عطر من نوع آخر، مطبوع بالإنسانية فاح من الفنانة إليسا في المركز الطبي لـ«الجامعة اللبنانية الأميركية» في مستشفى رزق وهي تطلق حملة «سوا منحارب سرطان الثدي». وجرت الحملة بالتعاون مع مؤسسة نوح وبالشراكة مع جمعية «سوا للبنان» والمركز الطبي المذكور ومنظمة «القمصان البيض».
توجهت إليسا إلى النساء والرجال معاً، خلال المؤتمر الذي عقدته بمشاركة أطباء مختصين في المرض، لضرورة إجراء الفحص الشعاعي المبكر عن سرطان الثدي. فالحملة التي تقودها كونها سفيرة التوعية لهذا المرض، تهدف إلى إجراء 10 آلاف فحص شعاعي في كافة المناطق اللبنانية. وأعلنت النجمة اللبنانية في لقائها مع الصحافيين لهذه المناسبة تقول: «إنه أمر ضروري جداً وعلى المرأة أن لا تهمله، فخير لنا أن نكتشف المرض في وقت مبكر على أن نعاني منه في وقت متأخر». وأضافت: «شقيقتي أصيبت أيضاً بالمرض، ولولا حملات الكشف المبكر التي أطلقتها منذ نحو سنتين لما فكرت بالموضوع. فالكشف المبكر أنقذ حياتها، وعلى النساء والرجال القيام بذلك كي لا يقعوا بالمحظور».
والمعروف أن إليسا مرت بتجربة مرض سرطان الثدي في عام 2018. وبعد تعافيها توجهت إلى النساء تقول: «أنا تعافيت... قاومت المرض وغلبته. الكشف المبكر عن سرطان الثدي قادر على إنقاذ حياتك. لا تهمليه... واجهيه. افعلي ذلك مش كرمالك، كرمال كل اللي بحبوكي».
وروت إليسا خلال المؤتمر الذي عقد في مستشفى رزق، عن تجربتها الشخصية مع المرض قائلة: «بعدما تخطيت الأربعين من عمري كنت أقوم بفحوصات شعاعية دورية للكشف المبكر. وهو ما ساعدني على اكتشاف مرض سرطان الثدي في أولى مراحله. الكشف المبكر وفر علي الخضوع للجلسات الكيميائية، لأن المرض كان لا يزال في بدايته. وتمكن الأطباء من القضاء عليه بعملية جراحية وعلاج فعال». وتابعت إليسا التي جلست متصدرة المؤتمر، وحولها عدد من الأطباء: «بالتأكيد تعبت وجاهدت ولا زلت أتناول وقائيا دواء «Anti hormone» لخمس سنوات متتالية. والكشف المبكر هو الوحيد الذي يعطينا خيار القضاء على المرض، فمن يجرب المرض يعرف أهمية الوقاية من الوقوع في براثنه».
بدت إليسا صلبة وقوية ومرتاحة مع نفسها كعادتها. وأكدت أنه ليس كل حالات مرض سرطان الثدي هي وراثية «لقد قمنا بإجراء الفحوصات اللازمة للوقوف على إمكانية أن يكون المرض وراثياً في عائلتنا، فجاءت النتيجة سلبية». وتابعت: «المرض مكلف جداً على الصعيدين الصحي والمادي، فمن الأفضل أن تتوجهوا اليوم قبل الغد لإجراء الفحص المبكر للتغلب عليه».
وذكرت إليسا في حديثها بأنها لم تكن تتخيل الجلوس يوماً، في مؤتمر طبي كالذي تشارك فيه اليوم. واستطردت: «عندما تعافيت قررت أن أتكلم عن هذا المرض من خلال رسالتي الفنية وسلطت الضوء على هذا الموضوع الذي كان تناوله من المحرمات. ولحسن الحظ أن شقيقتي ومن خلال حملاتي، قامت بالفحص المبكر. وبعدها اكتشفت أنها في المرحلة الثالثة منه، خضعت لمرحلة علاج طويلة. ولولا تجربتي مع المرض وتناولي هذا الموضوع لما فكرت في الأمر، ونجهل ما كان المصير الذي سنواجهه لولا ذلك».
واعترفت إليسا أنها بداية خافت من التحدث عن المرض وعلى الملأ خصوصاً، أن البعض قد يخيل إليه أنها تسوق لنفسها كفنانة. «ولكني تجاوزت هذه الأمور وقررت المضي حتى النهاية، لأن التوعية أهم بكثير من كل تلك الاعتبارات».
وأعلنت إليسا خلال المؤتمربأنها حاضرة وجاهزة لأي مبادرة تخدم هذه الرسالة، وتساعد النساء أينما كانت على توعيتهم من مرض سرطان الثدي. وختمت: «أنا اليوم سعيدة وأشكر كل الجمعيات المشاركة معي في هذه المبادرة، وأتمنى أن يكبر عدد المهتمين بها يوما بعد يوم، كي ينقذ أكبر عدد ممكن من الناس».
حملة الفحص الشعاعي المبكر تتوزع على كافة المناطق اللبنانية من خلال 13 مركزاً ينتشر من الشمال إلى الجنوب، وفي بلدات وقرى لبنانية إضافة إلى العاصمة بيروت.
أحد محبي إليسا ومتابعيها منذ كان في الثانية عشرة من عمره هادي رحال أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لولا حملة التوعية التي أطلقتها إليسا منذ نحو ثلاث سنوات لكان خسر أحد أفراد عائلته المقربين. وروى: «عندما قامت إليسا بحملتها تحمست لمساندتها، وصرت أطلب من جميع قريباتي إجراء الفحص الشعاعي المبكر. وهو الأمر الذي شجع خالتي منى ابنة الـ34 عاما للقيام به. ولحسن الحظ اكتشفت المرض باكرا وأنقذت من براثنه، وهي اليوم في حالة صحية جيدة بفضل إليسا ورسالتها التوعوية».
من ناحيته أشار خالد أحد الحضور، وهو طالب طب في سنته الأخيرة إلى أن هذا النوع من المبادرات ضروري جداً لتوعية الناس، والإسهام في إنقاذهم من المرض. وتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أن إليسا أيقونة فنية لها تأثيرها الكبير على محبيها. ونجحت من خلال مبادرتها هذه في توعية الناس وحثهم على القيام بالكشف المبكر». وتابع: «يا ليت جميع الفنانين يحذون حذوها، فإليسا في رأيي شخص صلب جدا، وأعرف تماما كطبيب، المعاناة التي مرت بها في رحلتها مع المرض. فهي فترة لم تكن سهلة بتاتاً عليها، ومع ذلك بعدما تعافت، فكرت بغيرها وقررت أن تنشر رسالتها».
منسقة «جمعية سوا للبنان» في إقليم الخروب نادرة فواز، أكدت أن مرض السرطان، خبيث يتسلل إلى أجسامنا بصمت، لذلك علينا القيام بالكشف المبكر كي لا نتيح له فرصة التسبب في خطف أرواح عزيزة علينا.
وخلص المؤتمر إلى تكريم الفنانة إليسا تقديراً لرسالتها الإنسانية التي تقوم بها في هذا الخصوص، وتخلله رفع توصيات معتمدة لإجراء الفحص المبكر. كما تناول العوارض التي يجب التنبه إليها، ومراجعة الطبيب بشأنها.
وذكر الطبيب هادي غانم رئيس قسم الدم والسرطان في مستشفى رزق خلال المؤتمر، أن نسبة الإصابات في مرض السرطان عامة مرتفعة جداً في لبنان نسبة إلى بلدان أخرى. وأشار إلى أن الإصابات بسرطان الثدي تحتل نسبة 20 في المائة من مجمل حالات هذا المرض. وهو رقم مرتفع جداً نسبة إلى بلد صغير بحجم لبنان».
إليسا تطلق حملة «سوا منحارب سرطان الثدي»
قالت إنها جاهزة لأي مبادرة تسهم في الحد من تفشي المرض
إليسا تطلق حملة «سوا منحارب سرطان الثدي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة