العاهل المغربي يعيّن حكومة أخنوش من 25 وزيراً

ضمت 7 نساء... وحفيظ العلمي أبرز الخارجين

الملك محمد السادس في صورة جماعية مع أعضاء الحكومة المغربية الجديدة (القناة المغربية الأولى)
الملك محمد السادس في صورة جماعية مع أعضاء الحكومة المغربية الجديدة (القناة المغربية الأولى)
TT

العاهل المغربي يعيّن حكومة أخنوش من 25 وزيراً

الملك محمد السادس في صورة جماعية مع أعضاء الحكومة المغربية الجديدة (القناة المغربية الأولى)
الملك محمد السادس في صورة جماعية مع أعضاء الحكومة المغربية الجديدة (القناة المغربية الأولى)

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء أمس الحكومة الجديدة، التي يترأسها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، متصدر نتائج انتخابات الثامن من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتتكون الحكومة الجديدة من 25 وزيرا. وسيجري لاحقا تعيين عدد من كتاب الدولة (وزراء دولة) في بعض القطاعات الوزارية، وهم لا يحضرون المجالس الوزارية التي يترأسها الملك.
وظل معظم وزراء السيادة في مواقعهم، إذ بقي عبد الوافي لفتيت على رأس وزارة الداخلية، وناصر بوريطة وزيرا للخارجية والجالية المغربية في الخارج، ومحمد حجوي أمينا عاما للحكومة، وأحمد التوفيق وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، وعبد اللطيف لودييي وزيرا منتدبا لدى رئيس الحكومة مكلف الدفاع الوطني (مستقلون).
كما جرى تعيين شكيب بن موسى وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وكان حتى تعيينه وزيرا يعمل سفيرا لدى فرنسا، وسبق له أن كان قبل ذلك وزيرا للداخلية.
وتضم الحكومة الجديدة 7 نساء. بينما شكل مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة، أبرز الخارجين من الحكومة، إلى جانب وزير الصحة خالد أيت الطالب، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بنشعبون.
وحظي حزب التجمع الوطني للأحرار بسبعة مقاعد وزارية، بينما حصل حزب الأصالة والمعاصرة على ستة مقاعد وزارية. أما حزب «الاستقلال» فحصل على 4 حقائب.
وجاءت تشكيلة الحكومة الجديدة كما يلي: عزيز أخنوش رئيس الحكومة (التجمع)، عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عبد اللطيف وهبي، وزير العدل (أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة)، أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، محمد حجوي الأمين العام للحكومة، نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية (التجمع الوطني للأحرار)، نزار بركة وزير التجهيز والماء (أمين عام حزب الاستقلال)، شكيب بن موسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (مستقل)، نبيلة الرميلي وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية (التجمع)، فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة أعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة (الأصالة والمعاصرة)، محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (التجمع)، يونس سكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات (الأصالة والمعاصرة)، رياض مزور وزير الصناعة والتجارة (الاستقلال)، فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني (التجمع)، عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (الأصالة والمعاصرة)، ليلى بن علي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة (الأصالة والمعاصرة)، محمد عبد الجليل وزير النقل واللوجيستيك (الاستقلال)، محمد مهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل (الأصالة والمعاصرة)، عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة (الاستقلال)، عبد اللطيف لوديي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إدارة الدفاع الوطني (مستقل)، محسن جازولي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية (مستقل)، فوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف الميزانية (الأصالة والمعاصرة)، مصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة (التجمع)، غيثة مزور الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة، المكلفة الانتقال الرقمي، وإصلاح الإدارة.



«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
TT

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)

حديث إسرائيلي عن «مقترح مصري» تحت النقاش لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة، يأتي بعد تأكيد القاهرة وجود «أفكار مصرية» في هذا الصدد، واشتراط إسرائيل «رداً إيجابياً من (حماس)» لدراسته، الخميس، في اجتماع يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تلك الأفكار، التي لم تكشف القاهرة عن تفاصيلها، تأتي في «ظل ظروف مناسبة لإبرام اتفاق وشيك»، وفق ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مع ضغوط من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإطلاق سراح الرهائن قبل وصوله للبيت الأبيض، كاشفين عن أن «حماس» تطالب منذ طرح هذه الأفكار قبل أسابيع أن يكون هناك ضامن من واشنطن والأمم المتحدة حتى لا تتراجع حكومة نتنياهو بعد تسلم الأسرى وتواصل حربها مجدداً.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن أن «إسرائيل تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة»، لافتة إلى أن «(الكابينت) سيجتمع الخميس في حال كان رد (حماس) إيجابياً، وذلك لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة».

