130 تريليون دولار أصولاً عالمية للتحول إلى «صافي صفر» انبعاث

130 تريليون دولار أصولاً عالمية للتحول إلى «صافي صفر» انبعاث
TT

130 تريليون دولار أصولاً عالمية للتحول إلى «صافي صفر» انبعاث

130 تريليون دولار أصولاً عالمية للتحول إلى «صافي صفر» انبعاث

أكد تقرير دولي حديث أن توصل مؤتمر المناخ في غلاسكو إلى إجماع دولي لمعالجة التحديات التي أفزرها التغير المناخي، من خلال جهود خفض الانبعاث إلى «صافي صفر» عبر إدارة أصول عالمية تقدر قيمتها بـ130 تريليون دولار، يمثل نجاحاً دولياً مطلوباً، بعد تحويل الموضوع من مجرد فكرة هامشية قبل 5 أعوام فقط.
وشدد أحدث تقرير أصدرته مؤسسة «ريتشارد آتياس & أسوشيتس RA&A» أمس، حول التطورات الرئيسية في مؤتمر المناخ في غلاسكو «COP26»، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، على أهمية التعهدات الأخيرة المتعلقة بـ«صافي صفر»، مشيرة إلى تعهد السعودية بأن تحقق صافي صفر انبعاث بحلول عام 2060، وكذلك تعهد الهند بأن تحقق صافي صفر انبعاث بحلول عام 2070، إلى جانب تعهد نيجيريا بأن تحقق صافي صفر انبعاث بحلول عام 2060، تمثل مبادرات بارزة كنماذج عالمية.
وبيّن التقرير أن التعهدات الحالية بشأن المناخ لديها القدرة على الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 1.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ما يجعل العمل الجماعي أقل من درجتين مئويتين لأول مرة على الإطلاق، مؤكداً أهمية تحويل هذه التعهدات الصفرية الصافية إلى خطط ملموسة قابلة للاستثمار مع أهداف رئيسية واضحة.
ووفق التقرير، فإن أحدث التعهدات تتركز على تقليل انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% بحلول عام 2030، حيث وقعته أكثر من 100 دولة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة مهمة لأن الميثان يعد ثاني أكبر مساهم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح التقرير أن أكبر 3 جهات لانبعاثات الميثان في العالم ليست موقّعة على الاتفاق، مبيناً أن الطموح غير كافٍ لتحقيق 1.5 درجة مئوية، إذ يتطلب خفضاً بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقرّاً بأن بيان التحول العالمي من الفحم إلى الطاقة النظيفة الذي وقّعته 40 دولة لا يشمل الولايات المتحدة والهند والصين.
وأقرّ التقرير بأن الفجوة بين التعهدات والإجراءات المسجلة كبيرة جداً لدرجة أن مسودة اتفاقية المناخ، والتي تم الكشف عنها أخيراً، تتضمن بنداً للحكومات لتقديم استراتيجياتها طويلة الأجل للوصول إلى صافي الصفر بحلول نهاية العام المقبل، في وقت أعلنت فيه الصين والولايات المتحدة للتوّ عن إنشاء مجموعة عمل مشتركة لتعزيز العمل المناخي الملموس خلال العقد الجاري. وأشار التقرير إلى مسألة أسواق الكربون المضمّنة في المادة 6 من اتفاق باريس، حيث تدور التوترات حول بعدين مهمين، أولهما كيفية وضع القواعد لكل من الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، وثانيهما ما إذا كان سيتم الاستفادة من أي عائدات لدعم البلدان النامية وكيفية ذلك، فيما سيكون ضمان سلامة السوق هو المفتاح.
وتعد القواعد المتعلقة بتعويضات القطاع الخاص ذات أهمية خاصة لتجنب «الغسل الأخضر» في سوق تضاعفت خلال العامين الماضيين، حيث من المتوقع أن تصل إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030، أما بالنسبة لمسألة العائدات، فلا تزال التوترات قائمة حول ما إذا كان بعض الأموال التي يتم جمعها من الكربون يجب استخدامها لدعم جهود المناخ في البلدان النامية.


مقالات ذات صلة

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الاقتصاد الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

حقق 14 مبتكراً في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.