وزير الخارجية السوري في طهران

TT
20

وزير الخارجية السوري في طهران

وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على رأس وفد رسمي، إلى العاصمة طهران، تلبيةً لدعوة رسمية من إيران للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين.
الوفد الرسمي ضم وزير الخارجية فيصل المقداد، ونائبه بشار الجعفري، في «خطوة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين»، حسب جريدة «الوطن» المحلية. وتعد هذه الزيارة، الأولى للمقداد إلى إيران، منذ تسلم إبراهيم رئيسي الرئاسة. كذلك، تأتي بعد أيام قليلة من استقبال دمشق لوفد اقتصادي إيراني برئاسة وزير الصناعة والمناجم والتجارة، رضا فاطمي آمين، ولقائه عدداً من كبار المسؤولين في دمشق في افتتاح المعرض الإيراني التخصصي الذي انطلق في مدينة المعارض جنوب العاصمة، وانطلاق الملتقى الإيراني الاقتصادي الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الإعلان عن تأسيس بنك إيراني - سوري مشترك تابع لمنظمة تنمية التجارة في إيران.
وشهد النشاط الدبلوماسي الاقتصادي السوري - الإيراني، ارتفاعاً ملحوظاً، مع العودة التدريجية للنشاط الدبلوماسي الاقتصادي العربي، لا سيما من دولة الإمارات العربية. وقد احتضنت دمشق أول مؤتمر اقتصادي عربي منذ اندلاع الحرب، الأسبوع الماضي، بالتزامن مع زيادة الوفد الإيراني. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أن مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة طحنون بن زايد آل نهيان، سيزور إيران، اليوم (الاثنين)، بدعوة من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، وصول وفد سوري برئاسة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى طهران مساء أمس (الأحد)، تلبيةً لدعوة طهران.
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أجرى اتصالاً هاتفياً، في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) بنظيره الإيراني حسين أميرعبداللهيان، تناولا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وبحث المقداد، خلال الاتصال، التعاون بين البلدين، اقتصادياً وسياحياً، بالإضافة إلى تطوّرات الأوضاع في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
TT
20

اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)

بالتزامن مع تدشين جماعة الحوثي حملات استقطاب واسعة لأطفال وشبان إلى معسكراتها الصيفية لهذا العام، عادت ظاهرة اختفاء المراهقين إلى الواجهة مجدداً في محافظة ذمار الخاضعة لسيطرة الجماعة، وسط مخاوف حقوقية ومجتمعية من تصاعد الظاهرة واستخدامها غطاء لعمليات التجنيد القسري.

وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن المحافظة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تسجيل ما لا يقل عن ثماني حالات اختفاء مفاجئة لأطفال وشبان تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً، في مدينة ذمار وعدد من المديريات المجاورة، دون أن تتمكّن أسرهم من معرفة مصيرهم أو الجهات التي تقف وراء اختفائهم.

ويرى ناشطون حقوقيون في محافظة ذمار أن تصاعد حالات الاختفاء خلال الفترة الأخيرة ليس أمراً عابراً، بل يمثّل مؤشراً خطيراً على عمليات تجنيد منظّم تمارسها الجماعة الحوثية بحق القاصرين، في إطار ما تسميه «المعسكرات الصيفية». وأكدوا أن العام الحالي شهد تصاعداً غير مسبوق في جرائم الخطف، معظم ضحاياها من الفتيان والمراهقين.

الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)
الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)

وأشار الحقوقيون إلى أن الجماعة الحوثية تسعى من خلال هذه المعسكرات إلى غسل أدمغة الأطفال والمراهقين بالأفكار المتطرفة وتلقينهم مفاهيم طائفية، تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات القتال تحت شعارات دينية وسياسية، من بينها «نصرة فلسطين».

وقائع مؤلمة

من بين أحدث حالات الاختفاء التي وثّقتها مصادر محلية، اختطاف الطفل أكرم صالح الآنسي من وسط مدينة ذمار قبل يومين، ولا يزال مصيره مجهولاً. كما شهدت المدينة حادثة اختفاء الطفل مهنأ حفظ الله (13 عاماً) في أثناء خروجه من منزله، دون أن تنجح أسرته حتى الآن في العثور عليه رغم عمليات البحث المكثفة.

وسُجلت أيضاً حالة اختفاء لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، إلى جانب حادثة غامضة أخرى لاختفاء خمسة إخوة من أسرة واحدة، جميعهم دون سن البلوغ، في أثناء قضاء إجازة عيد الفطر في ضواحي المدينة.

وأكد شهود عيان أن الأطفال الخمسة: عبد الرزاق، وهايل، وهناء، وملايين، وجنى، اختفوا في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي دون أي أثر، في حين لم تُسفر جهود الأسرة الذاتية عن أي نتيجة.

وتحدّث سكان لـ«الشرق الأوسط» عن تنامي الظاهرة، متهمين جماعة الحوثي باستخدام عمليات الاختفاء وسيلة للابتزاز السياسي والمجتمعي، وفرض واقع التجنيد بالقوة.

قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)
قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)

وقال أحد السكان، ويدعى خيري، إن المحافظة تحوّلت خلال الفترة الماضية إلى «ساحة مفتوحة» لخطف المراهقين، متهماً قادة الحوثيين بالوقوف خلف عمليات الاختفاء، خصوصاً بعد رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المعسكرات.

وأضاف خيري أن الحوثيين يسعون لتحويل الأطفال إلى «دروع بشرية» أمام الضربات الأميركية، واستثمار ذلك لاحقاً في الخطاب السياسي والإنساني، مشيراً إلى أن عشرات الشبان اختطفوا من عدة مناطق بذمار وتمّ إخضاعهم للتعبئة الفكرية والعسكرية دون علم أو موافقة أسرهم.

وكان القيادي الحوثي محمد البخيتي، المعيّن في منصب محافظ ذمار، قد دفع خلال الأعوام الماضية بمئات المجندين، معظمهم من الأطفال والمهمشين واللاجئين الأفارقة، إلى خطوط القتال عبر دوريات عسكرية تابعة للجماعة.

ويحذّر ناشطون من أن استمرار هذه السياسة يضع حياة آلاف الأطفال والشبان في خطر حقيقي، ويهدّد النسيج المجتمعي لمحافظة ذمار التي ترفض الغالبية العظمى من سكانها الزج بأبنائهم في حروب لا علاقة لهم بها.