فلسطيني نازح يحمل كيس طحين تسلمه من «الأونروا» في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

ووفق الهيئة فإن «المقترح المصري يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب في غزة وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح البري (المعطل منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني في مايو/أيار الماضي) وأيضاً عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل إنه «بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة على (حماس)، هناك فرصة حقيقية هذه المرة لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، الأربعاء، استمرار جهود بلاده من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «نعمل بشكل جاد ومستمر لسرعة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مضيفاً: «نأمل تحكيم العقل ونؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل».

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قطر وأميركا للتوصل إلى اتفاق سريعاً.

يأتي الكلام الإسرائيلي غداة مشاورات في القاهرة جمعت حركتي «فتح» و«حماس» بشأن التوصل لاتفاق تشكيل لجنة لإدارة غزة دون نتائج رسمية بعد.

وكان عبد العاطي قد قال، الاثنين، إن «مصر ستستمر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين»، مؤكداً أنه «بخلاف استضافة حركتي (فتح) و(حماس) لبحث التوصل لتفاهمات بشأن إدارة غزة، فالجهد المصري لم يتوقف للحظة في الاتصالات للتوصل إلى صفقة، وهناك رؤى مطروحة بشأن الرهائن والأسرى».

عبد العاطي أشار إلى أن «هناك أفكاراً مصرية تتحدث القاهرة بشأنها مع الأشقاء العرب حول وقف إطلاق النار، وما يُسمى (اليوم التالي)»، مشدداً على «العمل من أجل فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني» الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي، وكثيراً ما عبّر نتنياهو عن رفضه الانسحاب منه مع محور فيلادلفيا أيضاً طيلة الأشهر الماضية.

وكان ترمب قد حذر، الاثنين، وعبر منصته «تروث سوشيال»، بأنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

دخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية على ضاحية صبرا في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترمب، سيقابل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، الأربعاء، لمناقشة صفقة بشأن قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن «المقترح المصري، حسبما نُشر في وسائل الإعلام، يبدأ بهدنة قصيرة تجمع خلالها (حماس) معلومات كاملة عن الأسرى الأحياء والموتى ثم تبدأ بعدها هدنة بين 42 و60 يوماً، لتبادل الأسرى الأحياء وكبار السن، ثم يليها حديث عن تفاصيل إنهاء الحرب وترتيبات اليوم التالي الذي لن تكون (حماس) جزءاً من الحكم فيه»، مضيفاً: «وهذا يفسر جهود مصر بالتوازي لإنهاء تشكيل لجنة إدارة القطاع».

وبرأي مطاوع، فإن ذلك المقترح المصري المستوحى من هدنة لبنان التي تمت الأسبوع الماضي مع إسرائيل أخذ «دفعة إيجابية بعد تصريح ترمب الذي يبدو أنه يريد الوصول للسلطة والهدنة موجودة على الأقل».

هذه التطورات يراها الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء سمير فرج تحفز على إبرام هدنة وشيكة، لكن ليس بالضرورة حدوثها قبل وصول ترمب، كاشفاً عن «وجود مقترح مصري عُرض من فترة قريبة، و(حماس) طلبت تعهداً من أميركا والأمم المتحدة بعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الرهائن، والأخيرة رفضت»، معقباً: « لكن هذا لا ينفي أن مصر ستواصل تحركاتها بلا توقف حتى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن».

ويؤكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور أن «هناك مقترحاً مصرياً ويسير بإيجابية، لكن يحتاج إلى وقت لإنضاجه»، معتقداً أن «تصريح ترمب غرضه الضغط والتأكيد على أنه موجود بالمشهد مستغلاً التقدم الموجود في المفاوضات التي تدور في الكواليس لينسب له الفضل ويحقق مكاسب قبل دخوله البيت الأبيض».

ويرى أن إلحاح وسائل الإعلام الإسرائيلية على التسريبات باستمرار عن الهدنة «يعد محاولة لدغدغة مشاعر الإسرائيليين والإيحاء بأن حكومة نتنياهو متجاوبة لتخفيف الضغط عليه»، مرجحاً أن «حديث تلك الوسائل عن انتظار إسرائيل رد (حماس) محاولة لرمي الكرة في ملعبها استغلالاً لجهود القاهرة التي تبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة».

ويرى أنور أن الهدنة وإن بدت تدار في الكواليس فلن تستطيع حسم صفقة في 48 ساعة، ولكن تحتاج إلى وقت، معتقداً أن نتنياهو ليس من مصلحته هذه المرة تعطيل المفاوضات، خاصة أن حليفه ترمب يريد إنجازها قبل وصوله للسلطة، مستدركاً: «لكن قد يماطل من أجل نيل مكاسب أكثر».