«شباب التغيير» في مهرجان «تيرو» الدولي بدورته الرابعة

يكرّم الممثلين الراحلين حسام الصباح وبيار جمجيان

يتضمن مهرجان تيرو الدولي عروضاً سينمائية ومسرحية
يتضمن مهرجان تيرو الدولي عروضاً سينمائية ومسرحية
TT

«شباب التغيير» في مهرجان «تيرو» الدولي بدورته الرابعة

يتضمن مهرجان تيرو الدولي عروضاً سينمائية ومسرحية
يتضمن مهرجان تيرو الدولي عروضاً سينمائية ومسرحية

تستمر جمعية تيرو للفنون في إطلاق نشاطاتها الثقافية والفنية التي تمتد على مدى أشهر السنة. وكانت قد حصدت مؤخراً جائزة «الإنجاز بين الثقافات» في حفل أقيم في فيينا في نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، وتمنحها وزارة الفيدرالية النمساوية للشؤون الأوروبية والدولية. ويتسلم قاسم إسطنبولي مؤسس «المسرح الوطني اللبناني» في مدينة صور وعضو في الجمعية، الجائزة عن مشروعه «شبكة الثقافة والفنون العربية» (آكان)، من بين 1300 مشروع من 87 دولة تنافست للحصول على الجائزة.
وتختتم الجمعية نشاطاتها هذه السنة من خلال إطلاقها «مهرجان تيرو الفني الدولي» في دورته الرابعة ابتداءً من اليوم 11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري وحتى 14 منه في صور. هذا المهرجان الذي يقام بالتعاون مع «مسرح إسطنبولي» اختار شعاراً له «شباب التغيير».
ويعلق قاسم إسطنبولي لـ«الشرق الأوسط»: «اخترنا هذا العنوان كتحية للشباب اللبناني لأنه أساس التغيير في المجتمعات. فهؤلاء يرمزون إلى المستقبل والأمل ونحن متمسكون بنبضهم من أجل إحداث الفرق وصولاً للثورة الفكرية». ويرى إسطنبولي من خلال تجربته كأستاذ في مادة المسرح أن شباب اليوم يعيشون صراعاً بين البقاء والتغيير أو الهجرة.
ويوضح: «ألمس هذا الحماس لدى طلابي من أجل التغيير وإحراز الفرق، ومن ناحية ثانية، هناك مجموعات منهم تشعر بالإحباط وتفكر في مغادرة لبنان. لكننا ومن خلال هذا المهرجان، نؤكد أن الشباب هم الأمل.
أما الخوف الذي ينتابنا، فهو من قلقنا عليهم وعلى مستقبلهم، لذلك نشد على أياديهم ونشجعهم من أجل بناء مستقبل أفضل».
وتعرض في المهرجان مسرحيات وأفلام قصيرة وثائقية ودرامية وتحريك، بالتعاون مع «المركز الثقافي الفرنسي» في لبنان و«مهرجان تور الدولي للأفلام» في إيطاليا، وكذلك شركة «أنا فيلم» من مصر.
ويتابع إسطنبولي في سياق حديثه: «تنقسم عروض المهرجان إلى اثنين لتشمل المباشر والافتراضي، يومي 16 و17 الجاري. وبذلك نرضي جميع الأذواق والشرائح الاجتماعية، ونكون في الوقت نفسه قد حافظنا على التباعد الاجتماعي في ظل موجة جديدة للجائحة».
ويفتتح المهرجان فعالياته مع مسرحية «الحب المكثف وحده» للياباني تاكيو ايشي ومدتها 15 دقيقة، مباشرة على خشبة المسرح الوطني في صور. ويعرض في اليوم نفسه، أي في 11 الجاري الفيلم المصري «غاليا» ليتبعه الإيطالي «النوسترونوم آنا». ويختتم اليوم الأول مع الفيلمين القصيرين «فوضى» من ألمانيا و«الجائحة» من لبنان.
ومن الأفلام اللبنانية التي يتضمنها المهرجان «بيت بيوت» و«الثقب الأسود» و«الرصاصة المدفونة». فيما تشارك مصر ضمن أفلام «كومبليكس» و«كان يا ما كان في مقهى» و«مانيفيستو أوف مارينا».
أما السعودية فتشارك من خلال فيلم «قواعد اللعبة»، فيما تقدم سوريا عرضين ضمن فيلمي «جسدي وأنا» و«أحدنا ترك الصورة». ومن إيطاليا يتابع رواد المهرجان عدة أفلام بينها «من أين تأتي النجمة» و«الناس» و«أوكيه لا سيستانزا داي».
وتتخلل المهرجان عروض راقصة مباشرة على مسرح صور، تشارك فيها فرقة تيرو الفنية، فتقدم لوحات من الدبكة اللبنانية. وكذلك أخرى من فلسطين نطل من خلالها على الفولكلور الفلسطيني مع فرق كوفية وأليسار وغيرها.
أما اللفتة التكريمية التي يحملها المهرجان في دورته الرابعة فهي موجهة إلى الممثلين الراحلين حسام الصباح وبيار جمجيان. ويعلق قاسم إسطنبولي: «سيجري عرض فيلمين وثائقيين عن حياة الفنانين بصوت الممثل المسرحي المعروف عمر ميقاتي، وهو عضو في مسرحنا. فهو كان من المقربين جداً من جمجيان، وأمضى معه اليوم ما قبل الأخير من حياته. أما حسام الصباح الذي هو أحد الأعضاء في لجنة التحكيم لجمعية تيرو الفنية، وأحد مؤسسي مهرجان النبطية في عام 2016، فقد رغبنا أيضاً في استذكاره ضمن لفتة رمزية».
وفي اليوم الثالث من المهرجان الواقع في 13 ديسمبر الجاري، سيتم تسليم قاسم إسطنبولي جائزة «الإنجاز بين الثقافات» على خشبة المسرح الوطني في صور. ويحضر السفير النمساوي في لبنان رينيه بول إيمري ليقدمها له شخصياً، احتفاء بفوز لبنان من بين 87 دولة تنافست عليها.
ومن البلدان المشاركة أيضاً في «مهرجان تيرو الفني الدولي»، فرنسا وإسبانيا وألمانيا والبرازيل واليونان، إضافة إلى ليبيا وتونس وكوريا والعراق.
وتعرض في أيام المهرجان الافتراضية في 16 و17 ديسمبر عبر الـ«أونلاين» أفلام: «وانعكس القمر في بحر الشرق» من كوريا و«مريض» للمخرج التونسي وليد خضراوي و«رافان» للمخرج الهندي هارشل فايز. ومن ليبيا سيتم عرض «الأيام السبعة» لعلي الأشلم و«كوابيس» للمخرج علي الغزي من العراق، إضافة إلى أفلام أخرى.


مقالات ذات صلة

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

أوروبا رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

منع طلاب يهود، الجمعة، أول رئيس للبرلمان النمسوي من اليمين المتطرف، من وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، واتهموه بـ«البصق في وجوه أسلافنا».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

قالت المغنية الأميركية تايلور سويفت إنها شعرت بـ«الخوف» و«الذنب»، أمس (الأربعاء)، بعد إلغاء حفلاتها الثلاث في فيينا بسبب اكتشاف خطة لتفجير انتحاري خلال إحداها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أعلنت السلطات النمسوية توقيف رجل ثالث بعد الكشف عن خطة لتنفيذ هجوم انتحاري خلال إحدى حفلات سويفت في فيينا (ا.ب)

واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة زودت النمسا معلومات استخبارية للمساعدة في إحباط هجوم جهادي» كان سيستهدف حفلات لنجمة البوب الأميركية تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المغنية تايلور سويفت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في 28 أغسطس 2022 (رويترز)

الشرطة النمساوية: المشتبه به الرئيسي في «المؤامرة الإرهابية» لعروض تايلور سويفت أدلى باعترافات كاملة

أفادت الشرطة النمساوية بأن المشتبه به الرئيسي في المؤامرة الإرهابية المزعومة التي كانت تستهدف عروضاً للمغنية تايلور سويفت في فيينا، أدلى باعترافات كاملة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا تايلور سويفت خلال حفل بفرنسا في 2 يونيو 2024 (أ.ب)

إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد كشف مخطط هجوم إرهابي

ألغيت ثلاث حفلات للنجمة الأميركية تايلور سويفت كانت مقرّرة في فيينا هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المنظمون الأربعاء، بعد إعلان الشرطة كشف مخطط لهجوم إرهابي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».