التحالف يبحث ملفات «داعشية» مع «محكمة شعبية» في القامشلي

«قسد» تسلّم الحكومة العراقية 100 متهم

سجناء متهمون بالانتماء لـ«داعش» في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
سجناء متهمون بالانتماء لـ«داعش» في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT
20

التحالف يبحث ملفات «داعشية» مع «محكمة شعبية» في القامشلي

سجناء متهمون بالانتماء لـ«داعش» في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
سجناء متهمون بالانتماء لـ«داعش» في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

بحث وفد من التحالف الدولي والقوات الأميركية ملف محتجزي تنظيم «داعش» المنحدرين من الجنسية السورية مع محكمة شعبية بمدينة القامشلي معنية بقضايا الإرهاب، وناقشوا آلية إطلاق سراح عناصر التنظيم بموجب مبادرات عشائرية من السجون ومخيم الهول.
وزار وفد من فريق الشؤون المدنية بالتحالف الدولي بينهم ضباط من الجيش الأميركي الخميس الماضي مقر «محكمة الدفاع عن الشعب» بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، وعقدوا اجتماعاً مع رئاسة المحكمة ونقلوا أنهم يعملون مع الدول والحكومات المعنية التي لديها رعايا في سجون قوات «قسد»، على حل الملف وضرورة فصله عن الاعتبارات والتجاذبات السياسية، واستمعوا إلى آلية إطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم بموجب عفو صادر من القيادة العامة للقوات بعد وساطات عشائرية، وأكدت هيئة المحكمة أن الذين أفرج عنهم أثبتت التحقيقات عدم تورطهم بالأعمال القتالية، ولم تتلطخ أياديهم بالدماء ولا توجد دعاوى شخصية بحقهم.
واطلع وفد التحالف على قوانين المحكمة الخاصة بالإرهاب وبحث الجانبان الأوضاع في مخيم الهول وضرورة العمل على إعادة عوائل عناصر التنظيم إلى بلدانهم خصوصاً اللاجئين العراقيين الذين يشكلون النسبة الأكبر من تعداد قاطنيه، كما شرحت هيئة المحكمة الأحكام والعقوبات السارية وطالبت بانتزاع اعتراف دولي من حكومات التحالف الدولي، وشرعنة المحكمة والدوائر القضائية العاملة في مناطق شمال شرقي الفرات.
وطلبت رئاسة المحكمة من وفد التحالف ضرورة حل ملف محتجزي «داعش» في سجون القوات والإدارة الذاتية، عبر تنسيق دولي والتزام التحالف بإكمال مهمته في الحرب على التنظيم الإرهابي ومقاضاة هؤلاء أمام دوائر المحكمة، وإنشاء محكمة دولية لمحاكمة آلاف السوريين وغيرهم من الجنسيات الثانية المشتبه بانتمائهم للتنظيم وفق القانون الدولي، لوجود الشهود والأدلة التي تجرم هؤلاء لأنهم ارتكبوا جرائم حرب على الأراضي السورية وتسببوا بإيذاء سكان المنطقة.
ومحكمة «الدفاع عن الشعب» التي تتبع مجلس العدالة الاجتماعية لدى الإدارة الذاتية وتنظر في دعاوى الإرهاب، أحيل إليها 8 آلاف دعوى قضائية منذ سنة 2015، مع وجود ملفات تحاكم أكثر من شخص، وقد وصل بعضها إلى 26 متهماً كانوا خلايا نشطة موالية للتنظيم، وتنظر في دعاوى 900 مشتبه بتهمة القتال والارتباط بتنظيم «داعش» المتطرف وفق القوانين المحلية الصادرة عن المجلس التشريعي، مع الاستعانة بقانون العقوبات السوري في حال حاجتها لمادة قانونية تنص على معاقبة الجرم المرتكب بحسب مرسوم يصدر عن ديوان العدالة بالإدارة.
في سياق متصل، أعلنت قوات «قسد» تسليم 100 عراقي «داعشي» إلى السلطات العراقية، وقالت في بيان نشر على موقعها الرسمي أمس إن الأجهزة المختصة التابعة للقوات: «سلمت مائة إرهابي من معتقلي (داعش)، يحملون الجنسية العراقية، والمحتجزين في سجون شمال شرقي سوريا إلى الحكومة الاتحادية العراقية»، وأضافت أن عملية التسليم تمت وفق جدول عمل تم إعداده مسبقاً بين القوات والجانب العراقي خلال الفترة الماضية، لتسليم عناصر التنظيم المطلوبين للقضاء العراقي، «تمت عملية النقل عبر معبر ربيعة الحدودي بين سوريا والعراق، حيث تم تأمين وصولهم من قبل (قسد) إلى الجيش العراقي».
وأشار البيان إلى أن القوات سلمت بالفعل خلال الأعوام الماضية عدة دفعات من معتقلي التنظيم من حملة الجنسية العراقية إلى حكومة بلادهم، ولا يزال هناك أكثر من 1600 عراقي متهم بانتمائه لـ«داعش» محتجز في سجون القوات بالحسكة.
من جهة ثانية، نفى مسؤول المكتب الإعلامي لقوات «قسد» صحة الأنباء المتداولة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش» بمبادرة ووساطة عشائرية، وقال فرهاد شامي مير المكتب: «تناولت وسائل إعلام محلية بداية الشهر الحالي أخباراً عارية عن الصحة حول نية (قسد) إطلاق سراح أكثر من 700 من مرتزقة (داعش)، والصور المتداولة للوائح الأسماء وهمية ولا صحة لها».
ونشر نشطاء وصفحات محلية قوائم تضم نحو 700 اسم لأشخاص ينحدرون من مدن الرقة والحسكة وريف دير الزور، على أن يتم الإفراج عنهم بوساطة وضمانة من وجهاء عشائر ليصار اكتمال المبادرات للإفراج عن جميع المتهمين والمشتبهين، الذين اعتقلوا على خلفية قضايا إرهابية شريطة عدم مشاركتهم بالعمليات العسكرية وحمل السلاح ولا توجد دعاوى شخصية بحقهم أمام القضاء، وطالب شامي المجتمع الدولي بإنشاء محكمة دولية خاصة في مناطق الجزيرة السورية لمقاضاة ومحاكمة عناصر التنظيم، «ندعو كافة الدول التي يوجد عدد من رعاياها في سجون (قسد) إلى التعاون والتعامل بجدية في هذا الملف».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تقول إن الانسحاب الأميركي من سوريا «سيضطرها للقيام بحراك ملائم»

شؤون إقليمية قاعدة التنف الأميركية جنوب شرقي سوريا (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل تقول إن الانسحاب الأميركي من سوريا «سيضطرها للقيام بحراك ملائم»

منذ أن أبلغت جهات أمنية أميركية نظيرتها الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة تعتزم الشروع في تنفيذ انسحاب تدريجي لقواتها من سوريا، وتل أبيب تسعى لمنع هذا الانسحاب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أفريقيا جداريات تصور اختطاف أكثر من 200 تلميذة من تشيبوك على يد جماعة «بوكو حرام» المتمردة في بلدة تشيبوك بشمال شرقي البلاد (رويترز)

مقتل نحو 50 شخصاً في هجومين شهدتهما ولاية بلاتو في نيجيريا

قُتل نحو 50 شخصاً في هجومين مساء الأحد في وسط نيجيريا التي تشهد اشتباكات قبلية متكررة، على ما ذكر الاثنين مسؤول في الصليب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (جوس (نيجيريا))
المشرق العربي وزير الدفاع التركي يسار غولر وقائد القوات المسلحة خلال اجتماع بالفيديو مع قادة وحدات الجيش داخل وخارج البلاد الاثنين (الدفاع التركية- إكس)

تركيا تؤكد استمرارها في دعم بناء القدرات الدفاعية والأمنية لسوريا

أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر استمرار دعم بلاده لبناء القدرات الأمنية والدفاعية في سوريا، وأنها ستواصل حربها ضد المنظمات الإرهابية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد جيه. ترمب يُحيي الجماهير في بطولة «UFC 314» في مركز كاسيا بميامي - فلوريدا (د.ب.أ)

ترمب يوجه تحذيراً شديداً للإرهابيين في الصومال

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيراً شديد اللهجة للجماعات المصنفة إرهابية في الصومال، مؤكداً أنه رفع القيود «البيروقراطية» التي كانت وضعتها إدارة بايدن

علي بردى
المشرق العربي قوة من الجيش العراقي خلال عملية استهدفت تنظيم «داعش» في صحراء الأنبار (إعلام وزارة الدفاع)

مسؤول عراقي يحذر من محاولات «داعش» الهجوم على سجن مخيم الهول في سوريا

حذر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، عبد الكريم عبد فاضل، من محاولات تنظيم «داعش» في سوريا مهاجمة سجن «مخيم الهول» والسعي لإطلاق سراح آلاف الإرهابيين الموقوفين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

انطلاق مشروع طبي تطوّعي سعودي لإنقاذ «قلوب السوريين» عبر نحو 100 عملية جراحية

من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)
من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)
TT
20

انطلاق مشروع طبي تطوّعي سعودي لإنقاذ «قلوب السوريين» عبر نحو 100 عملية جراحية

من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)
من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)

وصل إلى مطار دمشق الدولي، الثلاثاء، الوفد الطبي التطوعي التابع لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، المؤلف من 24 متطوعاً من مختلف التخصصات الطبية، بهدف تنفيذ المشروع الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة القلبية للكبار، في العاصمة السورية دمشق، بالتعاون مع «جمعية البلسم للتدريب والتطوير الصحي» في السعودية.

وأكد الدكتور علي القرني، مدير «إدارة التطوّع» في «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المشروع الطبي التطوعي، يعدّ «المشروع التاسع ضمن برنامج (أمل) السعودي التطوعي الذي دشنه الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على المركز، في فبراير (شباط) الماضي، والمخصّص للجمهورية العربية السورية، بالتعاون مع وزارة الصحة السورية». وتابع القرني أن المشروع يغطي أكثر من 45 تخصصاً طبياً وغير طبي.

ونوّه القرني بأن البرنامج، الذي يستمر على مدار عام كامل، يشمل أكثر من 104 حملات طبية وتطوعية تغطي 45 تخصصاً طبياً وتدريبياً، ويشارك فيه أكثر من 3 آلاف متطوع سعودي، ضمن خطة تهدف إلى تنفيذ ما يزيد على 218 ألف ساعة عمل تطوعية.

وأشار القرني إلى ما توصّل إليه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» من أن الحملات تستند إلى تقييم ميداني شامل أجري مطلع العام، كشف عن فجوة كبيرة في الخدمات الصحية، وطول قوائم الانتظار في سوريا.

وخلال حديثه، بيّن القرني أن المشروع الحالي هو مشروع لجراحة القلب المفتوح والقسطرة للبالغين، ينفّذه «المركز» عبر أحد الشركاء التنفيذيين من الجمعيات السعودية، وهي «جمعية البلسم». وبشأن الأثر المنتظر، شدّد على أن مثل هذا المشروع ليس لتخفيف الألم أو تقليل المعاناة فقط؛ بل من شأنه أن «يحفظ حياة هؤلاء الناس (المستفيدين) بعد معاناة طويلة مع الألم»، إلى جانب «تخفيف قوائم الانتظار بوزارة الصحة السورية في هذا التخصص».

جانب من وصول الفريق الطبي التطوّعي السعودي إلى مطار دمشق الثلاثاء (واس)
جانب من وصول الفريق الطبي التطوّعي السعودي إلى مطار دمشق الثلاثاء (واس)

وسألت «الشرق الأوسط» القرني عن عدد العمليات الجراحية المستهدف خلال المرحلة الحالية، فأجاب بأن المُستهدف إجراؤه من 80 إلى 100 عملية قلب مفتوح وقسطرة قلبية.

ولفت مدير «إدارة التطوّع» إلى أن الفريق الطبي التطوعي التابع لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، سوف يعمل في «مستشفى المواساة العام» بالعاصمة السورية دمشق، موضّحاً أن المرضى سيكونون من مختلف محافظات الجمهورية العربية السورية.

وأشارت «جمعية البلسم»، الشريك المنفّذ مع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى أن فريقها التطوعي يجرى 15 عملية قلب مفتوح و80 قسطرة قلبية في سوريا، خلال المدة من 15 وحتى 22 أبريل (نيسان) الحالي. كما نشرت «الجمعية» عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»، صوراً من داخل غرفة عمليات تُظهر الأطباء المتطوّعين خلال تنفيذ المشروع الطبي التطوعي لجراحة وقسطرة القلب في سوريا.

وتأتي هذه الخطوة امتداداً للجهود التي تبذلها السعودية لمساعدة الشعب السوري على مختلف الأصعدة، ولوقفاتها الإنسانية المستمرة معهم؛ للتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف بالغة التعقيد التي عاشوها خلال المرحلة الماضية، وذلك في إطار المشروعات الطبية التطوعية التي تنفذها السعودية عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»؛ لمساعدة الأفراد والأسر من ذوي الدخل المحدود في الدول ذات الاحتياج.

من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)
من جولة سابقة للوفد السعودي لرؤية الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬)

ودعا «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عموم المختصين الراغبين في التطوع بخبراتهم، إلى التسجيل في برنامج «أمل» الذي يستمر عاماً كاملاً، لدعم القطاع الصحي السوري الذي تضرر جراء أحداث المرحلة الماضية، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات؛ للتخفيف من معاناة الشعب السوري.

من داخل غرفة العمليات خلال يومها الثاني ضمن المشروع الطبي التطوعي لجراحة وقسطرة القلب في سوريا بمساهمة سعودية (حساب جمعية البلسم على إكس)
من داخل غرفة العمليات خلال يومها الثاني ضمن المشروع الطبي التطوعي لجراحة وقسطرة القلب في سوريا بمساهمة سعودية (حساب جمعية البلسم على إكس)

وضمّت‏ تخصّصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، والجراحة العامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة... وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وكان وفد سعودي أجرى زيارة إلى عدد من المشافي مطلع العام الحالي. وأكّد الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم «المركز»، لـ«الشرق الأوسط» حينها أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف إلى إتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد.

ونوه الجطيلي بـ«جهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج»، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها إلى تقديم العون والمساعدة للإنسان بمناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجرَوا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها «البرنامج» ستسهم في «مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين عبر أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها (البرنامج) في المرحلة المقبلة».