{البنتاغون} ينتقد اقتراب مروحية إيرانية من حاملة طائرات أميركية

{البنتاغون} ينتقد اقتراب مروحية إيرانية من حاملة طائرات أميركية
TT

{البنتاغون} ينتقد اقتراب مروحية إيرانية من حاملة طائرات أميركية

{البنتاغون} ينتقد اقتراب مروحية إيرانية من حاملة طائرات أميركية

انتقد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي اقتراب مروحية إيرانية من حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس إسيكس»، في خليج عمان بشدة، رغم أن تعليقاته عن الحادثة أثارت تساؤلات عمّا إذا كان «غض النظر»، عن تعريض الحاملة لهذا الخطر، هو تعبير عن «الالتزام» بالقانون الدولي، أم هو ضبط للنفس لتسهيل العودة للمفاوضات النووية أواخر الشهر، وتقديم «هدية إعلامية» تعويضا للإيرانيين.
وقال كيربي إن اقتراب الطائرة الإيرانية، «لم يكن آمناً ومهنياً، وبأنها اقتربت نحو 25 ياردة من الحاملة وعلى ارتفاع بضعة أمتار من سطحها، ولثلاث مرات»، مضيفاً أن طاقم الحاملة «اتخذ تدابير الحماية التي شعروا أنهم بحاجة إليها، وتصرفوا بالطبع وفقا للقانون الدولي».
واللافت أن الإعلان عن الحادثة الأخيرة، جاء أيضاً من طرف الإيرانيين أولاً، وليس من الأميركيين، كما حصل مع التحرشات الأخيرة.
وصرح كيربي بأنه «في نهاية المطاف، لم يكن هناك أي تأثير على عبور الحاملة، أو عملياتهم. لكن هذا لا يعني أن هذا لم يكن عملاً غير آمن وغير احترافي»، وأضاف: «سأقولها مرة أخرى، سنعمل وفقاً للقانون الدولي، وسنطير ونبحر ونعمل حيثما يسمح هذا القانون بذلك، وسنواصل الاهتمام بمصالح أمننا القومي في المنطقة». ورفض كيربي في مؤتمره الصحافي مساء الاثنين، الرد على أسئلة، حول طبيعة البروتوكول الذي تطبقه البحرية الأميركية، في الوقت الذي كادت فيه طائرة الهليكوبتر الإيرانية أن تهبط على متن الحاملة، علما بأنها تابعة لدولة على عداء مع الولايات المتحدة، وتدعو علنا إلى طرد الوجود الأميركي من المنطقة. وتساءل كيربي كيف يمكن لإيران أن تطردنا؟، لكنه أضاف أن الأمر كان خطيراً بالفعل، لأنه كان يمكن أن يؤدي إلى «سوء تقدير»، مشيرا إلى قواعد اشتباك، «لن يتحدث عنها»، للتعامل مع التهديدات المحتملة. وقال: «عندما يكون لديك قوة مسلحة أخرى، وهي في هذه الحالة، البحرية الإيرانية التي تطير بهذه الطريقة، فأنت بالتأكيد تخاطر بحدوث نوع من التصعيد وسوء التقدير، من الجانبين، وهذا ليس مفيداً». وأضاف أن «الحادث انتهى بسلام وبأن الطائرة لم تكن تابعة للحرس الثوري، بل للبحرية الإيرانية». وأشار إلى أن «ما يجب التشديد عليه هو أن طهران بحاجة إلى الضغط، حول سبب شعورهم بأن هذا كان استخداماً حكيماً لطياريهم في طائراتهم للتحليق بشكل خطير بالقرب من سفينة حربية أميركية والتصرف بهذه الطريقة». ورأى أن تلك الأسئلة يجب أن تطرح حقاً على طهران والبحرية الإيرانية.
وفيما حذر محللون من «جدية» ما تقوم به إيران من توترات وتحرشات، كما حصل في العراق، يرى هؤلاء أن قرار إدارة الرئيس بايدن لا يزال هو التمسك بالخيار الدبلوماسي وعدم الانجرار إلى أي تصعيد، بما يوفر لطهران حفظ ماء وجهها، عبر تلك التحرشات، في الوقت الذي تتجه فيه إلى العودة إلى مفاوضات فيينا.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.