الإعصار «شاهين» يجتاح سلطنة عمان والسيول تخترق مناطق سكنية (فيديو)

الأمواج العالية تضرب الكورنيش في العاصمة العمانية مسقط (أ.ف.ب)
الأمواج العالية تضرب الكورنيش في العاصمة العمانية مسقط (أ.ف.ب)
TT

الإعصار «شاهين» يجتاح سلطنة عمان والسيول تخترق مناطق سكنية (فيديو)

الأمواج العالية تضرب الكورنيش في العاصمة العمانية مسقط (أ.ف.ب)
الأمواج العالية تضرب الكورنيش في العاصمة العمانية مسقط (أ.ف.ب)

شهدت سلطنة عمان أمطاراً شديدة الغزارة تتساقط في محافظة مسقط بسبب الإعصار «شاهين»، وأفاد مركز إدارة الحالات الطارئة العماني بأن سرعة الرياح تُقدر حول مركز الإعصار بـ64 عقدة أي 116 كلم في الساعة، وأن سرعة الرياح المصاحبة للإعصار غير مسبوقة، فيما يبعد مركز الإعصار 60 كلم شمال شرقي محافظة مسقط.
وتمت إعادة جدولة كل الرحلات من وإلى مطار مسقط بسبب الإعصار حتى إشعار آخر. ووجه المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة بضرورة إخلاء عدة مناطق في العاصمة مسقط ومحافظة الظاهرة، ومن شأن كميات الأمطار المتوقعة أن تؤدي إلى فيضانات خصوصاً عند التقائها مع أمواج البحر ونزول الأودية.
وأظهرت لقطات مصورة عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج والعالم العربي صباح اليوم (الأحد)، فيديوهات من مناطق سلطنة عمان المختلفة، حيث أظهر فيديو مشهداً مخيفاً لاجتياح السيول المناطق السكنية في وادي بوشر بمحافظة مسقط.
https://twitter.com/WeatherOman/status/1444526833152765957
من جهته، أفاد الدفاع المدني العُماني بأنه تمت الاستجابة لعدة بلاغات لأشخاص حاصرتهم الأمطار بمركباتهم في محافظة مسقط، وأنه تم إنقاذ عشرات الأشخاص خلال العملية، فيما أعلنت السلطات اليوم وغداً، إجازة رسمية للمصالح والمدارس.
وأدى الإعصار «شاهين» إلى قطع طرق رئيسية، بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية المصاحبة له، وقد أظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل السيول الجارفة التي اجتاحت الطرقات في ولاية مطرح العمانية.
وأصدرت هيئة الطيران المدني العُماني التحذير الرابع حول الحالة المدارية، وذكر التحذير الأخير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت تحرك إعصار «شاهين» نحو سواحل السلطنة المطلة على بحر عمان، مشيراً إلى أن مركز إعصار «شاهين» يبعد عن محافظة مسقط 80 كيلومتراً، وأن سرعة الرياح حول المركز تقدر بـ135 كلم بالساعة.
وفجر اليوم، أصدرت هيئة الطيران المدني في عُمان التحذير رقم 3 حول الإعصار المداري «شاهين» في بحر العرب، حسبما أفادت وكالة الأنباء العمانية على «تويتر».
وقالت الهيئة في بيان إن آخر صور الأقمار الصناعية وتحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة توضح تمركز الإعصار المداري «شاهين» حالياً على دائرة عرض 24.2 درجة شمالاً وخط طول 59.3 درجة شرقاً، ويستمر في حركته نحو سواحل السلطنة المطلة على بحر عمان.
https://twitter.com/WeatherOman/status/1444590397527834625
وأضافت أن مركز الإعصار المداري يبعد نحو 130 كم عن محافظة مسقط، وتقدر سرعة الرياح حول المركز بـ64 عقدة (116 كم/ساعة).
كذلك أوضحت الهيئة أنه من المحتمل أن يستمر الإعصار المداري في حركته باتجاه سواحل محافظة شمال الباطنة، على أن تبدأ التأثيرات المباشرة صباح الأحد وتكون مصحوبة برياح شديدة السرعة (40 إلى 60 عقدة) وأمطار رعدية غزيرة جداً (200 إلى 500 ملم) تؤدي إلى فيضان أودية محافظات شمال الباطنة وجنوبها ومسقط والظاهرة والبريمي والداخلية والمناطق الساحلية من محافظة جنوب الشرقية. وقالت إن محافظتي مسندم وشمال الشرقية قد تتأثران بأمطار متفاوتة الغزارة (30 إلى 80 ملم) ورياح متوسطة إلى نشطة (15 - 25 عقدة). وأكدت أن البحر سيكون شديد الهيجان على سواحل السلطنة الممتدة من محافظة جنوب الشرقية إلى محافظة مسندم. ويقدر ارتفاع الموج بـ8 - 12 متراً، مع احتمال امتداد مياه البحر إلى اليابسة في المناطق المنخفضة، ويكون متوسطاً إلى هائج الموج على بقية سواحل السلطنة (2 - 3 أمتار).
https://twitter.com/WeatherOman/status/1444593140476915713
إلى ذلك أهابت الهيئة بالجميع ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والابتعاد عن الأماكن المنخفضة، وعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة.
يُذكر أن 46 إعصاراً وصلت إلى السواحل العمانية خلال الـ130 سنة الماضية، وفي الفترة الممتدة من 2010 – 2019 أثّرت 5 أعاصير تأثيراً مباشراً على السواحل العمانية هي: أشوبا، ولبان، وميكونو، وهيكا، إضافةً إلى إعصار شابالا.
ووصلت 6 حالات لدرجة إعصار في بحر العرب، أعنفها كان إعصار «جونو» الذي وصل إلى الدرجة الخامسة، وكان من أكثر الأعاصير قوة، حيث بلغت الخسائر المسجلة جراء الإعصار نحو 4 مليارات دولار، كما تسبب في وفاة قرابة 100 شخص.
تلا إعصار «جونو» بثلاث سنوات، إعصار «فيت» الذي تسبب في خسائر مادية كبيرة أيضاً.


مقالات ذات صلة

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

آسيا سيدة تعبر ركاماً تسبب به الإعصار «غايمي» في قرية بالفلبين (أ.ف.ب)

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

أدّى الإعصار غايمي إلى إجلاء نحو 300 ألف شخص، وتعليق حركة وسائل النقل في شرق وجنوب الصين حيث تسبب في اضطرابات كبيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تعد مقاطعة غوانغدونغ الصينية موقعاً شهيراً لمزارع التماسيح (رويترز)

زحف التماسيح إلى المدن في شمال المكسيك بسبب الأمطار الغزيرة

زحف ما لا يقل عن 200 تمساح في شمال المكسيك إلى المناطق الحضرية، بعد الأمطار الغزيرة المرتبطة بإعصار «بريل» والعاصفة المدارية السابقة «ألبرتو».

«الشرق الأوسط» (مدينة مكسيكو)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

انخفاض أسعار النفط مع تراجع المخاوف من «بيريل»

تراجعت أسعار النفط في النصف الثاني من جلسة الثلاثاء بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في تكساس الأميركية عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

النفط يرتفع بعد تحول الإعصار «بيريل» إلى عاصفة مدارية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في ولاية تكساس عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ خطوط الكهرباء التي سقطت بسبب الإعصار «بيريل» تغلق طريقاً سريعة بالقرب من بالاسيوس بتكساس الاثنين 8 يوليو 2024 (أ.ب)

الإعصار «بيريل» يقطع التيار الكهربائي في ولاية تكساس الأميركية

اجتاح الإعصار «بيريل» مصحوبا برياح قوية وأمطار غزيرة ولاية تكساس مع توغله داخل اليابسة ما أدى إلى إغلاق موانئ نفطية وإلغاء مئات الرحلات الجوية وانقطاع الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
TT

تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)

في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، التي تبدأ في 14 أغسطس (آب) المقبل، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، انطلقت في جيبوتي، أمس (الأربعاء)، اجتماعات الفاعلين الدوليين والإقليميين لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان.

