انخفاض ضغط الدم بعد الأكل
> والدتي تعاني من انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وخاصةً وجبة الغداء، ما السبب وما تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. ومن الطبيعي أن يتغير ضغط الدم طوال النهار والليل بناءً على ما يفعله المرء. وانخفاض ضغط الدم بعد الأكل حالة شائعة نسبياً عند كبار السن. والأعراض الرئيسية لانخفاض ضغط الدم بعد الأكل هي الدوخة أو الدوار أو الإغماء بعد الأكل.
- وعادة ما يكون انخفاض ضغط الدم الانقباضي بعد تناول الطعام، سبب هذه الحالة. والرقم الانقباضي هو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم. وتكمن أهمية الأمر في أن ذلك يؤدي إلى الدوار والسقوط، والإصابات المحتملة جراء ذلك. والجيد في الأمر، أنه يمكن تشخيص انخفاض ضغط الدم بعد الأكل ومعالجته، غالباً ببعض التعديلات البسيطة في سلوكيات نمط الحياة.
ولاحظ أنه أثناء هضم الوجبة، تتطلب الأمعاء تدفق دم إضافي لتعمل بشكل صحيح. وفي العادة، يرتفع معدل ضربات القلب، وتنقبض الشرايين التي تدفع الدم إلى مناطق أخرى غير الأمعاء. ويدير الجهاز العصبي اللاإرادي هذه التغيرات.
ولكن عند اضطراب عمل الجهاز العصبي اللاإرادي، ونتيجة لزيادة طلب الأمعاء على الدم أثناء الهضم، سينخفض ضغط الدم بشكل مفاجئ، ولكن مؤقت. وفي بعض الحالات يكون السبب هو الامتصاص السريع للسكريات في وجبة الطعام، أو «تحلية» ما بعد الوجبة. وهذا ما يحدث اضطرابات في إفراز الأنسولين، وتبعات ذلك الارتفاع في إفرازه على ضبط ضغط الدم وعلى نسبة السكر في الدم.
وفي بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم من انخفاض كبير في ضغط الدم بعد تناول الطعام. وفي هذه الحالات، قد يكون السبب هو زيادة تأثير أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
وعند مراجعة الطبيب، قد يطلب إجراء فحص قياس ضغط الدم لـ24ساعة، لتظهر النتائج قياسات ضغط الدم بعد الوجبات. أو قد يطلب إجراء قياس ضغط الدم قبل الوجبة، وتكرار إجرائه كل ربع ساعة إلى ما بعد الوجبة لساعتين. وفي حوالي 70 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بعد الأكل، ينخفض ضغط الدم في غضون 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول الوجبة. وتشخيص الحالة يتطلب إثبات حصول انخفاض في ضغط الدم الانقباضي بما لا يقل عن 20 ملم زئبق في غضون ساعتين من تناول الوجبة. وعند ثبوت ذلك يجري الطبيب الفحوصات المتعددة لمعرفة السبب. وقد تتطلب المعالجة تعديل تناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، من ناحية وقت التناول وكمية الجرعة.
وقد يتطلب الأمر تقليل تناول السكريات أثناء أو بعد الوجبة. أو تقسيم الوجبات بحجم أصغر لعدد من الوجبات بدلاً من ثلاث وجبات رئيسية.
وفي بعض الحالات قد يساعد المشي بعد الوجبة أيضاً في مقاومة حصول انخفاض ضغط الدم. كما قد يساعد البعض شرب الماء قبل الوجبة أو تناول فنجان من القهوة أو مصدر آخر من الكافيين قبل الوجبة، لأن الكافيين يجعل الأوعية الدموية تنقبض.
وإذا لم تفلح هذه التدابير، هناك بعض الأدوية التي ثبتت فعاليتها لدى بعض الأشخاص في تقليل تدفق الدم إلى الأمعاء، ومنع حصول انخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات.
الانقطاع التام للطمث
>عمري 48 سنة، لدي اضطرابات في الدورة الشهرية، هل هي نتيجة بلوغ سن اليأس؟
- هذا ملخص أسئلتك. وبداية، علينا تذكر أربع نقاط، وهي: أولا - هناك بلوغ «طبيعي» للانقطاع التام للطمث، وآخر «غير طبيعي». وثانيا - البلوغ «الطبيعي» للانقطاع التام للطمث يمر بـ«مراحل». وثالثا - هناك إما بلوغ طبيعي للانقطاع التام للطمث: «سابق لأوانه»، أو «مبكر»، أو في «وقت متوقع». ورابعا - إضافة إلى التغيرات في شأن الحيض، فإن بلوغ الانقطاع التام للطمث مرتبط بعدد من الجوانب الصحية التي تتطلب الاهتمام من المرأة.
والمرأة تولد بكامل بويضاتها المخزنة في المبايض، ويتم مرة في كل شهر إطلاق بويضة واحدة مكتملة النمو (الإباضة). وينتج المبيضان هرموني الأستروجين والبروجسترون، اللذين يتحكمان في حيض الدورة الشهرية وفي عملية إطلاق البويضات. ويحصل البلوغ «الطبيعي» للانقطاع التام للطمث، أو سن اليأس، عندما تحصل ثلاثة أمور:
- توقف المبايض عن إطلاق بويضة كل شهر.
- توقف خروج نزيف الحيض.
- انخفاض إنتاج المبيضين لهرمون الأستروجين.
ويحصل البلوغ «غير الطبيعي» للانقطاع التام للطمث إما نتيجة استئصال المبيضين أو تعرضهما للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وبالتالي فشل عملهما.
وعند حصول الانقطاع التام للطمث قبل بلوغ عمر 40 سنة، فإنه يعتبر «سابق لأوانه». وحصوله ما بين 40 و45 سنة هو «مبكر». أما متوسط العمر الطبيعي للبلوغ «الطبيعي» لسن اليأس فهو 50 سنة.
وتفيد أوساط طب النساء والتوليد أن الانقطاع الطبيعي للطمث بشكل تام، يحصل ببطء ضمن مراحل ثلاث، وقد تكون متداخله، وهي:
- فترة ما قبل سن اليأس. وتتراوح ما بين 4 إلى 8 سنوات. وخلالها يحصل عدم انتظام الدورة الشهرية، واضطرابات في عمل المبايض لإفراز هرمون الأستروجين (ارتفاع أو انخفاض). وثمة طيف واسع من الأعراض المرافقة خلال هذه الفترة.
- فترة سن اليأس: ويحصل تحديداً عند توقف المبيضان عن إطلاق البويضة، وانقطاع حصول حيض الدورة الشهرية تماماً لمدة 12 شهراً متواصلة. ولذا تعتبر المرأة بلغت «سن اليأس» بعد مرور عام على آخر طمث للدورة الشهرية.
- فترة ما بعد بلوغ سن اليأس: وهي فترة مهمة من الناحية الطبية، لأن فيها ترتفع المخاطر الصحية نتيجة فقدان هرمون الأستروجين مع تقدم العمر، كأمراض القلب والأوعية الدموية، وهشاشة العظام، واضطرابات عمل المثانة، وغيرها. ولدى غالبية النساء تزول أعراض «بلوغ انقطاع الطمث» خلال ما بين 2 إلى 5 سنوات.
ولا توجد فحوصات يمكن من نتائجها تشخيص حصول الوصول إلى سن الانقطاع التام للطمث. بل، وفق ما تشير إليه مصادر طب النساء والتوليد، تكون العلامات والأعراض المرافقة، وفي الفترة العمرية المتوقعة، مؤشراً كافياً لأغلب النساء لتشخيص أنهن في أحد مراحل حصول انقطاع الطمث بشكل تام. ويكون تشخيص بلوغ سن اليأس بتوقف الطمث لمدة 12 شهراً متواصلة.
ولذا من الضروري مراجعة الطبيب للملاحظات التي ذكرتيها في تغيرات الدورة الشهرية من نواحي التكرار ومدة الحصول ومدى أنماط أوقات حصولها كما كان لديك في السابق. وبذلك يتم إجراء الفحوصات التي يمكن خلالها التأكد من عدم وجود أي حالات مرضية تسبب تلك الاضطرابات في الدورة الشهرية، غير البلوغ الطبيعي لسن الانقطاع التام للطمث.