الرافضون للتلقيح في أميركا قد يفقدون وظائفهم

12 ألفاً من أفراد القوات الجوية مهددون بمحاكمة عسكرية

TT

الرافضون للتلقيح في أميركا قد يفقدون وظائفهم

بعدما تحول تلقي اللقاح المضاد لمرض «كوفيد - 19» إلى مادة تحريض سياسي بامتياز في الولايات المتحدة، تصاعدت المخاوف من احتمال أن يؤدي رفض بعض الأميركيين، خصوصاً بين أفراد القوات المسلحة، لأوامر التطعيم الإلزامي إلى مشكلة كبيرة، في ظل احتمال أن يتعرض العسكريون الممتنعون للمحاكمة وإنهاء الخدمة، والمدنيون للطرد من وظائفهم أو استقالتهم.
ورفض آلاف الجنود في قطاعات عسكرية عدة، بينهم ما يصل إلى 12 ألف عسكري من أفراد القوات الجوية، أوامر التطعيم الكامل التي صدرت عن وزارة الدفاع (البنتاغون)، فيما وجد استطلاع جديد أن ما يقرب من 40 في المائة من الموظفين غير الملقحين في القطاعين العام والخاص على استعداد لترك وظائفهم، إذا ما تم إجبارهم على تلقي اللقاح.
وقال مسؤولون في البنتاغون إن الوقت قد فات بالنسبة لمن تخلفوا عن تلقي اللقاح من أفراد القوات المسلحة الذي انتهى يوم الثلاثاء الماضي، مما يشكل أول اختبار رئيسي للقيادة العسكرية التي أصدرت أوامر التطعيم في أغسطس (آب) الماضي.
وبحسب بيانات البنتاغون، فقد تلقى أكثر من 96 في المائة من الطيارين في الخدمة الفعلية التطعيم جزئياً على الأقل. وباستثناء الإعفاء الطبي أو الديني المعتمد، فإن أولئك الذين يتحدون الأوامر العسكرية والقانونية بالتحصين الكامل سيتعرضون للعقوبة، بما في ذلك الفصل من الخدمة أو المحاكمة العسكرية.
ويخشى قادة البنتاغون من أن تؤدي موجة من عمليات الفصل إلى إحداث هزة في القوات الجوية على وجه الخصوص، وتتسبب في تحديات كبيرة داخل الوحدات التي يجب أن تكون جاهزة للاستجابة للأزمات في أي لحظة، خاصة إذا حدثت عمليات الطرد في بعض الوظائف الحيوية، مثل الطيارين أو المشرفين على صيانة الطائرات.
وللدلالة على حساسية هذه القضية، تعد القوات الجوية ثالث أكبر فروع القوات الأميركية، بعد قوات البحرية مباشرة، مع 324 ألف طيار في الخدمة الفعلية، مما يجعل طرد حتى 3 في المائة منهم عدداً كبيراً. وامتنع سلاح الجو عن تحديد عدد الطيارين الذين يبدو أنهم يرفضون تماماً التطعيم أو الذين يسعون إلى الحصول على إعفاءات أو اختاروا الانسحاب لأنهم اقتربوا من موعد تقاعدهم.
وقالت آن ستيفانيك، المتحدثة باسم القوات الجوية، إنه سيتم نشر بعض هذه التفاصيل الأسبوع المقبل. وفي المقابل، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، هذا الأسبوع، إن عدد الإعفاءات الدينية بشكل عام «صغير جداً جداً». كما أعلن مسؤولون أن الجيش، وهو أكبر الفروع العسكرية الأميركية، منح إعفاءً طبياً واحداً، ولم يمنح أي إعفاء ديني، في حين لم تمنح البحرية أي إعفاء ديني منذ 7 سنوات حتى الآن.
ومن جهة أخرى، وجد استطلاع جديد أن 7 من كل 10 أشخاص غير ملقحين على استعداد لترك وظائفهم، إذا ما اشترط أرباب العمل أو الحكومة الأميركية تلقي اللقاح أو إجراء فحص طبي أسبوعي. وبحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض (سي دي سي)، فقد تلقى نحو 78 في المائة من الأميركيين المؤهلين للتطعيم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فيما وصلت نسبة التطعيم بشكل كامل لتلك الفئة إلى 67.4 في المائة. ويؤكد محامو العمل أنه لا يوجد أي مانع قانوني لأصحاب العمل في القطاعين العام والخاص من مطالبة موظفيهم بالتطعيم.
وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ولاية نيويورك، على سبيل المثال، اشترطت على جميع عمال المدينة الحصول على الجرعة الأولى بحلول أمس. وإذا فشلوا في ذلك، فإنهم يخاطرون بفقدان وظائفهم. وحصل 71 في المائة من موظفي إدارة الإطفاء في المدينة على التطعيم الكامل، في حين تلقى 76 في المائة من أفراد الشرطة التطعيم. وإذا رفض أفراد الإطفاء تلقي اللقاح، فإن ما يصل إلى 20 في المائة من محطات الإطفاء سيتم إغلاقها، وقد تقل أعداد سيارات الإطفاء والإسعاف بالنسبة ذاتها.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.