دعم أممي للأزهر في مكافحة «التطرف» وإعلاء قيم الحوار

غوتيريش أشاد بجهود المشيخة والفاتيكان في تعزيز الأخوة الإنسانية

غوتيريش خلال لقائه المحرصاوي ووفد «لجنة الأخوة الإنسانية» (مشيخة الأزهر)
غوتيريش خلال لقائه المحرصاوي ووفد «لجنة الأخوة الإنسانية» (مشيخة الأزهر)
TT

دعم أممي للأزهر في مكافحة «التطرف» وإعلاء قيم الحوار

غوتيريش خلال لقائه المحرصاوي ووفد «لجنة الأخوة الإنسانية» (مشيخة الأزهر)
غوتيريش خلال لقائه المحرصاوي ووفد «لجنة الأخوة الإنسانية» (مشيخة الأزهر)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن «استعداد الأمم المتحدة لدعم جهود الأزهر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، خصوصاً في مجالات مكافحة التطرف، وتعزيز قيم الحوار والاحترام والتعايش المشترك». كما أشاد غوتيريش بجهود «الأزهر والفاتيكان في ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية».
جاء ذلك خلال لقاء غوتيريش برئيس جامعة الأزهر، محمد المحرصاوي، ووفد رفيع من «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك بحضور الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية محمد عبد السلام. ووفق بيان لمشيخة الأزهر، أمس، فقد أكد المحرصاوي أن «الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ ثقافة التعايش واحترام الآخر، وذلك من خلال تضمين المناهج الدراسية لموضوعات تستهدف التعريف بثقافة التسامح والتعايش، والقيم المشتركة في الديانات السماوية. بالإضافة إلى مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس بالمعاهد الأزهرية، وتستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة التي اعتادت الجماعات المتشددة ترويجها، وإساءة استخدامها لتشويه صورة الدين»، مشيراً في هذا السياق إلى «جهود الأزهر لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش بين المصريين، مسلمين ومسيحين، وكذا ترسيخ قيم المواطنة الكاملة»، ولافتاً إلى أن «تجربة (بيت العائلة المصرية) لاقت قبولاً كبيراً لدى كل المصريين، وهو ما دفع الكثير من الدول إلى الاستفادة من هذه التجربة المصرية، الرائدة في مجال التعايش المشترك».
وأكد المحرصاوي أن جامعة الأزهر «اهتمت بخطة الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، وعقد ورش العمل والمؤتمرات للتحذير من خطورة تغير المناخ؛ والتعريف بالجهود الدولية، الرامية إلى تعزيز قيم الأخوة والاحترام المتبادل، وأهمية التضامن الدولي»، موضحاً أنه «حان الوقت للقضاء على كل مشاكل العنصرية والكراهية».
من جانبه، أعرب غوتيريش عن تقديره لما يقوم به الأزهر من «جهود واضحة لترسيخ قيم الأخوة والتعايش المشترك»، وأوضح أنه «يتابع جهود شيخ الأزهر أحمد الطيب مع الفاتيكان بابا فرنسيس، التي تمثل دافعاً لكل محبي السلام».
ولفت غوتيريش إلى أن «البابا فرنسيس والإمام الطيب قدما القدوة لقادة الأديان للعمل على تعزيز قيم الأخوة الإنسانية؛ من خلال توقيعهم (وثيقة الأخوة الإنسانية)، التي انبثقت عنها (اللجنة العليا للأخوة)»؛ مؤكداً أن «هذه اللجنة سوف تسهم بتنوعها في تحقيق أهدافها المرجوة من أجل الإنسانية، حيث تعمل كحلقة وصل لنشر القيم الإيجابية وتعميمها، وسرعة التحرك في هذا الإطار».
كما شدد غوتيريش على «احترام الأمم المتحدة وتقديرها للجهود التي تقوم بها (اللجنة العليا للأخوة الإنسانية)».
ووقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان «وثيقة الأخوة الإنسانية والسلام العالمي والعيش المشترك» في أبوظبي عام 2019. وهي الوثيقة التي «تحث الشعوب على نبذ التعصب».
من جهته، قال رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس الدورة الحالية لاجتماعات «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية»، إن «الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، «يعد بمثابة إعادة تأكيد بالتزامنا بالاستمرار في دفع الجهود، لما فيه خير ورفاهية الإنسان، أياً كان لونه أو عرقه أو معتقده». فيما أكد الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية «استعداد (اللجنة العليا) لدعم قمة الأمم المتحدة للمستقبل 2023، واستعداد اللجنة لعقد الاجتماعات التحضيرية، وورش العمل للتعريف بأهداف القمة نحو تحقيق أجندة مستدامة للأمن والسلام العالميين»، لافتاً إلى أن «الشراكة مع الأمم المتحدة سوف تسهم بشكل كبير في تعزيز قيم السلام والأخوة».


مقالات ذات صلة

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

يوميات الشرق جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

بعد أكثر من خمس سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس عن هيئتها الجديدة للعالم اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».