دراسة: البحث عبر «غوغل» يجعلنا نبالغ في تقدير ذكائنا

محرك بحث «غوغل» (رويترز)
محرك بحث «غوغل» (رويترز)
TT

دراسة: البحث عبر «غوغل» يجعلنا نبالغ في تقدير ذكائنا

محرك بحث «غوغل» (رويترز)
محرك بحث «غوغل» (رويترز)

يعد محرك بحث غوغل Google search أداة رائعة بالفعل للوصول إلى معلومات عن أي شيء يحتاج الشخص إلى معرفته، إلا أنه من ناحية أخرى قد يجعل الناس يعتقدون أنهم أكثر ذكاءً مما هم عليه بالفعل، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قالت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة تكساس في أوستن، إن الأشخاص حين يستخدمون «غوغل» للعثور على المعلومات، يصبحون أكثر ثقة في قدرتهم على تقديم إجابات صحيحة لأي شيء حتى دون استخدام أداة البحث.
ولاستكشاف هذه الظاهرة، طلب الباحثون من عدد من المشاركين الإجابة على عشرة أسئلة في المعلومات العامة، إما بمفردهم أو باستخدام محرك بحث «غوغل».
وسُئل المشاركون أيضاً عن مدى ثقتهم في قدرتهم على تذكر المعلومات والعثور عليها باستخدام مصادر خارجية.
وكما هو متوقع، فإن المشاركين الذين استخدموا «غوغل» خلال الاختبار وضعوا عدداً أكبر من الإجابات الصحيحة، مقارنة بأولئك الذين اعتمدوا على قدراتهم العقلية.
ووفقاً للباحثين، فإن أولئك الأشخاص كانوا واثقين من أنهم سيتمكنون من الوصول إلى الإجابات عبر الإنترنت، لكنهم كانوا واثقين أيضاً في أنهم يعرفون «غريزياً» إجابات الأسئلة.
وأشار الباحثون إلى أن بعض الأشخاص وصل بهم الحال إلى أنهم اعتقدوا بعد فترة من إجراء الاختبار أنهم استدعوا بعض المعلومات من الذاكرة، في حين أنهم قاموا بالبحث عنها على «غوغل».
وبعد ذلك، أخبر الباحثون المشاركين أنهم سيجرون اختباراً ثانياً دون التمكن من البحث عن الإجابات عبر «غوغل»، وطلب منهم تخمين عدد الأسئلة التي سيجيبون عليها بشكل صحيح.
ووجد فريق الدراسة أن أولئك الذين بحثوا على «غوغل» عن الإجابات في الاختبار الأول كانوا أكثر ثقة من غيرهم في أنهم سيتمكنون من الإجابة على أغلب الأسئلة عندما يجبرون على الاعتماد على ذاكرتهم الخاصة.
وقال مؤلف الدراسة أدريان وارد: «عندما نكون قادرين في أي وقت على الحصول على المعرفة، تبدأ الحدود بين المعرفة الداخلية والخارجية في التلاشي، ويحدث خلط بين المعرفة التي توصلنا إليها عبر الإنترنت والمعرفة التي نمتلكها بالفعل في ذاكرتنا».
وأضاف: «هذه الظاهرة تعرف باسم (تأثير دونينغ كروجر)، وهي ظاهرة نفسية يبالغ فيها الأشخاص ذوو الفهم المحدود للموضوعات في تقدير معرفتهم أو قدرتهم، أو، كما قال تشارلز داروين: الجهل في كثير من الأحيان يولد الثقة أكثر من المعرفة».
وتم نشر الدراسة الجديدة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا أوبن أي آي” تطلق ميزة البحث المباشر في “تشات جي بي تي”، لتمكين الوصول إلى معلومات محدثة (تشات جي بي تي)

«تشات جي بي تي» يدعم ميزة البحث المباشر لتعزيز دقة الإجابات

تهدف «أوبن إيه آي» من ذلك إلى تعزيز دقة الإجابات وتوفير تجارب أكثر تكاملاً.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا مبادرة «فرص الذكاء الاصطناعي» هي الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (غوغل)

«غوغل» تطلق مبادرة بـ15 مليون دولار لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

إنها المبادرة الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نسيم رمضان (دبي)
العالم شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

«ليس سهلاً نطقه»... روسيا تغرّم «غوغل» رقماً أكبر من إجمالي الناتج المحلي العالمي

فرضت محكمة روسية غرامة قدرها 2 سيزليون روبل على شركة «غوغل»، بسبب رفضها دفع غرامات سابقة لحجبها قنوات الإعلام الحكومية الروسية على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

خَلّد المصريون القدماء اسم «حتحور» رمزاً للحب والجمال؛ وأعاد فنانون مصريون استلهام هذا الرمز بما يحمله من معانٍ ودلالات في فعاليات مختلفة، ضمن أسبوع ثقافي تشهده العاصمة المصرية القاهرة، من بينها معرض «حتحور وسط البلد»، الذي يستضيفه مركز «الفاكتوري» حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ويتزيّن بهو المكان بنحو مائة لوحة للفنانة المصرية لينا أسامة، تتراوح في أحجامها وكذلك في تنويعات استلهامها لـ«حتحور» التي تتسيّد بطولة اللوحات، وإلى جانب كونها رمزاً للحب والجمال في مصر القديمة، فهي أيضاً كانت «منبعاً للموسيقى والأمومة»، كما تشير لينا أسامة في حديثها مع «الشرق الأوسط».

