى لدى وصوله إلى مسقط الثلاثاء (بنا)

كما أشادا بنجاح أعمال «اللجنة العُمانية - البحرينية»، ودورها في تعزيز التعاون الثنائي، وتنفيذ المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مؤكدين أهمية استمرار جهودها لتطوير مجالات جديدة للشراكة بما يحقق تطلعاتهما.

وتناول الملك حمد بن عيسى والسلطان هيثم بن طارق، مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وما تحقق من منجزات بارزة على صعيد العمل المشترك، ونحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل بين دُولِه لما فيه خير وصالح شعوبها.

وناقش الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين على أهمية تسوية النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، وتعزيز الحوار، والتعاون الدولي، لدعم جهود تحقيق أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، فضلاً عن تكثيف التنسيق في مواقفهما بما يخدم مصالحهما، ويقوي من دعائم ازدهار جميع الشعوب.

مراسم استقبال رسمية للملك حمد بن عيسى بقصر العلم في مسقط الثلاثاء (بنا)

وعبّر الملك حمد بن عيسى والسلطان هيثم بن طارق، خلال لقاءٍ لاحق في قصر البركة، الأربعاء، عما يجمع البلدين من علاقات أخوية وثيقة، وأواصر تاريخية متينة، وحرص متبادل على مواصلة تعزيزها وترسيخها لما فيه خير البلدين وصالح شعبيهما.

من جانبه، عدّ الدكتور جمعة الكعبي، السفير البحريني لدى عُمان، الزيارة «نقلة تاريخية ونوعية في تاريخ العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين». وقال إنها حققت أهدافها بامتياز، وأحدثت أصداءً واسعة النطاق على جميع الصُعد محلياً وإقليمياً، معرباً عن تطلعه إلى آفاق أرحب في التعاون المشترك في مختلف المجالات الحيوية والتنموية.

وأوضح أن الزيارة شهدت التوقيع على 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً، متضمنةً اتفاقية واحدة، و20 مذكرة تفاهم، و4 برامج تنفيذية، وتمحورت الاتفاقية حول إزالة الازدواج الضريبي، أما مذكرات التفاهم فتناولت مجالات الإعلام، والأوقاف، والزكاة، والأرصاد الجوية، والمجال الصحي، والعلمي والتربوي، والاستثمار، والتمكين الصناعي، وتنمية المحتوى الوطني - يشمل التعدين - والأمن الغذائي، وتنظيم المعارض والمؤتمرات، والفحص والمقاييس ودمغ الذهب.

جانب من استقبال السلطان هيثم بن طارق للملك حمد بن عيسى في قصر البركة الأربعاء (بنا)

وأضاف الكعبي أن مذكرات التفاهم شملت أيضاً مجالات الإنتاج والتنمية الزراعية والأمن الغذائي، والتأمينات والحماية الاجتماعية، والعمل وتنمية الموارد البشرية، والإدارة العامة، وبناء القدرات وتعزيزها في مكافحة الاتجار بالأشخاص، وإنشاء المناطق الاقتصادية والصناعية وتطويرها وإدارتها. بينما شملت البرامج التنفيذية، مجالات تقييم المؤسسات التعليمية، والعمل البلدي، والعمل المتحفي، والكهرباء والطاقة المتجددة.

وبيَّن أن من أبرز النتائج التي تحققت خلال هذه الزيارة هو إشهار الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار التي تستهدف التوسع في آفاق التّعاون والشّراكة الاقتصاديّة والاستثمارية عبر استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالاتهما وبما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين.