قادة مجموعة العشرين يناقشون قضايا المناخ والاقتصاد واللقاحات

رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في روما (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في روما (إ.ب.أ)
TT

قادة مجموعة العشرين يناقشون قضايا المناخ والاقتصاد واللقاحات

رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في روما (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في روما (إ.ب.أ)

يناقش قادة دول مجموعة العشرين الذين يجتمعون اعتباراً من اليوم (السبت) في روما مسائل تتراوح بين مكافحة وباء «كوفيد - 19» وإنعاش الاقتصادي العالمي ومشكلة المناخ، لكن لا يعرف إن كانوا سيتمكنون من توجيه رسالة إيجابية قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف «كوب 26» في غلاسكو.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس (الجمعة) في روما: «لا يزال الطريق أمامنا طويلا على صعيد كل أهدافنا المناخية وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق لغوتيريش أن دق ناقوس الخطر مرات عدة محذرا من «كارثة مناخية» في المستقبل ومشددا على «المسؤولية الخاصة» التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة. وأكد: «لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك».

وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو في اسكوتلندا فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما. إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة.
وكان رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي دعا في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) إلى «التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية» وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية: «لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب 26، وجل ما يمكننا أن نأمل به هو إبطاء ارتفاع الحرارة».
وعلى هذا الصعيد، إلى أي حد يمكن أن يبلغ التزام قادة الاقتصادات الكبرى التخلي عن الفحم؟
وجدد جونسون التأكيد على «القدرة على التخلي عن الفحم» خلال اتصال هاتفي مع الزعيم الصيني شي جينبينغ الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضوريا في قمة مجموعة العشرين بل عبر تقنية الفيديو.
وأبدت بكين بعض المرونة في موقفها واعدة في سبتمبر (أيلول) بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج. إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد بشكل كبير على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جدا من ثاني أكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.
وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلبا على وتيرة الانتعاش الاقتصادي نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما يومي السبت والأحد التي ستتناول أيضاً دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة «كوفيد - 19».

ويتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات المتعددة الجنسيات.
وبات التحدي يتمثل بتطبيق هذه الآلية في كل بلد ما يخفف من إمكان حصول تهرّب ضريبي من الشركات العالمية على أن تؤمن 150 مليار يورو من الإيرادات الإضافية. والهدف الموضوع لبدء فرض هذه الضريبة محدد في العام 2023.
ومن المقرر تنظيم تظاهرات عدة اليوم في روما دعت إليها نقابات وقوى اليسار المتطرف ومنظمات بيئية مع توقع مشاركة آلاف الأشخاص. وقد حشد أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي وستحلّق مروحيات وطائرات مسيّرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية فيما تم تحصين الحي الذي تعقد فيه القمة.
وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضوريا للمرة الأولى منذ بدء الجائحة لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة. فيلتقي اليوم الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون فضلا عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن للاتفاق على معاودة المفاوضات مع إيران في الملف النووي.
ويلتقي ماكرون الذي كرس المصالحة مع بايدن بعد أزمة الغواصات، الأحد بوريس جونسون على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن صيد الأسماك إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويأمل الرئيس الأرجنتيني البرتو فرنانديز من جهته البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا.


مقالات ذات صلة

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الخميس)، تحذيرا قويا بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».