توثيق مشوار سميحة أيوب بكتاب «سيدة المسرح العربي»

أصدره مهرجان شرم الشيخ الدولي في دورته السادسة

توثيق مشوار سميحة أيوب بكتاب «سيدة المسرح العربي»
TT

توثيق مشوار سميحة أيوب بكتاب «سيدة المسرح العربي»

توثيق مشوار سميحة أيوب بكتاب «سيدة المسرح العربي»

يُعيد كتاب «سميحة أيوب... سيدة المسرح العربي» اكتشاف عالم الفنانة المصرية الكبيرة بداية من التحاقها بمجال التمثيل في منتصف القرن الماضي، ومروراً بتعاونها مع كبار المخرجين والمؤلفين والممثلين، وحتى تألقها سينمائياً وتلفزيونياً أخيراً في أدوار متنوعة تبرز فيها خبرات السنين.
ووفق مؤلف الكتاب الدكتور عمرو دوارة، فإن الفنانة المصرية هي التي طلبت من مهرجان شرم الدولي للمسرح أن يكتب هو عنها، بعد إبلاغها باحتفاء المهرجان بها ضمن فعاليات الدورة السادسة المنعقد حالياً وإصدار كتاب عنها.
دوارة الذي سبق له إصدار أول موسوعة مصورة عن المسرح المصري (1870، 2021)، التي تتضمن معلومات وصوراً عن 7500 عرض مسرحي، وألف كتاباً عن الفنان حسين رياض بعنوان «حسين رياض... الفنان صاحب الألف وجه» الذي وجهت وزيرة الثقافة أخيراً بإصدار الطبعة الثانية منه خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى مؤلفات مسرحية عدة، أعرب عن سعادته بإسناد مهمة تأليف كتاب سميحة أيوب إليه، خصوصاً بسبب الصداقة التي تربطه وأسرته بها منذ سنوات طويلة، بداية من والده الراحل فؤاد دوارة «شيخ النقاد المسرحيين»، ووالدته خريجة كلية الآداب التي كانت من أشد المعجبين بأدائها.
ويقول الدكتور دوارة لـ«الشرق الأوسط» إنّ «سميحة أيوب تعادل مكانة فاتن حمامة بالسينما، وأم كلثوم في الغناء، فهي بلا شك سيدة المسرح وأحد رموزه الحاليين لذلك طالبت استغلال كل يوم توجد فيه معنا لتسجيل مذكراتها، وإطلاق اسمها على أحد المسارح المهمة، وعمل دراسات أكاديمية عنها، فهي لا تحتاج إلى جوائز أخرى بعد فوزها بأعلى وسام مصري (قلادة النيل) بجانب أوسمة مهمة أخرى من بلدان عربية على غرار تونس والمغرب والأردن وسوريا والإمارات». ويضيف أنّه لاحظ أن «الدارسين في مصر والكثير من الدول العربية يهتمون فقط بعمل رسائل الماجستير والدكتوراه عن المؤلفين والمخرجين المسرحيين بينما يتجاهلون الممثلين».
كتاب سيدة المسرح العربي الذي خطط فصوله المؤرخ المسرحي الدكتور دوّارة بشكل هندسي، يضم 9 فصول، أحدها يتناول السياق الفني العام الذي ظهرت فيه سميحة أيوب، وهو جيل الأساتذة والرواد الذين عانوا من رفض أسرهم العمل في الفن، وغيروا نظرة المجتمع لهم ليكونوا محل تقدير، حسب دوارة، وهو الجيل الذي أسس المعهد العالي للتمثيل في منتصف أربعينات القرن الماضي الذي تغير اسمه لاحقاً إلى معهد الفنون المسرحية. مشيراً إلى أنّ أيوب تخرجت فيه عام 1952، وشاركت في عدد من الأعمال الفنية أثناء دراستها بالفرقة الثانية به، وعملت في فرقة المسرح الحديث التي أسسها الفنان الكبير زكي طليمات.
ويطوّع الدكتور دوارة الذي يلقبه البعض بـ«حارس ذاكرة المسرح المصري» خبراته التي كونها من دراسته الأكاديمية لهندسة نظم المعلومات، وفلسفة الفنون وهما المجالان اللذان نال عنهما درجتي دكتوراه، في توثيق فرق وعروض ومؤلفي ومخرجي وممثلي المسرح المصري العريق.
وقدمت أيوب 96 عرضاً مسرحياً على مدار مشوارها، تحتل بها المرتبة الثانية من حيث العدد بعد الفنانة الراحلة أمينة رزق، إذ يضم الكتاب فصلاً ثانياً عن إسهامات أيوب المسرحية مع ملاحق بأسماء العروض وتاريخها، وملحق لأسماء المؤلفين والمخرجين الذين تعاونوا معها، والنصوص المصرية والأجنبية التي جسدتها، وملحق آخر للفرق التي عملت بها، ومن بينها مسرح الجيب والمسرح العالمي، والحكيم، والمسرح الحديث، والمسرح القومي.
ويرى دوارة أنّ سر تميز أيوب يكمن في أنها لا تتميز بكونها ممثلة وحسب، لكنها كذلك كانت مديرة (أدارت فرقة المسرح الحديث 3 سنوات والمسرح القومي 10 سنوات على فترتين)، وقدمت أيوب كذلك نفسها كمخرجة ومنتجة تلفزيون ومسرح، هذا بالإضافة إلى حنجرتها الذهبية التي لا تخطئها أذن.
ورغم أنّ الفنانة الراحلة سناء جميل كان لديها حضور مسرحي كبير يوازي أيوب خلال القرن الماضي، فإن اتجاه الأولى للسينما والتلفزيون، وتركيز أيوب في المسرح، وتقديمها عروضاً مهمة في الكثير من البلدان العربية منح الأخيرة لقب «سيدة المسرح العربي» بجدارة، هذا بالإضافة إلى تفردها بإخراج 4 مخرجين أجانب لها (روسي، وألماني، وفرنسي، وبريطاني)، مؤكداً أن هذه الفرصة لم تتح لأحد غيرها، وأوضح أنه بجانب تركيز الكتاب على عملها بالمسرح يضم كذلك فصلاً عن إسهاماتها الإبداعية في السينما والتلفزيون والإذاعة.
ولمعاصرتها وتعاونها مع عدد كبير من المخرجين والممثلين المصريين، على مدار العقود الماضية، يطلق عليها مؤلف الكتاب لقب «فنانة الأجيال» على غرار محمد عبد الوهاب «موسيقار الأجيال».
ومن بين نقاط تميز أيوب التي تناولها الكتاب في أحد فصوله قدرتها على تقديم جميع الشخصيات، فقد قدمت دور الشريرة والطيبة والثائرة والمظلومة، والقوية، والمثقفة، والكوميدية، وبرعت في تجسيد نصوص عالمية صعبة بمنتهى الاقتدار.
ويتميز الكتاب الجديد الذي وصفه كبار الفنانين بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح بأنه «لم يترك شيئاً عن أيوب»، بتقديمه معلومات توثيقية عن جميع أعمالها والآراء النقدية التي كتبت عنها، وكذلك سرد وجهة نظرها في الحياة الفنية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.