وتضيف: «تلك الثيمات التي اجتمعت لدى (الإلهة حتحور)، كانت مُلهمة بشكل كبير لتنظيم تلك الفعالية، التي تحاول كسر الشكل التقليدي للمعرض الفني، بجعل المعرض نفسه مناسبة لاستضافة فعاليات فنية مختلفة تتناغم مع اللوحات وفلسفتها».

وخلال أسبوع «حتحور وسط البلد»، يجري تنظيم فعاليات تتحاور مع اللوحات، منها جلسات شِعر وموسيقى وغناء، وكذلك محاضرات حول أسطورة «حتحور»، وفلسفة الفنون البصرية في مصر القديمة، وكذلك نظرة حول الطعام في مصر القديمة، وعرض أزياء يستلهم التراث ويستفيد من ثيمات الموسيقى والأمومة التي تُعززها «حتحور» في الأسطورة المصرية القديمة، وكذلك عروض أفلام.

«كما ستكون هناك أيضاً ندوة للقائمين على مستشفى (بهية) خلال أسبوع الفعالية، المتخصصة في الكشف المُبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات، وهي محاولة لدمج الفن مع مُعطيات اجتماعية شديدة الحساسية والأهمية»، كما تقول صاحبة المعرض لينا أسامة.

أبعاد مختلفة لعرض اللوحات في معرض «حتحور وسط البلد» (الشرق الأوسط)

وتدعم المساحة المفتوحة التي يُقام بها معرض «حتحور وسط البلد»، المفهوم الفني للفعالية التي تستقبل على مدار أسبوع عدداً كبيراً من الفنانين والمتحدثين، الذين تجتمع أعمالهم حول مفردات «الجمال» و«الأمومة» و«الموسيقى» المُشتقة من عالم «حتحور»، كما تُعزز جدران المكان ذات الملمس الخشن والعفوي التجربة البصرية المُفعمة بالألوان المُشتقة من «البالتة» المصرية القديمة، لا سيما درجات الأزرق والأخضر والأصفر التي تستدعي إيقاعات قصة الحضارات القديمة على ضفاف النيل في قالب مُعاصر مفتوح على التجريب واللعب مع الخامات.

وخلال التجوّل بين لوحات المعرض، تقترب لينا من لوحة بعنوان: «مدينة مشتركة»، تُبرز فيها طبقات زمنية متراكمة ومتداخلة، وتقول: «تعلّمتُ مفهوم تكسير الزمن من دراستي لفن السينما، وتحديداً فن المونتاج، وصار التحدي الذي أمارسه هو توظيف تلك التقنية داخل اللوحة».

اللوحات تستلهم الأسطورة المصرية في قالب معاصر (الشرق الأوسط)

ويُمثل الزمن السيّال في اللوحات أحد أبرز عناصر تشكيلها، أما «حتحور» فهي إما حاضرة بهيئتها الأسطورية القديمة بصفتها امرأة بأذني «بقرة»، وإما بدلالتها المتخفية وراء أوجه النساء والفتيات التي لا تخلو منها أعمال المعرض، وربما تحضر بهيئتها القديمة في سياقات حديثة يتبادل بها عاشقان الحب في مدينة متخيّلة وزمن غير محدد، وتُضاعف الفنانة من سريالية المشهد بحضور ديناصورات من زمن الانقراض، لتُجاور فتيات في لقطة «سيلفي» عفوية.

لوحات المعرض شهدت تنويعات بين الأساطير والحياة اليومية (الشرق الأوسط)

أما الموسيقى التي تُنسب كذلك لـ«حتحور»، فقد وجدت سبيلها إلى المتن التشكيلي للأعمال، عبر تشكيلات الراقصات التي ظهرت في بعض اللوحات لتمنحها بُعداً سينوغرافياً، يستفيد من عناصر اللوحة، ويضيف إليها، في حين يظهر الرقص في سياقات معاصرة ترتبط بالأمومة بتنويعاتها وهوامشها المختلفة، كما في لوحة تُهدهد فيها أم طفلها، وأخرى تتفقد أم ابنتها راقصة الباليه، وكأنهما في وضع تحليق.

وتقول لينا: «تلك الحالة التي تستحضر الحركة والرقص والموسيقى كانت من أبرز الدوافع لجعل المعرض مناسبة للاستمتاع بفنون أخرى من عروض موسيقية وشعرية وسينمائية تحت مظلة فعالية (حتحور وسط البلد)».