هل يتجمد النمو الصيني في الربع الثالث؟

يتوقع خبير اقتصادي بارز تراجع النمو الصيني نحو الصفر خلال الربع الثالث (رويترز)
يتوقع خبير اقتصادي بارز تراجع النمو الصيني نحو الصفر خلال الربع الثالث (رويترز)
TT

هل يتجمد النمو الصيني في الربع الثالث؟

يتوقع خبير اقتصادي بارز تراجع النمو الصيني نحو الصفر خلال الربع الثالث (رويترز)
يتوقع خبير اقتصادي بارز تراجع النمو الصيني نحو الصفر خلال الربع الثالث (رويترز)

وسط تطورات اقتصادية غير طبيعية، يتوقع خبير اقتصادي بارز تراجع النمو الاقتصادي في الصين خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى مستويات تقترب من الصفر، مقارنةً بالأشهر الماضية، وذلك في ظل تشديد الحكومة الصينية قيود مكافحة انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وتوقع كريستوف بارو، كبير الاقتصاديين لدى مؤسسة «ماركت سيكيوريتيز»، انخفاض نمو الناتج المحلي للاقتصاد الصيني على مدار العام بأقل من 8%. وقال: «أرى أن الاقتصاد الصيني سيشهد تباطؤاً بشكل حاد خلال الربع الثالث، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تدابير مكافحة الفيروس، فضلاً عن القيود المفروضة على الممتلكات».
وكان بارو، الخبير الاقتصادي، صاحب أعلى تصنيف في توقعات وكالة «بلومبرغ» للاقتصاد الصيني العام الماضي. وتعد توقعات بارو بشأن نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 0.3% خلال الفترة من يوليو (تموز) حتى سبتمبر (أيلول) مقارنةً بالأشهر الثلاثة السابقة، هي أقل من متوسط التقدير البالغ 1.1% والذي توصل إليه استطلاع أجرته «بلومبرغ» مع خبراء اقتصاد. كما توقع بارو تراجع نمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي، مقارنةً بمتوسط نمو بنحو 8.4% تتوقعه مؤسسة «ماركت سيكيوريتيز».
وتأتي توقعات بارو بعدما أظهرت البيانات الشهرية تراجع نمو الاقتصاد الصيني بشكل حاد خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، وذلك بسبب تراجع مبيعات قطاعي التجزئة والعقارات.
وفرضت الصين قيوداً جديدة أكثر صرامة على السفر وذلك في محاولة للتصدي للطفرة «دلتا» المتحورة من فيروس «كورونا»، والتي ظهرت في البلاد في أواخر يوليو الماضي.
ومن المقرر أن تصدر الصين بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وخلال الربع الثاني من العام الحالي، ارتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الصيني بنسبة 7.9% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2020، ومقارنةً بنسبة 1.3% عن الربع الأول من العام الحالي.
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة التجارة الصينية ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة قيد الاستخدام الفعلي في البر الرئيسي الصيني، بنسبة 22.3% على أساس سنوي، لتسجل 758.05 مليار يوان (113.87 مليار دولار)، وذلك خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 2021، حسبما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأضافت الوزارة أن حجم الاستثمارات الأجنبية في صناعة الخدمات سجل 599.33 مليار يوان خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس الماضيين، بزيادة 25.8% على أساس سنوي، بينما ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية في الخدمات فائقة التكنولوجيا بنسبة 35.2%.
كما واصلت الاستثمارات المعنية من دول مبادرة «الحزام والطريق» توسعها بنسبة 37.6%، وارتفعت نسبة الاستثمارات من رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) بنسبة 36.8%، على الترتيب.
ونقلت «شينخوا» عن شو جيويه تينغ، المتحدثة باسم وزارة التجارة، القول إن شركات الاستثمار الأجنبية «لعبت دوراً مميزاً ومهماً في نمط التنمية الجديد الصيني، حيث جلبت من خلال استثمارها في الصين، التكنولوجيا، والخبرات الإدارية، وشبكة تسويق عالمية».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».