«الوضع مستقر»... مفارقات كوميدية بنكهة مصرية

المسلسل المقتبس من عمل أسترالي مكون من 6 حلقات

لقطة من مسلسل «الوضع مستقر»
لقطة من مسلسل «الوضع مستقر»
TT

«الوضع مستقر»... مفارقات كوميدية بنكهة مصرية

لقطة من مسلسل «الوضع مستقر»
لقطة من مسلسل «الوضع مستقر»

حقق مسلسل «الوضع مستقر»، تفاعلاً لافتاً بين الجمهور عقب عرضه عبر شبكة «OSN» أخيراً، إذ عده بطلاه شادي ألفونس وخالد منصور «نقلة جديدة في عالم الدراما العربية»، حسب وصفهما.
مسلسل «الوضع مستقر» هو النسخة العربية للمسلسل الأسترالي «No Activity»، ويقدم بطولته شادي ألفونس، وخالد منصور، وسيد رجب، وانتصار، ومحمد جمعة، وشيماء سيف، وإنجي كيوان، والمعالجة الدرامية لمحمود عزت، ومن إخراج وائل فرج.
تدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي حول فريق مراقبة من شخصين يحاولان تأمين النقطة 27، ويتلقيان التعليمات من فريق المتابعة، في الوقت الذي يحاول تجار مخدرات إتمام الصفقة وتسليم البضاعة من خلال حفر نفق، فتحدث خلافات كوميدية بين فريق المراقبة وتجار المخدرات وفريق المتابعة لتسير الأمور عكس المتوقع، ويبقى كل شيء على وشك الانهيار.
يرجع الفنان ألفونس موافقته السريعة إلى جودة المعالجة المصرية، مؤكداً أنها تتفوق على النسختين الأسترالية والأميركية.
وعن التغيرات التي طرأت على النسخة المصرية، يقول ألفونس لـ«الشرق الأوسط»، «هناك تغيرات جذرية طرأت على السيناريو والقصة الأصلية، لتناسب ذائقة المشاهد العربي، فمثلاً أضفنا الصبغة المصرية على كافة أحداث القصة، بما فيها زيادة خفة الظل بشكل مقبول يتقبله المشاهد، ولا يمل منه، عكس النسختين الأجنبيتين، كما غيرنا في أماكن التصوير الخاصة بموقع المراقبة الخاص بالسيدات، وأيضاً أماكن تصوير مشاهد العصابة».
ولفت ألفونس إلى أن «حالتي المرح والكوميديا سيطرتا على أجواء تصوير مسلسل (الوضع مستقر)، الذي يضم نخبة من كبار فناني مصر والوطن العربي في الكوميديا، لكن أكثر ما أحزنني هو عدم اشتراكي مع الفنانة المصرية انتصار في أي مشهد، فكل مشاهدها كانت مع الفنانة إنجي كيوان، ولم نلتق سوياً خلال تصوير المسلسل».
فيما اعتبر البطل الثاني للمسلسل خالد منصور، مشاركة الفنان سيد رجب في المسلسل «إضافة قوية له وسبباً رئيساً في نجاحه»، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «التمثيل مع فنان كبير بحجم سيد رجب، إضافة مهمة في مشوار كل من يقف أمامه».
وكشف منصور أن تصوير معظم مشاهدهما داخل عربة كان مرهقاً للغاية وصعباً، خصوصاً أنهما يجسدان فردي حراسة يستقلان عربة من أجل المراقبة، موضحاً أن «وجدوهما الدائم في الحلقات الست داخل العربة كان أمراً صعباً جداً، عكس باقي أبطال المسلسل، فالفنانة انتصار وإنجي كيوان كانتا تصوران مشاهدهما داخل غرفة كبيرة، حتى أفراد العصابة مثل سيد رجب ومحمد جمعة وأحمد سلطان كانوا يصورون في مكان مفتوح».
وأشاد منصور بفكرة المسلسل المكونة من 6 حلقات، لا تزيد مدة كل منها عن 30 دقيقة، قائلاً: «فورمات مسلسل (الوضع مستقر) نقلة جديدة في الدراما المصرية والعربية، فهو لم يعد بحاجة إلى مشاهدة حلقة مدتها 50 دقيقة، لمدة 30 يوماً، لكنه يستطيع مشاهدة جميع الحلقات دفعة واحدة ومن دون إعلانات عبر المنصات الرقمية».
ورغم تقديم أكثر من موسم للنسخة الأجنبية، فإنه لم يُتفق حتى الآن على تقديم موسم ثانٍ من النسخة العربية، وفق منصور الذي يقول إن «الموسم الثاني لم يتحدد بعد، لكن علينا أن نفتخر بما قدمناه، خصوصاً بعد تصدر المسلسل طيلة الأيام الماضية المركز الأول على كافة محتويات الشبكة في منطقة الوطن العربي».
وعن أحدث أعماله الفنية، قال خالد منصور: «انتهيت أخيراً من تصوير حلقاتي في برنامج (الشيفرة)، وهو برنامج للمقالب الكوميدية التي يقع فيها الفنانون، بالإضافة إلى تقديمي الأداء الصوتي لبرنامج بعنوان (يالا نتعشى) الذي يعد أيضاً من إنتاج (OSN)، وهو عبارة عن مسابقة في الطهي».
بينما كشف شادي ألفونس عن انتهائه من تصوير فيلم يدور حول المصارعة، وسيعرض في مهرجان البحر الأحمر الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».