هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

بعد إعلان لاشيت استعداده للتنحي عن قيادة الديمقراطيين المسيحيين

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟
TT

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

أدخلت نتائج الانتخابات الألمانية العامة حزب المستشارة أنجيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في حالة تخبط وفوضى غير مسبوقتين. وكذلك أدخلت ألمانيا نفسها في نفق طويل من الانتظار ريثما تنتهي المشاورات بين ثلاثة أحزاب تحاول الاتفاق فيما بينها على الحكم معاً، في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل.
ميركل التي أمضت 20 سنة في زعامة حزبها المحافظ؛ 16 منها في سدة الحكم، أبقت الحزب والبلاد في حالة من الاستقرار الطويل، إلا أنها تبدو اليوم عاجزة عن وقف انحدار الديمقراطيين المسيحيين، أو ربما كانت غير مستعدة لذلك، ولعلها تبدو أيضاً عاجزة عن ضمان استمرار الاستقرار الذي عرفته ألمانيا معها. ولكن، بينما تجلس المستشارة المتقاعدة في مقرها لتصرف أعمالها بانتظار تولي المستشار الجديد منصبه، تعصف بالديمقراطيين المسيحيين - الذين تعرضوا لهزيمة مريرة - خلافات داخلية ما عادت خافية على أحد.
وهذه الخلافات دفعت بزعيم الحزب والمرشح الخاسر أرمين لاشيت إلى الإعلان ليل الخميس عن استعداده للاستقالة إفساحاً في المجال أمام الحزب لكي يقود الحكومة الجديدة، في حال فشلت المشاورات الائتلافية بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) الفائز والحزبين الصغيرين حزب «الخضر» البيئي والحزب الديمقراطي الحر الوسطي الليبرالي. وهذه «الاستقالة على مراحل» - كما وصفتها الصحافة الألمانية، تزيد من حالة الارتباك داخل حزب ميركل الجريح والمحبط.

بقدر انشغال ألمانيا بنتائج الانتخابات العامة الأخيرة، وأخبار المشاورات الجارية بين الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، تنشغل البلاد أيضاً بصمت أنجيلا ميركل. ذلك أن المستشارة المتقاعدة لم تعلق علناً على نتائج الانتخابات التي أجريت قبل نحو أسبوعين. وهذا رغم أن خسارة حزبها المحافظ - وإن بفارق ضئيل كان أقل من نقطتين - أمام الاشتراكيين، كانت الأقسى في تاريخه. فقد خسر الديمقراطيون المسيحيون قرابة الـ9 نقاط مئوية من نسبة تأييدهم في انتخابات عام 2017 التي قادتهم فيها ميركل لتفوز حينذاك بولاية رابعة، تبين لاحقاً أنها ستكون الأخيرة لها.
ومنذ صدور النتائج، ظهرت ميركل علناً عدة مرات، ولكن من دون أن تعلق على الانتخابات أو حتى تفتح الباب أمام الأسئلة التي قد تجرها للتعليق. وكان أول ظهور لها ليلة الانتخابات حين وقفت بالقرب من مرشح حزبها الخاسر أرمين لاشيت، مرتدية كمامة سوداء تغطي نصف وجهها، حاولت معها إخفاء تعابيرها خلفها. ولكن، مع ذلك، بدت عابسة وجدية.
لم تبتسم إلا حين صفق لها الحاضرون، بعدما شكرها لاشيت لقيادتها الحزب لمدة عقدين من الزمن، وألمانيا لأكثر من عقد ونصف العقد. وبعد الشكر، تابع لاشيت كلامه، متطرقاً للنتائج، ومعترفاً بأن الحزب غير راضٍ عنها. وفي حينه ظهر واثقاً من أن الشعب منحه «تفويضاً واضحاً» للحكم.

- صمت ميركل وأسبابه
انتهى ذلك «الاحتفال» الغريب داخل مقر الحزب في العاصمة برلين، وعادت ميركل إلى مقر عملها في المستشارية تاركة تلك الليلة خلفها، لتمضي أيامها الأخيرة في السلطة من دون أي تأثر علني. شغلت نفسها بعقد اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين من دول أخرى، مبتعدة عن فوضى المشاورات الحكومية وصخبها. ومن ثم، تابعت ظهورها العلني ولكن مع تحاشي أسئلة الصحافيين، وعندما ظهرت في مؤتمر صحافي مشترك إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، فإنها اكتفت بإلقاء بيان. وكان مكتبها واضحاً في أنها لن تفتح الباب أمام الأسئلة.
بعد ذلك، ظهرت ميركل في «يوم الوحدة»، وفيه ألقت خطاباً تحدث عن المسامحة والحوار ونبذ التطرف من دون أن تتطرق البتة إلى الانتخابات ونتائجها. وهكذا، راحت الصحف تخمن الأسباب الكامنة خلف هذا الصمت. وكتبت صحيفة «بيلد» الشعبية والأكثر انتشاراً في البلاد، أن صمت ميركل «أسبابه الرئيسة تكتيكية»، وأنها «لا تريد أن تربط نفسها بالخسارة التاريخية التي مُني بها حزبها، ولذلك فإن الصمت هو أيضاً للحد من الأضرار». وفي النهاية - حسب «بيلد» - لم تنجح ميركل في تنصيب خليفتها على مقعدها.
الواقع أن صمت ميركل يعود إلى فترة أطول من تلك التي سبقت الانتخابات مباشرة. وهو كان ظاهراً إبان الحملة الانتخابية لحزبها، ما دفع بكثيرين للتساؤل عما إذا كانت راضية حقاً عن اختيار لاشيت. ومعلوم، أن وزيرة الدفاع في آنغريت كرامب كارنباور – «الخليفة المختارة» التي أرادت لها ميركل فعلاً أن تنجح - فشلت وانسحبت من الميدان باكراً، ومعها أحجمت ميركل عن التدخل في مستقبل حزبها.
من ناحية ثانية، رغم هذه الخسارة التاريخية التي مُني بها الاتحاد المسيحي الديمقراطي، فإن مرشحه لاشيت ظل متمسكاً بالأمل في الحكم، بل إنه امتنع حتى تهنئة منافسه الفائز أولاف شولتز الذي نجح في انتشال حزبه الاشتراكي من غرق كان مؤكداً قبل أشهر قليلة، وقاده إلى الصدارة. وهذا، بعكس ميركل، التي قدمت التهنئة لشولتز «احتراماً منها للأعراف»، حسب المتحدث باسمها.
هذا، وكان الرجلان، لاشيت وشولتز، قد انطلقا بعيد صدور النتائج في رحلة إجراء مشاورات مع الحزبين الصغيرين، حزب «الخضر» البيئي والحزب الديمقراطي الحر الوسطي، اللذين يمسكان بمصير تشكيل الحكومة المقبلة. إذ بات القرار لهما ليختارا مَن يريدان أن يترأس الحكومة المقبلة: لاشيت أو شولتز. وبعد أيام من المشاورات الأحادية، أعلن «الخضر» والديمقراطيون الأحرار أنهما سيبدآن المشاورات الفعلية معاً مع الاشتراكيين لمحاولة الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة شولتز.

