يقول مهربون محليون ومسؤولون، إنه على الرغم من خطر تقطع السبل بهم في أوروبا أو الموت في الطريق إلى هناك، اختار العشرات من سكان بلدة واحدة في كردستان العراق أن يتم تهريبهم إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر روسيا البيضاء.
قال أحد المهربين الأكراد العراقيين المحليين لوكالة «رويترز»، إنه رتّب رحلة لنحو 200 مهاجر يرغبون في مغادرة بلدة شيلادزي والمنطقة المحيطة، أولاً بالطائرة بشكل قانوني إلى مينسك عاصمة روسيا البيضاء ثم براً بشكل غير قانوني. وأضاف، أن عمله بدأ في أواخر ربيع هذا العام عندما ارتفع عدد المهاجرين الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي من روسيا البيضاء، على الرغم من إقراره بالانزعاج لوفاة البعض أثناء محاولتهم العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقال، طالباً عدم ذكر اسمه «لكنهم يريدون المغادرة. ماذا يمكنهم أن يفعلوا غير ذلك؟».
ولم ترد حكومة إقليم كردستان حتى الآن على طلبات للتعليق. وفي بغداد، قالت وزارة الداخلية العراقية، إن الاتجار بالبشر جريمة، وإنها تتخذ إجراءات عند حدوث ذلك، لكنها لم توضح تفاصيل رداً على طلب للتعليق.
قال المهرب من شيلادزي، إن شريكه في أوروبا رجل التقاه في تركيا المجاورة. وأضاف «ساعدت نحو 200 شخص على المغادرة إلى أوروبا في الأشهر الخمسة الماضية»، على الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كانوا جميعاً وصلوا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي. وقال، إنه يعرف ما لا يقل عن ثلاثة مهربين آخرين يعملون في منطقته.
ولم يتمكن المسؤولون المحليون من توفير أرقام محددة لعدد المهاجرين. وقال صحافي محلي، إن العدد ربما يصل إلى 400 من شيلادزي وبلدات أخرى في المنطقة منذ ربيع هذا العام، وإن الأعداد آخذة في الازدياد. وقال عبد الله عمر، وهو حلاق يبلغ من العمر 38 عاماً «لقد رحل العديد من أقاربي وأصدقائي عبر هذه الطريق. ويريد كثيرون آخرون أن يفعلوا الشيء نفسه». وأضاف «باع الناس منازلهم أو سياراتهم لتحمل تكاليف (الرحلة)».
وعلق العراق الرحلات الجوية المباشرة من بغداد إلى مينسك في أغسطس (آب) بضغط من الاتحاد الأوروبي. وينتقل المهاجرون الآن عبر دبي أو تركيا، وفقاً للمهربين والمقيمين ووكالات السفر والقنصل الفخري لروسيا البيضاء في أربيل.
وقال المحلل العراقي أمين فرج، إنه في حين أن كردستان أكثر استقراراً، وتعدّ أكثر ازدهاراً من باقي أنحاء العراق، فإن الأزمة الاقتصادية المستمرة التي جعلت السلطات غير قادرة على دفع رواتب العاملين في القطاع العام ألقت ضغوطاً على الكثيرين من الأكراد العاديين.
وعلاوة على ذلك، يعيش سكان شيلادزي في منطقة جبلية بالقرب من الحدود التركية، حيث يمكن أن يكون الأمن هشاً. وشنّت تركيا ضربات جوية في شمال العراق ضد جماعة حزب العمال الكردستاني التي تتخذ الشمال قاعدة لها.
وقال هلكفت محمد، وهو من سكان شيلادزي «منطقتنا محاصرة، إنها في أيدي حزب العمال الكردستاني والأتراك. منطقتنا جميلة، لكننا خائفون ولا نطمئن للبقاء هنا». وأضاف، أن نجله البالغ من العمر 19 عاماً وصل إلى ألمانيا الشهر الماضي.
بلدة كردية... نقطة هروب إلى أوروبا عبر روسيا البيضاء
المئات من شباب شيلادزي تركوها في الفترة الأخيرة
بلدة كردية... نقطة هروب إلى أوروبا عبر روسيا البيضاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة