بعد أن اعترف بالذنب وارتكاب الجرائم، بدأ القضاء الأميركي في جلسات محاكمة أبو رضوان الكندي، القائد الإعلامي للتنظيم الإرهابي «داعش»، الذي تم القبض عليه بواسطة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في 2019، وتم نقله إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 2021، ويواجه عقوبة السجن مدى الحياة بسبب اعترافه بالقتل للعديد من الناس في سوريا.
وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بحسب وثائق المحكمة، فإن محمد خليفة الملقب باسمين «أبو رضوان الكندي» و«أبو مثنى المهاجر» البالغ من العمر 38 عاماً، الذي يحمل الجنسية الكندية، خدم في مناصب بارزة داخل تنظيم «داعش» الإرهابي، اعتباراً من عام 2013 واستمر حتى القبض عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في يناير (كانون الثاني) 2019، وأدار الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أنه بالإضافة إلى عمل المتهم كمقاتل وقيامه بإعدامات، عمل كمترجم رئيسي في «داعش»، وأصبح المتحدث الرسمي الناطق باللغة الإنجليزية في مقاطع فيديو لـ«داعش»، مشيرة إلى أن مسيرته مع الجماعة الإرهابية بدأت عندما سافر خليفة إلى سوريا في ربيع 2013، وانضم حينها إلى صفوف التنظيم وقدم البيعة لأبو بكر البغدادي في عام 2014.
وأشار البيان إلى أنه تم تجنيد أبو رضوان للانضمام إلى قسم الإعلام في داعش، إذ يرجع ذلك جزئياً إلى قدراته اللغوية كمتحدث باللغة الإنجليزية والعربية بطلاقة، وابتداءً من عام 2016، أدار خليفة شبكات داعمة مختلفة ساعدت في ترجمة وإنتاج ونشر الدعاية، التي تم إصدارها تحت مختلف العلامات التجارية الإعلامية لداعش، من أجل الوصول إلى أكبر قطاع من الناس، كما عمل ضمن العملية الإعلامية لداعش حتى أواخر 2018.
وأضاف: «قدم خليفة السرد والترجمة لما يقرب من 15 مقطع فيديو أنشأها ووزعها داعش، وتشمل المنتجات التي رواها خليفة اثنين من أكثر مقاطع الفيديو الدعائية لداعش تأثيراً وعنفاً للغاية مثل: (نيران الحرب: القتال قد بدأ للتو)، الذي تم توزيعه في 19 سبتمبر (أيلول) 2014، و(نيران الحرب الثانية: حتى الساعة الأخيرة)، وعمل على تضمين صور ومقاطع لمقاتلي داعش في مشاهد عنف، بما في ذلك تصوير لسجناء عزل أثناء إعدامهم، ولقطات لهجمات داعش، وتصوير لهجمات التنظيم في الولايات المتحدة».
وتتضمن مقاطع فيديو تنظيم داعش «نيران الحرب» مشاهد لخليفة وهو يعدم جندياً سورياً... وتحدث خليفة وهو ملثم إلى الكاميرا، ثم شوهد وهو يعدم جندياً سورياً راكعاً، بينما يطلق عناصر داعش الملثمون النار على السجناء الجاثمين أمام كل منهم.
خلال الفترة التي كان فيها خليفة عضواً بارزاً في «داعش» كان التنظيم الإرهابي يقوم بحملة احتجاز رهائن (صحافيون وعمال إغاثة أميركيون وبريطانيون وأوروبيون).
وبين 19 أغسطس (آب) 2014، و6 فبراير (شباط) 2015، قتل «داعش» 8 مواطنين أميركيين وبريطانيين ويابانيين في سوريا كجزء من مخطط الرهائن. وفي يناير 2019، انخرط خليفة في قتال لصالح تنظيم داعش، وهاجم موقعاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ثم استسلم بعد ذلك.
ولفتت وزارة العدل إلى أن خليفة أقر بأنه مذنب في التآمر لتقديم دعم مادي أو موارد لمنظمة إرهابية أجنبية، ما أدى إلى قتل العديد من الأبرياء على يديه، ومن المقرر أن يُحكم عليه في 15 أبريل (نيسان) العام المقبل 2022.
ويواجه خليفة عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة، وسيحدد قاضي محكمة المقاطعة الفيدرالية في ولاية فيرجينا، أي حكم بعد النظر في إرشادات إصدار الأحكام الأميركية والعوامل القانونية الأخرى.
محاكمة «إعلامي داعشي» في أميركا بعد اعترافه بذنبه
محاكمة «إعلامي داعشي» في أميركا بعد اعترافه بذنبه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة