الصين تسعى لتهدئة المخاوف من أزمة كهرباء

اعتمد عدد من المصانع والمحال الصينية على مولدات الكهرباء في ظل الأزمة الحالية (رويترز)
اعتمد عدد من المصانع والمحال الصينية على مولدات الكهرباء في ظل الأزمة الحالية (رويترز)
TT

الصين تسعى لتهدئة المخاوف من أزمة كهرباء

اعتمد عدد من المصانع والمحال الصينية على مولدات الكهرباء في ظل الأزمة الحالية (رويترز)
اعتمد عدد من المصانع والمحال الصينية على مولدات الكهرباء في ظل الأزمة الحالية (رويترز)

طالبت الصين شركات السكك الحديدية والسلطات المحلية بتدعيم عمليات نقل إمدادات الفحم الحيوية لمرافق الدولة، في الوقت الذي تعاني فيه مناطق حيوية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم من انقطاعات الكهرباء، وما أدى إليه ذلك من تعطل الإنتاج الصناعي.
وجاء هذا الأمر من لجنة التخطيط صاحبة النفوذ الواسع في الصين بعد تضافر نقص إمدادات الفحم وتشديد معايير الانبعاثات والطلب القوي من القطاع الصناعي ليرفع سعر الفحم الذي يعد أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في الصين.
ويأتي القلق المتزايد بين السكان من أزمة الكهرباء التي دخلت أسبوعها الثاني في وقت حثت فيه اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، المسؤولة عن التخطيط، المسؤولين عن التخطيط على المستوى المحلي وإدارات الطاقة وشركات السكك الحديدية على دعم أنشطة نقل الفحم لتلبية احتياجات المواطنين بغرض التدفئة في موسم الشتاء.
وكانت الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم قد استوردت 197.69 مليون طن من الفحم في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بانخفاض عشرة في المائة عن العام الماضي. غير أن الواردات في أغسطس (آب) زادت بأكثر من الثلث لنقص المعروض محلياً.
ورغم مساعي المسؤولين لطمأنة السكان، فقد بدأ تطبيق نظام التقنين خلال ساعات الذروة في مناطق كثيرة من شمال شرقي الصين منذ الأسبوع الماضي، وتحدثت تقارير إخبارية ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي عن انقطاع التيار في إشارات المرور وشبكات الاتصالات من الجيل الثالث في المنطقة. كما استمرت تداعيات الأزمة على الصناعات الثقيلة مثل إنتاج المعادن والصناعات التحويلية.
وألقت المخاوف بظلالها على ثقة نشاط قطاع التصنيع الصيني خلال الشهر الماضي. وتراجع مؤشر مديري مشتريات القطاع الذي يصدره مكتب الإحصاء الوطني الصيني إلى 49.6 نقطة خلال شهر سبتمبر (أيلول) مقابل 50.1 نقطة خلال أغسطس (آب) الماضي. وتشير قراءة المؤشر أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط الاقتصادي للقطاع، بينما تشير قراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط.
وجاء تراجع المؤشر على خلفية ضعف النشاط الاقتصادي في القطاعات كثيفة استهلاك الطاقة، بحسب مكتب الإحصاء. من ناحيتها قدمت مجلة كايشين الاقتصادية الصينية صورة أكثر تفاؤلاً للموقف من خلال مؤشرها لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين الذي نشرته الخميس. وسجل مؤشر كايشين لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين خلال سبتمبر 50 نقطة، وهو ما يزيد بنسبة طفيفة عن الشهر السابق.
ويأتي ذلك في ظل تزايد التقارير عن نقص إمدادات الطاقة للمصانع في العديد من أقاليم الصين خلال الأيام الأخيرة. واضطرت بعض المصانع إلى وقف العمل في حين انقطعت إمدادات الكهرباء عن المنازل. وحذر محللون اقتصاديون من تضرر الاقتصاد الصيني بسبب أزمة الطاقة.


مقالات ذات صلة

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».