نواب يمنيون يطالبون هادي بتجميد «استوكهولم» وتحريك كل الجبهات

على وقع الهجمات الحوثية باتجاه مأرب والخروق المتصاعدة في الحديدة

TT

نواب يمنيون يطالبون هادي بتجميد «استوكهولم» وتحريك كل الجبهات

على وقع تصعيد الميليشيات الحوثية في مأرب وشبوة والجوف والخروق المستمرة في محافظة الحديدة، حيث الساحل الغربي لليمن طالب عشرات النواب في البرلمان الرئيس عبد ربه منصور هادي بالانسحاب من اتفاقية «استوكهولم» وتحريك كافة جبهات القتال.
مطالب النواب اليمنيين جاءت في رسالة إلى الرئيس هادي موقعة من قبل 38 نائبا ينتمون إلى مختلف الكتل النيابية، حيث دعوا إلى «وقف العمل باتفاقية استوكهولم وإلغاء الالتزام بها، وتوجيه الجيش بتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة وتحريك جميع الجبهات العسكرية في بقية المحافظات لتحريرها وصولا إلى تحرير العاصمة صنعاء».
واتهم النواب الميليشيات الحوثية التي وصفوها بـ«الإرهابية» بأنها «تنصلت من جميع التزاماتها باتفاقية استوكهولم، واستمرت في قصف المدن والأحياء السكنية في الحديدة ومأرب والضالع وشبوة وتعز والبيضاء وغيرها من المدن».
وشددوا على أنه «لا خيار أمام تعنت ميليشيا الحوثي إلا بإنهاء انقلابها المشؤوم بالحسم العسكري واستعادة الدولة».
في غضون ذلك قال الرئيس اليمني في خطاب لمناسبة ذكرى ثورة «14 أكتوبر» إن السلام يقتل في بلاده على يد الميليشيات الحوثية ومن ورائها الدعم الإيراني اللامحدود والذي يقف كل العالم أمامه دون حراك. وفق تعبيره.
وصف هادي جهود السلام بأنها «تتحول يوما إثر يوم في ذهن الشعب اليمني إلى جهود غير ملموسة وبيانات لا توقف إرهابا ولا تمنع مزيداً من القتل والدمار ولا تحقق سوى الاستهتار والعبث من قبل تلك الميليشيات».
وأضاف أن استمرار هذه الميليشيات بالقتل والهجوم والحصار والعنف والإرهاب يحدد بشكل واضح موقفها من السلام، ومن جهود الأمم المتحدة ومن المبادرات المطروحة للسلام.
وتطرق الرئيس اليمني إلى حصار مديرية العبدية في مأرب من قبل الميليشيات الحوثية وفيها قرابة خمسة وثلاثين ألف مواطن مدني وخمسة آلاف أسرة لأكثر من عشرين يوما، دون أي سماح لعلاج أو غذاء، وقال إن ذلك «يكشف عن همجية قذرة وسلوك إرهابي لا ينتمي لقيم الحرب ولا أخلاقيات اليمنيين، فضلاً عن القانون الدولي الإنساني»، وأن ذلك «يحدث في الوقت الذي تمد مأرب كل البلاد بالغاز والنفط ومتطلبات الحياة، وتمنحهم الحياة في الوقت الذي يعطونها الموت». على حد تعبيره.
وجدد هادي الدعوة إلى توحيد القوى السياسية في بلاده صفوفها في مواجهة الحوثيين وقال إن «الوفاء لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر يفرض على شعبنا في طول البلاد وعرضها أن يرص الصفوف ويجمع الشتات ويوحد الكلمة للتصدي لهذا المشروع المدمر وهذه العصابة الباغية وتلك الأفكار الهمجية التي تقوم على ثقافة السلالية والعرقية والطائفية».
إلى ذلك أكد الرئيس اليمني أن عودة الحكومة إلى عدن رغم كل الظروف يحتاج إلى أن تتحد الجهود لإنجاح مهامها خدمة لأبناء الشعب وإزالة كافة العراقيل التي تمنع وتعطل الحكومة من القيام بدورها، وقال: «لا بد أن يكون تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض أولوية لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة». ومع استمرار التدهور الاقتصادي وتراجع سعر العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، أشار هادي إلى أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلاده «عصيبة وقاهرة، وقال: «نتابع لحظة بلحظة هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب جهداً جماعياً موحداً، ونتطلع لدعم الأشقاء والأصدقاء، كما أن الظروف الأمنية تقتضي أن نواجهها بكل ثبات وحزم» بحسب ما جاء في خطابه الذي نقلته المصادر الرسمية.
وجدد الرئيس اليمني التأكيد على مسؤولية الجميع، معترفا أن بلاده «لن تكون بخير» في ظل استمرار الميليشيات الحوثية في عمليات القتل والهجوم والحصار في مأرب وشبوة والضالع وتعز والبيضاء وكل اليمن.
على الصعيد الميداني، تتواصل المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية في جبهات جنوب مأرب وغربها وفي محافظة الجوف المجاور، وسط تأكيدات ميدانية رسمية بأن الميليشيات خسرت المئات من عناصرها بين قتيل وجريح في الأيام الثلاثة الأخيرة.
وبحسب المصادر فإن الجماعة المدعومة من إيران دفعت بالمزيد من عناصرها إلى جبهات جنوب مأرب، إذ تحاول للأسبوع الرابع اقتحام مديرية العبدية مع شن هجمات من أكثر من محور في اتجاه مديرية الجوبة، وذلك بعد أن كانت الميليشيات سيطرت على مديريات بيحان وعين وعسيلان في شبوة المجاورة ومديرية حريب في مأرب.
وحسب ما أفاد به المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي فإن الجيش في بلاده حقق تقدما في عدة مواقع كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية، مؤكدا أن المعارك أسفرت عن هزيمة الميليشيات بعد مصرع غالبية عناصرها، وأن جثثهم لا تزال متناثرة في المناطق التي دارت فيها العمليات القتالية، مع إشارته إلى استهداف الطيران المقاتل لتحالف دعم الشرعية بعشرات الغارات الجوية التحصينات والأرتال والعربات القتالية، التابعة للميليشيا وتدميرها.
وأوضح مجلي في إيجاز لوسائل الإعلام أن قوات الجيش في جبهات المشجح والكسارة وصرواح، (غرب مأرب) تمكنت من كسر هجوم قامت به مجاميع من عناصر الميليشيات الحوثية التي حاولت التسلل إلى بعض المواقع تلك الجبهات، وأن المعارك أسفرت عن مصرع 20 حوثيا وجرح عشرات آخرين.
كما تمكنت قوات الجيش مسنودة برجال المقاومة الشعبية والقبائل - بحسب مجلي - في جبهات علفا وملعاء جنوب مأرب من كسر هجمات للميليشيات الحوثية وكبدتها عشرات القتلى لا تزال جثثهم متناثرة على امتداد مسرح العمليات القتالية.
وفي محافظة الجوف المجاورة، قال مجلي إن القوات في جبهات الجدافر ودحيضة وحويشيان تواصل العمليات القتالية الهجومية والإغارات والكمائن المتواصلة ضد الميليشيات الحوثية الانقلابية، وأنها «تمكنت من تحرير مناطق واسعة شرق مدينة الحزم وسط انهيار واسع وخسائر كبيرة في صفوف الميليشيا».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
TT

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

عقدت الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك؛ لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولوية الحكومة وبرنامجها في الإصلاحات، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستكمال استعادة الدولة.

وجاء الاجتماع في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني ظروفاً خانقة بسبب تراجع الموارد، وتوقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وتعثر مسار السلام، إثر تصعيد الانقلابيين بحرياً وإقليمياً.

حزم من الأوراق النقدية اليمنية الجديدة والقديمة في أحد البنوك في عدن (غيتي)

وذكرت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء ناقش في الاجتماع المستجدات الاقتصادية والمالية والنقدية والخدمية والمعيشية، وفي المقدمة تقلبات أسعار الصرف، والتحديات المتصلة بالكهرباء، وتقييم مستوى الخطط الحكومية للتعاطي معها.

واستعرضت الحكومة اليمنية في اجتماعها مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي لإثرائها بالنقاشات والملاحظات؛ لتطويرها ومواءمتها مع البرامج والسياسات الحكومية الجاري تنفيذها في مجال الإصلاحات، تمهيداً لإقرارها ورفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء أجرى نقاشاً مستفيضاً لتقييم الخطة، والتي تتوافق في عدد من جوانبها مع المسارات الرئيسية لأولويات الحكومة والمتمثلة في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وبحسب الوكالة، أقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والصناعة والتجارة، والكهرباء والطاقة، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والنفط والمعادن، والبنك المركزي اليمني، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، لدراسة الخطة واستيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وإعادة عرضها على المجلس خلال أسبوعين من تاريخه للمناقشة واتخاذ ما يلزم.

مواءمة الخطة

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس الوزراء كلف اللجنة الوزارية بمواءمة خطة الإنقاذ مع برنامج الحكومة ومصفوفة الإصلاحات وخطة التعافي الاقتصادي والخطط القطاعية للوزارات، وغيرها من السياسات التي تعمل عليها الحكومة، وتحديد الأولويات، وما تم إنجازه، ومتطلبات تنفيذ الخطة، والخروج بوثيقة اقتصادية موحدة يتم الاستناد إليها في عمل الدولة والحكومة، بحسب الأولويات العاجلة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وشدد مجلس الوزراء اليمني على تحديد التحديات بما يتناسب مع الواقع والمتغيرات، وسبل معالجتها بطريقة مناسبة والمسؤولية التشاركية والواجبات بين الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وركزت نقاشات الحكومة على أهمية مراعاة الخطة لمسببات الوضع الاقتصادي الكارثي الذي فاقمته هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، وتحديد جوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة.

وأكد اجتماع الحكومة اليمنية تحديد السياسات التي تم تنفيذها والجاري العمل عليها، والتي تضمنتها الخطة، والتحديات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ بعضها، ومقترحات المعالجة.

نقص الوقود

اطلع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه على تقارير من الوزراء المعنيين، حول الإشكالات القائمة في تزويد محطات الكهرباء بالوقود في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة لتجاوزها، والإجراءات العاجلة لوضع الحلول لتحقيق الاستقرار النسبي في خدمة الكهرباء، واستمرار إمدادات المياه للمواطنين.

وطبقاً للإعلام الرسمي، تم التأكيد بهذا الخصوص على توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء، وعلى العمل لتأمين كميات أخرى إضافية لضمان استقرار الخدمة.

الحكومة اليمنية تعاني تدهوراً حاداً في الاقتصاد بسبب نقص الموارد وتوقف تصدير النفط (سبأ)

كما وجه الاجتماع الحكومي وزيري المياه والكهرباء بالتنسيق لتأمين احتياجات تشغيل آبار المياه، من الكهرباء والوقود اللازم لاستمرار الضخ، وتفادي توقف إمدادات المياه للسكان في عدن.

وإلى ذلك، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطات حول نتائج حملات ضبط محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في عدن والمحافظات المحررة، وضبط أسعار السلع والمتلاعبين بالأسعار، وشدد على مواصلة الحملات والتنسيق بين الجهات الأمنية والسلطات العدلية المختصة في هذا الجانب، طبقاً لما أورده الإعلام الرسمي.