العراق يستعيد 123 عائلة من «الهول» شرق سوريا

ارتفاع مستوى الجرائم في مخيم النازخين

نازحات في مخيم الهول شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
نازحات في مخيم الهول شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

العراق يستعيد 123 عائلة من «الهول» شرق سوريا

نازحات في مخيم الهول شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
نازحات في مخيم الهول شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

بدأ قاطنو مخيم الهول في شمال شرقي سوريا يومهم أول من أمس على خبر وقوع جريمة قتل نازحة سورية في القطاع الخامس. وهذه الجريمة جاءت بعد ساعات من تعرض لاجئ عراقي لمحاولة اغتيال في وضح النهار فيما قتل لاجئ عراقي آخر قبلها بأيام، لترتفع عمليات القتل منذ بداية العام الجاري إلى 78 جريمة طالت بمعظمها لاجئين عراقيين، في وقت أجلت سلطات الإدارة الذاتية ووفد من الحكومة العراقية 123 عائلة عراقية وهم 490 شخصاً من ذات المخيم، اتجهوا نحو معبر الوليد الحدودي مع دولة العراق، على أن يتم ترحيلهم نحو الأراضي العراقية بعد انتهاء الإجراءات الإنسانية والتدقيق في الأسماء والقوائم الاسمية لاستقبالهم.
وأشار القائمون على مخيم الهول بأن أعمال العنف هناك ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة وتحولت لأكثر الأماكن دموية في سوريا، إذ تتهم سلطات الإدارة الذاتية شرق الفرات وأجهزتها الأمنية خلايا موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي تنشط داخله بتنفيذ العمليات تبعاً لطرق القتل والأساليب التي تنتهجها، إضافة إلى أن التحقيقات مع عناصر يعملون ضمن خلايا ألقي القبض عليهم، كشفت باعترافاتهم أنشطة مريبة ضمن خلايا نائمة منفصلة ارتكبت تلك الجرائم، وتكافح إدارة المخيم وقوات «الأسايش» لاحتواء ما يقولون إنه التأثير المتزايد لنشاط التنظيم والعصابات المجهولة داخل الخيام مع ارتفاع معدلات العنف والوفيات.
وعثرت قوى الأمن الداخلي يوم الخميس على جثة نازحة سورية في القطاع الخامس الخاص بالسوريين، وبحسب شهادة ابن المغدورة وتدعى ضحى إسماعيل كانت تبلغ من العمر 35 عاماً، نقل أن 4 ملثمين مجهولي الهوية «دخلوا خيمتنا بساعة متأخرة ليل الأربعاء الخميس وهم يحملون أسلحة رشاشة ومسدسات، قاموا بضربي على رأسي ومن ثم قتلوا والدتي بعدة طلقات في الرأس».
وقبلها بيوم واحد وفي وضح النهار لاحق رجل مسلح كان متخفياً حاول اغتيال لاجئ عراقي يدعى عماد خميس العبد الله (35 عاماً)، ليصيب الأخير بطلق ناري وتعرضت كتفه لجروح بليغه نقل على إثرها إلى النقطة الطبية لتلقي العلاج، في حين قتل بداية الأسبوع الماضي لاجئ عراقي والشهر الماضي قتل 5 لاجئين عراقيين بينهم رئيس مجلس اللاجئين العراقيين، ومن بين الحالات مقتل لاجئين عراقيين في نفس اليوم بواسطة أسلحة نارية مزودة بـكاتم صوت.
وأعلنت منظمات إنسانية دولية منها ومحلية عاملة بالمخيم أن موظفيها ومباني مقراتها تكرر استهدافهم خلال هذا العام، حيث وصل عدد جرائم القتل والتهديد لأرقام مرعبة كانت أكثر دموية من الأعوام السابقة، وتصاعدت حالات الاعتداءات وعمليات القتل عن طريق قطع الرؤوس والابتزاز، إضافة إلى السرقة وحرق الخيام بشكل متعمد والهجوم على نقاط الحراسة وعناصرها، الأمر الذي دفع مطالبة إدارة المخيم وسلطات الإدارة الذاتية بإعادة هيكلة أمنية كبيرة، وتقسيم المخيم إلى قطاعات منفصلة ونقل المتطرفات والمتشددات إلى مخيمات ثانية، وتنبيه المجتمع الدولي للحاجة الماسة إلى المساعدة المالية واللوجيستية لوقف المزيد من إراقة الدماء.
وبحسب مصدر أمني بارز من قوى الأمن بالمخيم أخبر بأن خلايا موالية للتنظيم حاولت إحياء آيديولوجية «داعش» عبر تهديد وقتل الناس، ليقول: «منذ بداية العام الجاري نعثر بشكل شبه أسبوعي على جثتين أو ثلاثاً مقتولة بطلق ناري أو مطعونة بأداة حادة»، ورغم تنفيذ حملة أمنية واسعة بدعم وتنسيق مع الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي داخل المخيم، بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي: «لكن لا تزال تقع عمليات قتل ومحاولات اغتيال، فحالة الرعب والخوف والتوتر تصدرت المشهد بالهول».
ويضم «مخيم الهول» الواقع على بعد 45 كلم شرق الحسكة قرابة 60 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال بنسبة 90 في المائة، يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد قاطنيه، كما يضم في قطاع خاص معزول شديد الحراسة نحو 12 ألف طفل وامرأة من عائلات عناصر «داعش»، ينحدرون من 50 جنسية غربية وعربية، ويطالب المسؤولون الأكراد وسلطات الإدارة الذاتية الدول المعنية باستعادة مواطنيها خصوصاً السجناء المحتجزين منهم، أو إنشاء محكمة دولية لمقاضاتهم بموافقة بلدانهم، غير أن غالبية الحكومات خصوصاً الأوروبية ترفض استعادة مواطنيها.
في سياق متصل، أجلت سلطات الإدارة الذاتية ووفد من الحكومة العراقية عملية نحو 120 عائلة عراقية وهم 490 شخصاً، وخرجت فجر الخميس عشرات الحافلات الحديثة من مخيم الهول تقل لاجئين عراقيين اتجهت نحو معبر الوليد الحدودي مع دولة العراق، على أن يتم ترحيلها إلى الأراضي العراقية بعد الانتهاء من الإجراءات الإنسانية، والتدقيق في الهويات والقوائم الاسمية التي وافقت عليها الجهات العراقية.
ورحلت بغداد وسلطات الإدارة الذاتية في القامشلي الشهر الماضي قسماً قليلاً من اللاجئين العراقيين في مخيم الهول كانوا 114 عائلة، في وقت استعادت العراق مائة عائلة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما رحلت في مايو (أيار) الفائت نحو 381 لاجئاً عراقياً يشكلون 95 أسرة، إلى مخيم في محافظة نينوى داخل الأراضي العراقية.
وذكر الدكتور عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم تسليم السلطات العراقية قائمة تضم أكثر من 4 آلاف عراقي، معظمهم من النساء وأطفالهن يريدون العودة طواعية لبلدهم، منوهاً بأن: «الذين لم يبادروا إلى التسجيل فلن نضغط عليهم لإعادتهم، وستتم معاملتهم وفق العهود والمواثيق الدولية».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.