- قراءة في النتائج
في الحقيقة، النتائج التي أفرزتها الانتخابات العامة هذه المرة لا تشبه أي انتخابات ماضية. وهي المرة الأولى التي لم يكن فيها رابح واضح، رغم وجود رابح. وهي المرة الأولى التي لن يتمكن أي حزب من تشكيل حكومة مع حزب واحد آخر، بل سيضطر للجوء إلى حزبين آخرين لكي يتعدى عتبة الـ50 في المائة المطلوبة للغالبية المطلقة.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه في ألمانيا، لا تلقى مهمة تشكيل الحكومة بشكل أوتوماتيكي على من يفوز في الانتخابات، بل على من يكون قادراً على تشكيل حكومة. وهذا بالذات، ما أبقى لاشيت معلقاً بشيء من الأمل بأنه ما زال يستطيع دخول مقر المستشارية. ثم إنه في السنوات الماضية، لم تنخفض نسبة الأصوات التي كان يحصل عليها الديمقراطيون المسيحيون عن عتبة الـ30 في المائة، متقدمين بفارق مريح عن الحزب الثاني، ما يعني أن تفويضهم للحكم كان واضحاً بخلاف هذه المرة.
ولكن رغم تمسك لاشيت الأولي بخيط الأمل، ظل حزبه يتخبط حول السبيل للمضي قدماً. أما الديمقراطيون الأحرار و«الخضر» اللذان أجريا مشاورات أحادية مع الديمقراطيين المسيحيين قبل أن يعلنا منتصف الأسبوع قرارهما المضي مع الاشتراكيين أولاً، بدا وكأنهما كانا يبحثان عن سبب لقطع هذه المشاورات مع الحزب المحافظ. وللعلم، قال حزب «الخضر» منذ البداية إنه يفضل أن يحكم مع الاشتراكيين الأقرب إليه آيديولوجياً، بينما نقل عن الأحرار أنهم يفضلون الحكم مع الديمقراطيين المسيحيين.

- أزمة ثقة... وانقسام
في المؤتمر الصحافي الذي عقده حزب «الخضر» لإعلان قراره ببدء المفاوضات لتشكيل الحكومة مع الاشتراكيين (والأحرار)، تحدثت أنالينا بيربوك، مرشحة «الخضر» الخاسرة للمستشارية، عن «انعدام الثقة» بالديمقراطيين المسيحيين، مستندة بذلك إلى التسريبات التي خرجت من الاجتماعات بينهما إلى الصحافة، رغم الاتفاق على ضرورة إبقاء المشاورات سرية.
بل حتى الأحرار، الذين غالباً ما أوحوا بأنهم يفضلون التحالف مع الديمقراطيين المسيحيين، فترت حماستهم لذلك، وتبعوا «الخضر» بعد ساعة، معلنين قرارهم ببدء المشاورات رسمياً مع الاشتراكيين حول تشكيل الحكومة، إلا أن زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر - الذي يطمح لتولي منصب وزير المالية - لم يقفل الباب كلياً أمام التفاهم مع الديمقراطيين المسيحيين في حال فشلت المفاوضات مع الاشتراكيين. وكان قد لاح أن الديمقراطيين الأحرار أخذوا يحضرون للانسحاب من المشاورات مع الديمقراطيين المسيحيين منذ الاجتماع الأول الذي جمع بينهما نهاية الأسبوع الماضي، بعدما سرب أحد الحاضرين، وهو ديمقراطي مسيحي، تفاصيل الاجتماع لصحيفة «بيلد». وعندها رد الأحرار بإبداء انزعاجهم الكبير من التسريبات، وكتب قياديون في الحزب تغريدات تشكك بإمكانية بناء شراكة مع حزب لا يمكنه الالتزام بأسس التشاور الرئيسية.
بعض المراقبين قرأ رد الفعل المبالغ به هذا، بأنه محاولة من الأحرار لإيجاد ذريعة تُخرجهم من المشاورات مع الحزب الذي خسر الانتخابات، إذ قد لا يكون الحكم مع حزب خاسر - رغم قربه آيديولوجياً - فكرة سديدة. لكن آخرين اعتبروا التسريبات انعكاساً لتشرذم في الكتلة المحافظة، تحديداً، بين «مكونيها» حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي و«شقيقه» الحاكم في ولاية بافاريا الاتحاد الاجتماعي المسيحي بزعامة ماركوس زودر. وهذا الأخير كان يطمح للترشح لمنصب المستشارية باسم الحزبين المحافظين الشقيقين، إلا أنه خسر المعركة أمام لاشيت. وهنا نشير إلى أن الحزب البافاري يتحالف تاريخياً مع حزب ميركل على المستوى الفيدرالي، لكن وجوده ونفوذه محصوران في ولاية بافاريا، حيث لا تنظيم للديمقراطيين المسيحيين بموجب اتفاق قديم بين الحزبين.
وعندما تكرر السيناريو نفسه، بتسريب تفاصيل اجتماع الديمقراطيين المسيحيين مع «الخضر» بعد يومين، علت التساؤلات حول مدى «سيطرة لاشيت» على حزبه، ومدى جدية الكلام عن وجود «مخرب» يسعى لإلغاء حظوظ لاشيت بأن يغدو المستشار المقبل. وبالمناسبة، عندما سُئل لاشيت عن التسريبات المتكررة اكتفى بالقول إنها «مزعجة»، رافضاً اتهام أحد بها، مضيفاً أنه «لا يعرف» مَن المسؤول عن التسريبات.
ورغم أن أحداً لم يُسم زودر، فإن الشكوك تحيط به وبفريقه، خاصة بعد الخلافات الكبيرة بينه وبين لاشيت إبان الحملة الانتخابية. إذ أمضى زودر بضعة أسابيع بعد خسارته معركة الترشح لمنصب المستشارية، في التهجم على لاشيت ومحاولة إظهاره ضعيفاً، ما أثر على الأخير سلباً يوم التصويت. هذا، ويحظى زودر بتأييد شعبي أكبر بكثير من لاشيت، وينظر إليه على أنه زعيم قوى وناجح بعكس منافسه، ومع ذلك امتنع الديمقراطيون المسيحيون عن اختياره كونه زعيم الحزب الشقيق الأصغر. وفي أعقاب إعلان نتائج الانتخابات، علت أصوات محافظة لتتحدث صراحة عن «خطأ» ارتُكب برفض ترشيح زودر، الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أنه كان سيقود الكتلة المحافظة إلى الفوز بفارق كبير.

- تلميح إلى الاستقالة
والآن، رغم الانقسامات الواضحة داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والدعوات الكثيرة للاشيت من داخل الحزب وخارجه، للاعتراف بالهزيمة والجلوس في صفوف المعارضة، فهو ما زال يرفض ذلك بشكل واضح. وحتى عندما خرج قبل يومين ليعلن «استعداده» للاستقالة، فإنه لم يذكر حتى كلمة «استقالة»، بل استخدم كلمات تعطي المعنى نفسه.
في نهاية المطاف، قد يصل لاشيت إلى هذا الاستنتاج بمفرده قريباً في حال أثمرت المشاورات الجارية بين الاشتراكيين و«الخضر» والديمقراطيين الأحرار «حكومة ائتلافية ثلاثية الأطراف»، إلا أن الوصول إلى هذه النقطة قد يستغرق أسابيع إن لم يكن أشهراً، هي المدة التي قد تمضيها الأطراف الثلاثة في المشاورات الهادفة إلى تشكيل الحكومة. إذ إن الخلافات بينهم لا تنحصر فقط بالسياسات الضريبية ومكافحة التغير المناخي، بل تذهب أبعد فتشمل السياسة الخارجية أيضاً. وبينما يتفق «الخضر» والاشتراكيون على السياسة الضريبية ويختلفان في ذلك مع الأحرار، يختلف «الخضر» مع الاشتراكيين في مجال السياسة الخارجية. وبالتالي، كل هذه الخلافات تعني أن المشاورات الحكومية قد لا تنتهي قبل نهاية العام كما يأمل أولاف شولتز.

- ملامح محتملة لتوجه الحكومة الائتلافية المقبلة
يروج حزب «الخضر» البيئي الذي يسعى إلى الحصول على وزارة الخارجية وتنصيب «زعيمته» أنالينا بيربوك على رأس الوزارة، لموقف متشدد من روسيا والصين. ويعتمد الحزب البيئي على سياسة خارجية مبنية على احترام وحماية حقوق الإنسان، ويعد هذا الأساس الذي يقوده في بناء سياساته الخارجية. ولكن حتى في حال حصل الحزب على وزارة الخارجية، فإن السياسة الخارجية للبلاد تتخذ في مقر المستشارية، وهو ما يعني أنه سيتوجب على الحزب الالتزام بشكل كبير بالسياسة التي تحدد على مستوى رئاسة الحكومة. والمعروف عن الزعيم الاشتراكي (والمستشار المقبل المحتمل) شولتز برغبته في تجنب الصدامات، وهو يشبه في هذا ميركل إلى حد بعيد في ذلك. وحول هذا الشأن كتبت صحيفة «تاغس شبيغل» البرلينية أنه من الأفضل على الاشتراكيين و«الخضر» الاتفاق حول السياسة الخارجية والأمنية بتفاصيلها، وإلا فإن «أزمة دولية مفاجئة، كتلك التي حصلت في أزمة الغواصات مع أستراليا، أو التهديد بحرب في البلقان، قد تباغت الحكومة وتحشرها في الزاوية».
من ناحية ثانية، بينما يسعى «الخضر» للحصول على وزارة الخارجية، يريد الديمقراطيون الأحرار أن يتولى زعيمهم كريستيان ليندنر حقيبة وزارة المالية، وذلك لضمان تمرير سياساتهم الصديقة لقطاع الأعمال، والرافضة للاستدانة ورفع الضرائب. وهنا، بالذات، يختلف الأحرار عن «الخضر» والاشتراكيين بعمق.


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
TT

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب والمعقّد. ولا شك أن أهم هذه التحوّلات سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني الذي كان له الأثر المباشر في الأزمات التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة، وهذا فضلاً عن تداعيات الحرب الإسرائيلية وآثارها التدميرية الناشئة عن «جبهة إسناد» لم تخفف من مأساة غزّة والشعب الفلسطيني من جهة، ولم تجنّب لبنان ويلات الخراب من جهة ثانية.

إذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان قد انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وإشراف أميركي ـ فرنسي على تطبيق القرار 1701، فإن مشهد ما بعد رحيل الأسد وحلول سلطة بديلة لم يتكوّن بعد.

وربما سيحتاج الأمر إلى بضعة أشهر لتلمُّس التحدّيات الكبرى، التي تبدأ بالتحدّيات السياسية والتي من المفترض أن تشكّل أولوية لدى أي سلطة جديدة في لبنان. وهنا يرى النائب السابق فارس سُعَيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، أنه «مع انهيار الوضعية الإيرانية في لبنان وتراجع وظيفة (حزب الله) الإقليمية والسقوط المدوّي لحكم البعث في دمشق، وهذا إضافة إلى الشغور في رئاسة الجمهورية، يبقى التحدّي الأول في لبنان هو ملء ثغرات الدولة من أجل استقامة المؤسسات الدستورية».

وأردف سُعَيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعكس الحال في سوريا، يوجد في لبنان نصّ مرجعي اسمه الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني، وهذا الدستور يجب أن يحترم بما يؤمّن بناء الدولة والانتقال من مرحلة إلى أخرى».

الدستور أولاً

الواقع أنه لا يمكن لمعطيات علاقة متداخلة بين لبنان وسوريا طالت لأكثر من 5 عقود، و«وصاية دمشق» على بيروت ما بين عامَي 1976 و2005 - وصفها بعض معارضي سوريا بـ«الاحتلال» - أن تتبدّل بين ليلة وضحايا على غرار التبدّل المفاجئ والصادم في دمشق. ثم إن حلفاء نظام دمشق الراحل في لبنان ما زالوا يملكون أوراق قوّة، بينها تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ 26 شهراً وتقويض كل محاولات بناء الدولة وفتح ورشة الإصلاح.

غير أن المتغيّرات في سوريا، وفي المنطقة، لا بدّ أن تؤسس لواقع لبناني جديد. ووفق النائب السابق سُعَيد: «إذا كان شعارنا في عام 2005 لبنان أولاً، يجب أن يكون العنوان في عام 2024 هو الدستور أولاً»، لافتاً إلى أن «الفارق بين سوريا ولبنان هو أن سوريا لا تملك دستوراً وهي خاضعة فقط للقرار الدولي 2254. في حين بالتجربة اللبنانية يبقى الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني المرجعَين الصالحَين لبناء الدولة، وهذا هو التحدي الأكبر في لبنان».

وشدّد، من ثم، على ضرورة «استكمال بناء المؤسسات الدستورية، خصوصاً في المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا»، وتابع: «وفي حال دخلت سوريا، لا سمح الله، في مرحلة من الفوضى... فنحن لا نريد أن تنتقل هذه الفوضى إلى لبنان».

العودة للحضن العربي

من جهة ثانية، يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة عمّا كان الوضع عليه في العقود السابقة. ولا يُخفي السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «سيتأثّر بالتحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وحتميّة انعكاس ما حصل في سوريا على لبنان». ويلفت إلى أن «ما حصل في سوريا أدّى إلى تغيير حقيقي في جيوبوليتيك المنطقة، وسيكون له انعكاسات حتمية، ليس على لبنان فحسب، بل على المشرق العربي والشرق الأوسط برمته أيضاً».

الاستحقاق الرئاسي

في سياق موازٍ، قبل 3 أسابيع من موعد جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، لم تتفق الكتل النيابية حتى الآن على اسم مرشّح واحد يحظى بأكثرية توصله إلى قصر بعبدا.

وهنا، يرى الشريف أنه بقدر أهمية عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي، ثمّة حاجة ماسّة لعودة العرب إلى لبنان، قائلاً: «إعادة لبنان إلى العرب مسألة مهمّة للغاية، شرط ألّا يعادي أي دولة إقليمية عربية... فلدى لبنان والعرب عدوّ واحد هو إسرائيل التي تعتدي على البشر والحجر». وبغض النظر عن حتميّة بناء علاقات سياسية صحيحة ومتكافئة مع سوريا الجديدة، يلفت الشريف إلى أهمية «الدفع للتعاطي معها بإيجابية وانفتاح وفتح حوار مباشر حول موضوع النازحين والشراكة الاقتصادية وتفعيل المصالح المشتركة... ويمكن للبلدين، إذا ما حَسُنت النيّات، أن يشكلّا نموذجاً مميزاً للتعاون والتنافس تحت سقف الشراكة».

يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة

النهوض الاقتصادي

وحقاً، يمثّل الملفّ الاقتصادي عنواناً رئيساً للبنان الجديد؛ إذ إن بناء الاقتصاد القوي يبقى المعيار الأساس لبناء الدولة واستقرارها، وعودتها إلى دورها الطبيعي. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الوزير السابق محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان، إن «النهوض الاقتصادي يتطلّب إقرار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تستجلب الاستثمارات وتشجّع على استقطاب رؤوس الأموال، على أن يتصدّر الورشة التشريعية قانون الجمارك وقانون ضرائب عصري وقانون الضمان الاجتماعي».

شقير يشدّد على أهمية «إعادة هيكلة القطاع المصرفي؛ إذ لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». ويشير إلى أهمية «ضبط التهريب على كل طول الحدود البحرية والبرّية، علماً بأن هذا الأمر بات أسهل مع سقوط النظام السوري، الذي طالما شكّل عائقاً رئيساً أمام كل محاولات إغلاق المعابر غير الشرعية ووقف التهريب، الذي تسبب بخسائر هائلة في ميزانية الدولة، بالإضافة إلى وضع حدّ للمؤسسات غير الشرعية التي تنافس المؤسسات الشرعية وتؤثر عليها».

نقطة جمارك المصنع اللبنانية على الحدود مع سوريا (آ ف ب)

لبنان ودول الخليج

يُذكر أن الفوضى في الأسواق اللبنانية أدت إلى تراجع قدرات الدولة، ما كان سبباً في الانهيار الاقتصادي والمالي، ولذا يجدد شقير دعوته إلى «وضع حدّ للقطاع الاقتصادي السوري الذي ينشط في لبنان بخلاف الأنظمة والقوانين، والذي أثّر سلباً على النمو، ولا مانع من قوننة ليعمل بطريقة شرعية ووفق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء». لكنه يعبّر عن تفاؤله بمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي، قائلاً: «لا يمكن للبنان أن ينهض من دون علاقات طيّبة وسليمة مع العالم العربي، خصوصاً دول الخليج... ويجب أن تكون المهمّة الأولى للحكومة الجديدة ترسيخ العلاقات الجيّدة مع دول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي طالما أمّنت للبنان الدعم السياسي والاقتصادي والمالي».

ضبط السلاح

على صعيد آخر، تشكّل الملفات الأمنية والعسكرية سمة المرحلة المقبلة، بخاصةٍ بعد التزام لبنان فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها تطبيقاً للدستور والقرارات الدولية. ويعتبر الخبير العسكري والأمني العميد الركن فادي داوود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنفيذ القرار 1701 ومراقبة تعاطيها مع مكوّنات المجتمع اللبناني التي تحمل السلاح، هو التحدّي الأكبر أمام المؤسسات العسكرية والأمنية». ويوضح أن «ضبط الحدود والمعابر البرية مع سوريا وإسرائيل مسألة بالغة الدقة، سيما في ظل المستجدات التي تشهدها سوريا، وعدم معرفة القوة التي ستمسك بالأمن على الجانب السوري».

مكافحة المخدِّرات

وبأهمية ضبط الحدود ومنع الاختراق الأمني عبرها، يظل الوضع الداخلي تحت المجهر في ظلّ انتشار السلاح لدى معظم الأحزاب والفئات والمناطق اللبنانية، وهنا يوضح داوود أن «تفلّت السلاح في الداخل يتطلّب خطة أمنية ينفّذها الجيش والأجهزة الأمنية كافة». ويشرح أن «وضع المخيمات الفلسطينية يجب أن يبقى تحت رقابة الدولة ومنع تسرّب السلاح خارجها، إلى حين الحلّ النهائي والدائم لانتشار السلاح والمسلحين في جميع المخيمات»، منبهاً إلى «معضلة أمنية أساسية تتمثّل بمكافحة المخدرات تصنيعاً وترويجاً وتصديراً، سيما وأن هناك مناطق معروفة كانت أشبه بمحميات أمنية لعصابات المخدرات».

حقائق

علاقات لبنان مع سوريا... نصف قرن من الهيمنة

شهدت العلاقات اللبنانية - السورية العديد من المحطات والاستحقاقات، صبّت بمعظمها في مصلحة النظام السوري ومكّنته من إحكام قبضته على كلّ شاردة وواردة. وإذا كان نفوذ دمشق تصاعد منذ دخول جيشها لبنان في عام 1976، فإن جريمة اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 - أي يوم عيد الاستقلال - شكّلت رسالة. واستهدفت الجريمة ليس فقط الرئيس الذي أطلق مرحلة الشروع في تطبيق «اتفاق الطائف»، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحلّ كل الميليشيات المسلّحة وتسليم سلاحها للدولة، بل أيضاً كلّ من كان يحلم ببناء دولة ذات سيادة متحررة من الوصاية. ولكنْ ما إن وُضع «اتفاق الطائف» موضع التنفيذ، بدءاً بوحدانية قرار الدولة، أصرّ حافظ الأسد على استثناء سلاح «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية الموالية لدمشق، بوصفه «سلاح المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة» ولإبقائه عامل توتر يستخدمه عند الضرورة. ثم نسف الأسد «الأب» قرار مجلس الوزراء لعام 1996 القاضي بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، بذريعة رفضه «تحويل الجيش حارساً للحدود الإسرائيلية».بعدها استثمر نظام دمشق انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي كان يحتلها في جنوب لبنان خلال مايو (أيار) 2000، و«جيّرها» لنفسه ليعزّز هيمنته على لبنان. غير أنه فوجئ ببيان مدوٍّ للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير في سبتمبر (أيلول) 2000، طالب فيه الجيش السوري بالانسحاب من لبنان؛ لأن «دوره انتفى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان».مع هذا، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، أعلن نظام بشار الأسد رغبته بالتمديد للحود ثلاث سنوات (نصف ولاية جديدة)، ورغم المعارضة النيابية الشديدة التي قادها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مُدِّد للحود بالقوة على وقع تهديد الأسد «الابن» للحريري ووليد جنبلاط «بتحطيم لبنان فوق رأسيهما». وهذه المرة، صُدِم الأسد «الابن» بصدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي، الذي يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان، وانسحاب الجيش السوري فوراً، وحلّ كل الميليشيات وتسليم سلاحها للدولة اللبنانية. ولذا، عمل لإقصاء الحريري وقوى المعارضة اللبنانية عن السلطة، وتوِّج هذا الإقصاء بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، ثمّ باغتيال رفيق الحريري يوم 14 فبراير (شباط) 2005، ما فجّر «ثورة الأرز» التي أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان يوم 26 أبريل (نيسان)، وتبع ذلك انتخابات نيابية خسرها حلفاء النظام السوري فريق «14 آذار» المناوئ لدمشق.تراجع نفوذ دمشق في لبنان استمر بعد انسحاب جيشها بضغط أميركي مباشر. وتجلّى ذلك في «الحوار الوطني اللبناني»، الذي أفضى إلى اتخاذ قرارات بينها «ترسيم الحدود» اللبنانية السورية، وبناء علاقات دبلوماسية مع سوريا وتبادل السفراء، الأمر الذي قبله بشار الأسد على مضض. وأكمل المسار بقرار إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري وتنظيم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات - وطال أساساً التنظيمات المتحالفة مع دمشق وعلى رأسها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» - وتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. حرب 6002مع هذا، بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) 2006، التي أعلن «حزب الله» بعدها «الانتصار على إسرائيل»، استعاد النظام السوري بعض نفوذه. وتعزز ذلك بسلسلة اغتيالات طالت خصومه في لبنان من ساسة ومفكّرين وإعلاميين وأمنيين - جميعهم من فريق «14 آذار» - وتوّج بالانقلاب العسكري الذي نفذه «حزب الله» يوم 7 مايو 2008 محتلاً بيروت ومهاجماً الجبل. وأدى هذا التطور إلى «اتفاق الدوحة» الذي منح الحزب وحلفاء دمشق «الثلث المعطِّل» في الحكومة اللبنانية، فمكّنهم من الإمساك بالسلطة.يوم 25 مايو 2008 انتخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وفي 13 أغسطس (آب) من العام نفسه عُقدت قمة لبنانية ـ سورية في دمشق، وصدر عنها بيان مشترك، تضمّن بنوداً عدّة أهمها: «بحث مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا، وترسيم الحدود، ومراجعة الاتفاقات وإنشاء علاقات دبلوماسية، وتبنّي المبادرة العربية للسلام». ولكن لم يتحقق من مضمون البيان، ومن «الحوار الوطني اللبناني» سوى إقامة سفارات وتبادل السفراء فقط.ختاماً، لم يقتنع النظام السوري في يوم من الأيام بالتعامل مع لبنان كدولة مستقلّة. وحتى في ذروة الحرب السورية، لم يكف عن تعقّب المعارضين السوريين الذي فرّوا إلى لبنان، فجنّد عصابات عملت على خطف العشرات منهم ونقلهم إلى سوريا. كذلك سخّر القضاء اللبناني (خصوصاً المحكمة العسكرية) للتشدد في محاكمة السوريين الذين كانوا في عداد «الجيش السوري الحرّ» والتعامل معهم كإرهابيين.أيضاً، كان للنظام السوري - عبر حلفائه اللبنانيين - الدور البارز في تعطيل الاستحقاقات الدستورية، لا سيما الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومات، بمجرد اكتشاف أن النتائج لن تكون لصالحهم. وعليه، قد يكون انتخاب الرئيس اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الاستحقاق الأول الذي يشهده لبنان من خارج تأثير نظام آل الأسد منذ نصف قرن.