دراسة: حجم الدماغ البشري تقلص قبل 3000 سنة

باحث بلجيكي يحمل مخاً بشرياً (أرشيف - رويترز)
باحث بلجيكي يحمل مخاً بشرياً (أرشيف - رويترز)
TT

دراسة: حجم الدماغ البشري تقلص قبل 3000 سنة

باحث بلجيكي يحمل مخاً بشرياً (أرشيف - رويترز)
باحث بلجيكي يحمل مخاً بشرياً (أرشيف - رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن حجم الدماغ البشري تقلص منذ ما يقرب من 3000 عام، بسبب ظهور الدوائر الاجتماعية.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة، التابع لجامعة بوسطن، بتحليل 985 دماغاً بشرياً بعضها من الحفريات التي تعود إلى ملايين السنين، وبعضها تابع للعصر الحديث.
ولاحظ الباحثون زيادة في حجم الدماغ منذ 2.1 مليون سنة ومرة أخرى قبل 1.5 مليون سنة، ولكن تم تحديد انخفاض في هذا الحجم منذ ما يقرب من 3000 سنة.
وأشار الباحثون إلى أنه خلال هذا الوقت، بدأ البشر القدامى في تشكيل دوائر اجتماعية، والتي تعني مشاركة المعرفة بعضهم مع بعض، وبدأ إقبال الأشخاص على التخصص في مهام معينة، ما أدى إلى زيادة كفاءة الدماغ وانخفاض حجمه.
وأوضحوا قائلين إنه كلما زادت قدرة الشخص على الحصول على المعرفة من المحيطين به بسهولة، وكلما قلت حاجته للإلمام بجميع المهام نتيجة وجود «متخصصين» بها، احتاج الشخص إلى طاقة دماغية أقل لتخزين المعلومات، ما يؤدي إلى تقلص الدماغ.
وقال الدكتور جيمس ترانييلو، الذي شارك في تأليف الدراسة، في بيان: «نقترح أن هذا الانخفاض في حجم الدماغ كان بسبب زيادة الاعتماد على (الذكاء الجماعي)، فهناك اعتقاد سائد يقول إن اتحاد مجموعة من الأشخاص معاً يجعلهم أكثر ذكاءً من أذكى شخص في العالم، وهو الأمر الذي يطلق عليه البعض: (حكمة الجماهير)».
وتوقع الباحثون زيادة تقلص حجم الدماغ البشري بمرور الوقت مع التطور التكنولوجي الهائل ومع زيادة اعتماد الأشخاص على مواقع الإنترنت التي أصبحت تخزن كل المعلومات التي نحتاج إلى معرفتها.
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة «Frontiers in Ecology and Evolution».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.