الأزهر والفاتيكان لمكافحة «التطرف والكراهية»

الطيب التقى رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان في القاهرة

الطيب خلال لقائه رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان (مشيخة الأزهر)
الطيب خلال لقائه رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان (مشيخة الأزهر)
TT

الأزهر والفاتيكان لمكافحة «التطرف والكراهية»

الطيب خلال لقائه رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان (مشيخة الأزهر)
الطيب خلال لقائه رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان (مشيخة الأزهر)

أكد الأزهر والفاتيكان «مواصلة جهودهما لمكافحة التطرف والكراهية». وأشارا إلى «استمرار عملهما من أجل عالم تسوده المحبة والاستقرار».
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر أحمد الطيب رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، وسفير الفاتيكان بالقاهرة المطران نيكولاس هنري في مشيخة الأزهر بالقاهرة أمس.
وقال الطيب إن «علاقة الأزهر والفاتيكان تظل نموذجاً فعالاً وحقيقياً لنشر التسامح والسلام ومكافحة التطرف والكراهية والحروب والصراعات، وطريق السلام والحوار طريق شاق وصعب؛ لكن السير فيه وبذل الجهود واجب على الجميع، والعالم لن يستقر باقتصاد السلاح، الذي يقوم على إشعال الفتن والحروب وإزهاق الأرواح، لكنه بحاجة ملحة إلى قيم الإخاء والتعايش السلمي واحترام الآخر».
والشهر الماضي التقى شيخ الأزهر بابا الفاتيكان فرنسيس، على هامش قمة «قادة الأديان بشأن تغير المناخ»، وأشارا حينها إلى أن «العودة لتعاليم الأديان هي السبيل لنجاة العالم من التشدد والانقسام».
وبحسب بيان لمشيخة الأزهر أمس، فقد أكد شيخ الأزهر أنه «على قادة وعلماء الأديان واجب ديني ومجتمعي لمواجهة الظواهر السلبية، وخصوصاً ما يتعلق بالجوانب الأخلاقية. فالعالم أمام اختبار حقيقي، وينبغي أن يكون الجميع واعياً بخطورة الظواهر التي تتعارض مع ما جاءت به الأديان من تعاليم تحفظ آدمية الإنسان وتكريم الله له»، مشيراً إلى أن «الأزهر سوف يبني على ما مضى مع الفاتيكان لاتخاذ خطوات، وإجراءات مكثفة لتنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي شملت مختلف القضايا، وطرحت حلولاً من منطلق ديني للمشكلات، التي يواجهها العالم الآن». ووقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان «وثيقة الأخوة الإنسانية والسلام العالمي والعيش المشترك» في أبوظبي عام 2019، وهي الوثيقة التي «تحث الشعوب على نبذ التعصب».
من جانبه، أعرب رئيس المجلس البابوي عن تقديره للجهود المشتركة، التي يقودها شيخ الأزهر والبابا فرنسيس في «إرساء دعائم السلام والاستقرار»، لافتاً إلى أن «لقاءات شيخ الأزهر والبابا تبعث برسائل مودة وسلام لأتباع الأديان على مستوى العالم، وسوف تعمل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية على رفع مستوى التوعية بـ(وثيقة الأخوة الإنسانية)، وتفعيل بنودها، مع فتح آفاق جديدة للتعاون مع المؤسسات والمسؤولين لتبني بنود الوثيقة، وتوصيلها إلى الشباب»، مشيراً إلى أن «الأزهر لديه خبرة ودور فعال مع الفاتيكان في إرساء قيم التسامح والحوار، ويعد (بيت العائلة المصرية) نموذجاً فريداً بمصر للتعايش بين المسلمين والمسيحيين».
وأكد رئيس المجلس البابوي أن «البابا فرنسيس يؤكد دائماً أن المعرفة سلاح الشعوب للتعارف والتقارب من أجل السلام، والتواصل بين الشعوب أمر في غاية الأهمية، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم من تناحر واضطرابات جعلت الشعوب تتوق إلى السلام والاستقرار»، مشيراً إلى أن «جهود الحوار لم تتوقف رغم تداعيات جائحة (كورونا)، وسوف تظل متواصلة بشكل مشترك بين الأزهر والفاتيكان من أجل عالم تسوده المحبة».
في سياق آخر، دعا مجلس حكماء المسلمين قادة الأديان لـ«توعية الشعوب بمخاطر التغير المناخي، وأهمية الحفاظ على البيئة»، مؤكداً «أهمية تبني برامج توعوية لتحصين الشباب من الغزو الفكري والثقافي الغربي». فيما قدر «حكماء المسلمين»، برئاسة شيخ الأزهر، «الخطوات الإيجابية المنبثقة عن توقيع (اتفاق العُلا) خلال القمة الخليجية الـ41 في المملكة العربية السعودية، والمضي قدماً في رأب الصدع العربي»، مشيداً بـ«حكمة القادة والملوك والرؤساء والأمراء العرب في سياساتهم، تجاه أوطانهم وأمتهم العربية والإسلامية».
وشهدت المملكة في يناير (كانون الثاني) الماضي، توقيع «اتفاق العُلا» لإنهاء الخلاف بين «الرياض والقاهرة والمنامة وأبوظبي» من جهة، والدوحة من جهة أخرى، وذلك بعد نحو أربع سنوات من قطع العلاقات.
ووفق بيان لـ«مشيخة الأزهر» مساء أول من أمس، فإن المجلس أكد في ختام اجتماعه الخامس عشر، الذي انعقد في أبوظبي «استمرار روح التعاون العربي والإسلامي، وفتح آفاق جديدة للحوار في مناقشة القضايا، التي أدت إلى احتقان العلاقات بين بعض الدول الإسلامية والعربية». وقرر المجلس «عقد النسخة القادمة من مبادرة (حوار الشرق والغرب 2022) في البحرين، تحت عنوان (حوار الشرق والغرب من أجل الأخوة الإنسانية)».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.