«أسبوع الفيلم الألماني» يعود بعد غياب عام

يفتتح أولى حفلاته في «متحف سرسق» ببيروت

يبدأ «أسبوع الفيلم الألماني» في 23 سبتمبر وينتهي في 2 أكتوبر
يبدأ «أسبوع الفيلم الألماني» في 23 سبتمبر وينتهي في 2 أكتوبر
TT

«أسبوع الفيلم الألماني» يعود بعد غياب عام

يبدأ «أسبوع الفيلم الألماني» في 23 سبتمبر وينتهي في 2 أكتوبر
يبدأ «أسبوع الفيلم الألماني» في 23 سبتمبر وينتهي في 2 أكتوبر

تعود النشاطات الثقافية والفنية إلى الساحة اللبنانية رويداً رويداً بعد غياب قسري استمر نحو سنتين. ومن خلال معارض رسم ومهرجانات فنية، ولقاءات وندوات مختلفة، بدأت بيروت؛ كما مناطق أخرى، تتنفس الصعداء.
وبعد غياب نحو عام، أعلن «المعهد الألماني الثقافي (غوته)»، بالاشتراك مع «سينما متروبوليس»، عن عودة «أسبوع الفيلم الألماني». وفي نسخته السابعة؛ سيقدم 7 أفلام ألمانية حديثة لاقت ترحيباً دولياً. وتتنوع الأفلام بين كوميدية وأعمال عائلية وأخرى من نوع الأكشن والإثارة والأفلام الوثائقية.
ينطلق الحدث اليوم، مع فيلم «أوندين» الذي يعرض في «متحف سرسق» بالأشرفية. ويحكي هذا الفيلم، ومدته 90 دقيقة، عن المؤرّخة أوندين التي تعمل مرشدة متحف في برلين. تعرف كلّ شيء عن منتدى هومبولت ولديها موهبة لاختيار أزيائها الأنيقة، فهي جميلة وتتمتع بأسلوب خاص تشارك فيه زوار المتحف، وتخبرهم عن هذا المعلم العريق الذي يزين المدينة الألمانية. ورغم نجاحها المهني، فإنها تعيش قصة حب حزينة، فعيناها المسمرتان دائماً على فناء مقهى الـ«ستادتسميوزيوم» لا تتوقفان عن البحث عن يوهانّس. لكن الرجل يغادر ويتركها، وينهار عالمها. الفيلم من إخراج الألماني كريستيان بيتزولد الذي حصد أكثر من جائزة في «مهرجان برلين السينمائي» في عام 2020.
ومن الأفلام التي تنقل قصة حقيقية مستوحاة من الواقع «كورفبال»؛ الذي يستضيفه أيضاً «متحف سرسق» غداً، في اليوم الثاني من فعاليات «أسبوع الفيلم الألماني». ويحكي الفيلم؛ وهو من إخراج جوانس نابر، عن خبير الأسلحة البيولوجيّة الألماني أرندت وولف. فهو مهووس بفكرة أن صدّام حسين يخفي شيئاً، رغم تفتيشه العراق، بصفته عضواً في بعثة للأمم المتّحدة، للعثور على أسلحة دمار شامل من دون جدوى. لم يعد أحد حول وولف يبدي اهتماماً بالموضوع. تتغيّر الأمور فجأة عندما يدّعي طالب لجوء عراقي أنّه شارك في صناعة أسلحة بيولوجيّة. تستدعي الأجهزة الاستخباراتيّة الفيدراليّة الألمانيّة الدكتور وولف للتأكّد من حقيقة ادّعاءات المخبر، الذي أعطي الاسم المستعار «كورفبال».
وتشير منسقة النشاطات الثقافية في «المركز الثقافي الألماني»، فيسنا شمعون، إلى أنّ عملية اختيار الأفلام المعروضة هذه السنة، وكما في كل عام، جرت بالتعاون مع «سينما متروبوليس». وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «جميعها أفلام حديثة، وقد جددنا بعض خياراتنا من برنامج العام الماضي لتتماشى مع تطور الأعمال السينمائية الألمانية اليوم». وتضيف: «إن تأجيل الحدث في العام الماضي جاء على خلفية انتشار الوباء. ونحاول هذه السنة ضمن 7 أفلام ألمانية مختلفة إرضاء جميع الأذواق».
لا تقتصر عروض «أسبوع الفيلم الألماني» على مدينة بيروت فقط؛ بل تشمل مناطق أخرى، كبلدة بر الياس البقاعية، ومدينة صيدا الجنوبية. وتعلق شمعون في سياق حديثها: «إننا نحاول من خلال توزيع برنامجنا على مناطق مختلفة أن نلامس أكبر عدد من اللبنانيين أينما وُجدوا. ففي ظل وباء (كوفيد19) كان علينا اتباع رؤية جديدة توفر لأكبر عدد من اللبنانيين الاستفادة من هذا المهرجان، الذي يدخله رواده مجاناً».
ومن الأفلام التي ينتظر اللبنانيون عرضها بحماس «أوكونوميا» للمخرجة كارمن لوسمن. يعرض هذا الفيلم بمسرح «دوار الشمس» في بيروت ومدته 90 دقيقة. ويليه نقاش عنه يشارك فيه الخبير الاقتصادي والإعلامي جاد غصن. وهو فيلم وثائقي، يبحث في المنطق وراء الرأسماليّة والنظام المصرفي. ويعلق غصن في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتضمن النقاش بعد عرض الفيلم إسقاطات في الواقع الاقتصادي اللبناني. وسنلقي الضوء على كيفية تطبيق هذا النظام عندنا ولبننته، مع أنه يشكل مشهدية عالمية مشهورة عالمياً، ولكن ضمن قواعده الأساسية».
وعن مشاركته لأول مرة في مهرجان سينمائي يقول: «إنني من هواة مشاهدة الأفلام السينمائية؛ لا سيما الوثائقية منها، وهو مما دفع بي إلى المشاركة في (الأسبوع الألماني). كما أنّ النقاشات الاقتصادية حول الأوضاع في لبنان تأخذ منحىً مغايراً عن واقعها، فندخل في زواريب اقتصادية ترتبط بارتفاع الأسعار وفقدان المحروقات والدواء».
أما فيلم «فابيان» لدومينيك غراف فيرتكز على السيرة الذاتية الحزينة جدّاً لفابيان لايريك كاستنر، ويدور في مدينة برلين عام 1931، وأجواء السكن بين الإيجار والعالم السفلي، حيث بيوت الدعارة في استوديوهات فنّية. فتثار الدعوات إلى الاعتداء والاستغلال في الشوارع، ويحلم أخوان في زمن النازية بإنتاج «سينما بسيكولوجية». يعرض هذا الفيلم في 30 من الشهر الحالي في «سينما مونتاين» بـ«المركز الثقافي الفرنسي».
ويختم «أسبوع الفيلم الألماني» فعالياته في 1 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بعرض فيلم «أعنف حب (Miguel’s war)» ضمن عرض أول للمخرجة اللبنانية إليان الراهب في «سينما مونتاين» بـ«المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت.
ويحكي قصة حب يعيشها ميغل (37 عاماً)، الذي يعمل مترجماً للمؤتمرات... وبعد وقت يصبح على استعداد للعودة إلى بلده الأمّ ومواجهة ماضيه المؤلم والمضطرب في لبنان، ربّما يمكنه العثور أخيراً على بعض التوازن العاطفي والحبّ.
وفي 2 أكتوبر يُعرض «بعيد جداً» لسارة وينكستت. ويحكي قصة «علي»؛ وهو صبي في الثانية عشرة من عمره، موهوب في لعبة كرة القدم، يضطر إلى الانتقال من مركز سكنه ليلتقي طارق (11 سنة)؛ اللاجئ السوري الذي يخطف أضواء الشهرة منه.


مقالات ذات صلة

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».