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، استمرار المملكة في جهودها لحل الأزمة السودانية، وترحيبها وانفتاحها على الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال الاجتماع التشاوري في جيبوتي (واس)

وأضاف، خلال الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، أنه «منذ بداية الأزمة، وانطلاقاً من الشراكة الوثيقة مع الولايات المتحدة الصديقة بدأت المحادثات بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) في (جدة 1)، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، ونتج عنها (إعلان جدة) -الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023م- للالتزام بحماية المدنيين وما نص عليه من بنود، واستُؤنفت (جدة 2) بمشاركة ممثل مشترك للاتحاد الأفريقي و(إيغاد)، أخذاً في الاعتبار تقدير المملكة مبدأ الحلول الأفريقية، وذلك بالإضافة إلى استمرار التعاون السعودي- الأميركي الوثيق في حثّ الطرفين على التوصل إلى حل للأزمة السودانية، يبدأ بوقف لإطلاق النار وإنهاء الصراع القائم في السودان».

وجدّد الخريجي حرص السعودية على عودة الأمن والاستقرار إلى السودان، وحثّ أطرافه على تغليب الحكمة وضبط النفس، وإبداء المرونة والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية.

الاجتماع التشاوري لحل الأزمة السودانية في جيبوتي (واس)

ويُعقد اجتماع ثانٍ، اليوم (الخميس)، في جيبوتي ولمدة يومين للشركاء الإقليميين والدوليين، للتخطيط حول تعزيز جهود إحلال السلام في السودان.

وكانت الولايات المتحدة دعت القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، وتضم كلاً من الإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، عن شكره لحكومة سويسرا لاستضافة هذه المحادثات، وللسعودية بصفتها مضيفاً مشاركاً، والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين؛ بهدف التوصل إلى وقف للعنف وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.

وقال: «بناءً على المحادثات السابقة في جدة بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) التي تمّت بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، تدعو أميركا الطرفين إلى المشاركة في حضور محادثات وقف إطلاق النار التي ستبدأ 14 أغسطس 2024 في سويسرا بوساطتها». وشدد على ضرورة إنهاء الصراع وإنقاذ الأرواح ووقف القتال وفتح مسارات التفاوض والحل السلمي في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى السودان (واس)

تحركات سعودية لوأد الأزمة

وكثّفت السعودية تحركاتها واجتماعاتها لحل الأزمة السودانية، على مختلف الأصعدة؛ إذ التقى نائب وزير الخارجية السعودي، على هامش الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، عديداً من ممثلي الدول الفاعلة في محاولة لوأد الأزمة السودانية.

والتقى نائب وزير الخارجية السعودي عبد الكريم الخريجي، كلاً من نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر محمد حنفي، وسفير وزارة الخارجية الصينية المكلف بالشرق الأوسط لو جيان، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي آنيت ويبر، والمبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي (واس)

وخلال اللقاءات التي جرت، كلٌّ على حدة، استُعرضت مستجدات الأوضاع في السودان، وبحث سبل التعاون الثنائي، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها.

إلى ذلك، رحّبت «تنسيقية القوى المدنية» (تقدم) باجتماعات الشركاء الدوليين والإقليميين، وقالت إنها تأمل في أن تخرج هذه الاجتماعات بنتائج إيجابية تنهي معاناة الشعب السوداني. وطالبت بأن تركز المحادثات على إلزام أطراف النزاع بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية وتأمينها وتوزيعها، وإلزام الطرفين بحماية المدنيين والوصول لوقف عاجل للعدائيات، والدفع بخيارات تفعيل الإطار القانوني الدولي في مجالات مسؤولية الحماية وآليات حماية المدنيين والممرات الآمنة في ظل الحرب.

ودعت «تقدم» الشركاء الدوليين والإقليميين إلى العمل على ضرورة عودة الطرفين عاجلاً إلى المفاوضات، والبناء على ما سبق الاتفاق عليه في منبر جدة، وضرورة توقيع اتفاق وقف النار بآليات مراقبة فاعلة وملزمة، وضرورة توحيد المنبر التفاوضي حتى يثمر سلاماً.

وجرت أخيراً في جنيف مناقشات أولية بين طرفي الحرب في السودان ومبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة، ركّزت على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

كما رحّب قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو بالدعوة الأميركية إلى إجراء المحادثات، مؤكداً المشاركة فيها.