تعود النشاطات الثقافية والفنية إلى الساحة اللبنانية رويداً رويداً بعد غياب قسري استمر نحو سنتين. ومن خلال معارض رسم ومهرجانات فنية، ولقاءات وندوات مختلفة، بدأت بيروت؛ كما مناطق أخرى، تتنفس الصعداء.
وبعد غياب نحو عام، أعلن «المعهد الألماني الثقافي (غوته)»، بالاشتراك مع «سينما متروبوليس»، عن عودة «أسبوع الفيلم الألماني». وفي نسخته السابعة؛ سيقدم 7 أفلام ألمانية حديثة لاقت ترحيباً دولياً. وتتنوع الأفلام بين كوميدية وأعمال عائلية وأخرى من نوع الأكشن والإثارة والأفلام الوثائقية.
ينطلق الحدث اليوم، مع فيلم «أوندين» الذي يعرض في «متحف سرسق» بالأشرفية. ويحكي هذا الفيلم، ومدته 90 دقيقة، عن المؤرّخة أوندين التي تعمل مرشدة متحف في برلين. تعرف كلّ شيء عن منتدى هومبولت ولديها موهبة لاختيار أزيائها الأنيقة، فهي جميلة وتتمتع بأسلوب خاص تشارك فيه زوار المتحف، وتخبرهم عن هذا المعلم العريق الذي يزين المدينة الألمانية. ورغم نجاحها المهني، فإنها تعيش قصة حب حزينة، فعيناها المسمرتان دائماً على فناء مقهى الـ«ستادتسميوزيوم» لا تتوقفان عن البحث عن يوهانّس. لكن الرجل يغادر ويتركها، وينهار عالمها. الفيلم من إخراج الألماني كريستيان بيتزولد الذي حصد أكثر من جائزة في «مهرجان برلين السينمائي» في عام 2020.
ومن الأفلام التي تنقل قصة حقيقية مستوحاة من الواقع «كورفبال»؛ الذي يستضيفه أيضاً «متحف سرسق» غداً، في اليوم الثاني من فعاليات «أسبوع الفيلم الألماني». ويحكي الفيلم؛ وهو من إخراج جوانس نابر، عن خبير الأسلحة البيولوجيّة الألماني أرندت وولف. فهو مهووس بفكرة أن صدّام حسين يخفي شيئاً، رغم تفتيشه العراق، بصفته عضواً في بعثة للأمم المتّحدة، للعثور على أسلحة دمار شامل من دون جدوى. لم يعد أحد حول وولف يبدي اهتماماً بالموضوع. تتغيّر الأمور فجأة عندما يدّعي طالب لجوء عراقي أنّه شارك في صناعة أسلحة بيولوجيّة. تستدعي الأجهزة الاستخباراتيّة الفيدراليّة الألمانيّة الدكتور وولف للتأكّد من حقيقة ادّعاءات المخبر، الذي أعطي الاسم المستعار «كورفبال».
وتشير منسقة النشاطات الثقافية في «المركز الثقافي الألماني»، فيسنا شمعون، إلى أنّ عملية اختيار الأفلام المعروضة هذه السنة، وكما في كل عام، جرت بالتعاون مع «سينما متروبوليس». وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «جميعها أفلام حديثة، وقد جددنا بعض خياراتنا من برنامج العام الماضي لتتماشى مع تطور الأعمال السينمائية الألمانية اليوم». وتضيف: «إن تأجيل الحدث في العام الماضي جاء على خلفية انتشار الوباء. ونحاول هذه السنة ضمن 7 أفلام ألمانية مختلفة إرضاء جميع الأذواق».
لا تقتصر عروض «أسبوع الفيلم الألماني» على مدينة بيروت فقط؛ بل تشمل مناطق أخرى، كبلدة بر الياس البقاعية، ومدينة صيدا الجنوبية. وتعلق شمعون في سياق حديثها: «إننا نحاول من خلال توزيع برنامجنا على مناطق مختلفة أن نلامس أكبر عدد من اللبنانيين أينما وُجدوا. ففي ظل وباء (كوفيد19) كان علينا اتباع رؤية جديدة توفر لأكبر عدد من اللبنانيين الاستفادة من هذا المهرجان، الذي يدخله رواده مجاناً».
ومن الأفلام التي ينتظر اللبنانيون عرضها بحماس «أوكونوميا» للمخرجة كارمن لوسمن. يعرض هذا الفيلم بمسرح «دوار الشمس» في بيروت ومدته 90 دقيقة. ويليه نقاش عنه يشارك فيه الخبير الاقتصادي والإعلامي جاد غصن. وهو فيلم وثائقي، يبحث في المنطق وراء الرأسماليّة والنظام المصرفي. ويعلق غصن في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتضمن النقاش بعد عرض الفيلم إسقاطات في الواقع الاقتصادي اللبناني. وسنلقي الضوء على كيفية تطبيق هذا النظام عندنا ولبننته، مع أنه يشكل مشهدية عالمية مشهورة عالمياً، ولكن ضمن قواعده الأساسية».
وعن مشاركته لأول مرة في مهرجان سينمائي يقول: «إنني من هواة مشاهدة الأفلام السينمائية؛ لا سيما الوثائقية منها، وهو مما دفع بي إلى المشاركة في (الأسبوع الألماني). كما أنّ النقاشات الاقتصادية حول الأوضاع في لبنان تأخذ منحىً مغايراً عن واقعها، فندخل في زواريب اقتصادية ترتبط بارتفاع الأسعار وفقدان المحروقات والدواء».
أما فيلم «فابيان» لدومينيك غراف فيرتكز على السيرة الذاتية الحزينة جدّاً لفابيان لايريك كاستنر، ويدور في مدينة برلين عام 1931، وأجواء السكن بين الإيجار والعالم السفلي، حيث بيوت الدعارة في استوديوهات فنّية. فتثار الدعوات إلى الاعتداء والاستغلال في الشوارع، ويحلم أخوان في زمن النازية بإنتاج «سينما بسيكولوجية». يعرض هذا الفيلم في 30 من الشهر الحالي في «سينما مونتاين» بـ«المركز الثقافي الفرنسي».
ويختم «أسبوع الفيلم الألماني» فعالياته في 1 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بعرض فيلم «أعنف حب (Miguel’s war)» ضمن عرض أول للمخرجة اللبنانية إليان الراهب في «سينما مونتاين» بـ«المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت.
ويحكي قصة حب يعيشها ميغل (37 عاماً)، الذي يعمل مترجماً للمؤتمرات... وبعد وقت يصبح على استعداد للعودة إلى بلده الأمّ ومواجهة ماضيه المؤلم والمضطرب في لبنان، ربّما يمكنه العثور أخيراً على بعض التوازن العاطفي والحبّ.
وفي 2 أكتوبر يُعرض «بعيد جداً» لسارة وينكستت. ويحكي قصة «علي»؛ وهو صبي في الثانية عشرة من عمره، موهوب في لعبة كرة القدم، يضطر إلى الانتقال من مركز سكنه ليلتقي طارق (11 سنة)؛ اللاجئ السوري الذي يخطف أضواء الشهرة منه.
«أسبوع الفيلم الألماني» يعود بعد غياب عام
يفتتح أولى حفلاته في «متحف سرسق» ببيروت
«أسبوع الفيلم الألماني» يعود بعد غياب عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة