هل يُشعرك دواؤك بالدوخة؟

عقاقير عديدة قد تتسبب في حدوثها

هل يُشعرك دواؤك بالدوخة؟
TT

هل يُشعرك دواؤك بالدوخة؟

هل يُشعرك دواؤك بالدوخة؟

يمكن للعديد من العقاقير التسبب في الدوخة. لذا خذ بعين الاعتبار استراتيجيات إدارة المخاطر.

رصد الأعراض
عندما تتناول الأدوية من وصفة طبية جديدة، ثم تشعر ببعض الدوخة. قد تتساءل: هل هما مرتبطان؟ إنه سؤال مهم، إذ من المعروف أن عقاقير كثيرة تسبب الدوخة. ويصاحب الدوخة جانب خطير هو الترنح والسقوط.
تشير جوان دويل بترونغولو، الصيدلانية لدى مستشفى ماساتشوستس العام، قائلة: «إن مجرد التقدم في السن يزيد من مخاطر السقوط. إذا أضفت ثلاثة أو أربعة أدوية - أو حتى دواء واحداً فقط ذا تأثير جانبي معروف بإحداث الدوخة - فإن ذلك يزيد من المخاطر».
يمكن للدوخة أن تعني أموراً كثيرة، مثل اعتقادك بشعور بالضعف أو أنك على وشك الإغماء، أو عدم الاتزان، أو الغثيان، أو الارتباك، أو الضعف. وكل هذه الأعراض تقع تحت فئة «الدوخة Lightheadedness».
غير أن الدوخة ليست إحساساً بأن العالم يتحرك أو يدور من حولك. فمثل ذلك الإحساس هو المعروف بالدوارvertigo، الذي يقع عندما ترسل مدخلات الجسم الحسية (مثل الرؤية أو الشعور باللمس) رسائل مربكة إلى الدماغ. وغالباً ما يقترن هذا الدوار باضطرابات الأذن الداخلية.

«عقاقير الدوخة»
غالباً ما تسبب الكثير من العقاقير الدوخة. ومن بين الأدوية المعروفة بذلك:
* مضادات الاكتئاب: مثل فلوكسيتين fluoxetine (بروزاك Prozac)، وسيرترالين sertraline (زولوفت Zoloft)، وباروكسيتين paroxetine (باكسيل Paxil)، وأميتريبتيلين amitriptyline (إيلافيل Elavil).
* مضادات الذهان antipsychotics، مثل الكيتابين quetiapine (سيروكويل Seroquel) وأولانزابين olanzapine (زيبريكسا Zyprexa).
* عقاقير مضادة لنوبات التشنج، مثل غابابنتين gabapentin (نيورونتين Neurontin)، التي غالباً ما تعطى لعلاج اعتلال الأعصاب أو لتخفيف ألم القوباء المنطقية (الحزام الناري).
* أدوية ضغط الدم، بما في ذلك مدرات البول مثل هيدروكلوروثيازيد hydrochlorothiazide (هيدروديورييل Hydrodiuril)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors مثل ليسينوبريل lisinopril (زيستريل Zestril)، وحاصرات قنوات الكالسيوم calcium - channel blockers مثل ديلتيازيم diltiazem (كاربتازم Cardizem)، وحاصرات البيتا مثل ميتوبرولول metoprolol (لوبريسور Lopressor).
* أدوية السكري، مثل غليبيزيد glipizide (غلوكوترول Glucotrol)، وغليبوريد glyburide (ديابيتا Diabeta).
* أدوية تسكين الألم مثل أوكسيكودون oxycodone (أوكسيكونتين Oxycontin).
* المهدئات، مثل لورازيبام lorazepam (أتيفان Ativan) وديازيبام diazepam (فاليوم Valium).
* أدوية النوم مثل زولبيديم zolpidem (أمبين Ambien).
* أدوية المسالك البولية التي تعمل عن طريق إرخاء عضلات المثانة مثل: تامسولوزين tamsulosin (فلوماكس Flomax) الذي يوصف للمساعدة على تدفق البول بسهولة أكبر، وأوكسيبوتينين oxybutynin (ديتروبان Ditropan) الذي يستخدم لعلاج فرط نشاط المثانة.

نتائج ومحاذير
• لماذا تسبب بعض العقاقير الدوخة؟ هنالك أسباب كثيرة تجعل العقاقير تسبب الدوخة.
في بعض الأحيان تعمل العقاقير بشكل جيد للغاية. وفي حالة أدوية السكري، قد ينخفض مستوى السكر في الدم كثيراً، ما قد يسبب الدوخة. تقول الدكتورة دويل: «مع بعض أدوية ضغط الدم، قد تتبول الكثير من السوائل وتصاب بالجفاف، مما يُخفض ضغط الدم كثيراً. أو قد تسبب عقاقير ضغط الدم انخفاض الضغط عند الوقوف المفاجئ، مما يجعلك تشعر بالدوخة مؤقتاً. أو قد تحافظ العقاقير على ضغط الدم أقل من المعتاد طوال الوقت، وليس فقط عندما تقف، مما يجعلك تشعر أيضاً بالدوخة».
* ما الذي يمكنك فعله؟ تعرف على الآثار الجانبية المحتملة لكل الأدوية، وكن في حالة تأهب قصوى إذا كانت الدوخة ممكنة. دوّن اليوم والساعة التي تتناول فيها حبة الدواء والآثار الجانبية التي تشعر بها: تسجيل هذه التفاصيل يمكن أن يساعد طبيبك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تغيير في النظام العلاجي.
تقول الدكتورة دويل: «مع أدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، ومضادات النوبات، يجب أن تتلاشى الدوخة بعد نحو أسبوع أو أسبوعين. إذا لم يكن كذلك، فأبلغوا طبيبكم بالأمر. فقد تحتاج إلى جرعة أقل أو دواء مختلف».
إذا كان هناك احتمال كبير لأن يسبب الدواء الدوخة، فإنك قد ترغب في تناوله في الليل — وبالتالي لا تتعرض للأعراض خلال اليوم. وإذا كنت تعرف أن الدواء سوف يسبب الدوخة، فلا تنهض واقفاً على نحو مفاجئ من الكرسي أو السرير. امنح نفسك فرصة لتقدير اتجاهات حركتك.
وتشمل النصائح الأخرى تفادي الجفاف بتناول السوائل طوال اليوم، وفحص ضغط الدم بانتظام بواسطة جهاز المراقبة المنزلي. تقول الدكتورة دويل: «إذا كان ضغط دمك طبيعياً، أو إذا كان منخفضاً بصورة غير عادية بالنسبة لك، أبلغ طبيبك بهذه المعلومات فوراً. فربما تحتاج إلى تعديل الأدوية».
- رسالة هارفارد الصحية
- خدمات «تريبيون ميديا»



دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.