حظر جزئي شمال شرقي سوريا لمواجهة ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»

عودة التلاميذ إلى مدارسهم في القامشلي وسط تدابير صحية

جانب من عودة التلاميذ إلى مدارس القامشلي (الشرق الأوسط)
جانب من عودة التلاميذ إلى مدارس القامشلي (الشرق الأوسط)
TT

حظر جزئي شمال شرقي سوريا لمواجهة ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»

جانب من عودة التلاميذ إلى مدارس القامشلي (الشرق الأوسط)
جانب من عودة التلاميذ إلى مدارس القامشلي (الشرق الأوسط)

عاد التلاميذ إلى مقاعدهم المدرسية في مناطق شمال شرقي سوريا، وسط مخاوف من انتشار الموجة الرابعة لفيروس كورونا، فيما فرضت الإدارة الذاتية حظراً جزئياً في مناطق نفوذها يدخل حيز التنفيذ غدا الجمعة، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من استئناف الحياة الطبيعية ورفع الإغلاقات الجزئية والكلية.
وافتتحت المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة ورياض الأطفال في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية أبوابها أول من أمس الثلاثاء، بعد عطلة دامت ثلاثة أشهر. وتأتي العودة المدرسية في وقت لا تزال فيه إصابات «كوفيد-19» في ارتفاع رغم وتيرة حملات التطعيم. وسعت هيئة التربية والتعليم بالإدارة الذاتية إلى طمأنة التلاميذ وأوليائهم، معلنة عن اعتماد بروتوكول صحي صارم يمنع تفشي العدوى.
وتقول كوثر دوكو، الرئيسة المشاركة لهيئة التربية والتعليم لدى الإدارة، إنهم بصدد تطبيق حزمة إجراءات وقيود صحية احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا بين الطلاب في المدارس. وأوضحت: «من بين الإجراءات في حال لاحظنا ارتفاع الإصابات، سنقوم بتقليل عدد ساعات الدوام، وتخفيف عدد التلاميذ ضمن القاعة الصفية، وقياس درجات الحرارة للجميع قبل دخول الفصول الدراسية».
وأضافت دوكو أن انتشار جائحة «كورونا» أثّر سلباً على التعليم خلال العام الماضي ودورة العام الحالي، واستبعدت فرض إغلاق على المدارس خلال الفترة القادمة، قائلة: «نرجح عدم فرض الحظر على الدوام المدرسي، وفي حال ارتفعت الإصابات سنتخذ التدابير والإجراءات المناسبة وقتها».
في السياق ذاته، أعلنت هيئة الصحة بالإدارة الذاتية عن حظر جزئي ضمن مناطق نفوذها بغية تقييد حركة المدنيين والموظفين بهدف الحد من انتشار «كورونا». ونشر الحساب الرسمي للإدارة أمس بياناً منع كافة أنواع التجمعات التي تشمل إقامة الأفراح، ونصب خيم العزاء، وتنظيم المؤتمرات، وعقد الاجتماعات الكُبرى. وطالب البيان الموظّفين بمؤسسات الإدارة والعاملين بالقطاع العام بضرورة التقيّد بارتداء الكمامات أثناء ساعات الدوام واعتبارها جزءاً من حياتهم اليومية، إلى جانب التقيّد بالتباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر، لحين انتهاء جائحة كورونا من المنطقة بشكل كامل.
ويأتي هذا القرار بعد رفع الحظر الكلي والجزئي شهر منذ مايو (أيار) الماضي، عن مناطق الإدارة بعد انخفاض نسبة الإصابات بالفيروس لتعاود ارتفاعها منذ بداية الشهر الحالي. وقال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة، لـ«الشرق الأوسط» إن النتائج الأولية: «أظهرت تصاعداً ملحوظاً بحصيلة الوباء، الأمر الذي دفع الإدارة لطلب عقد اجتماع لخلية الأزمة وفرض بعض القيود، وسنقوم بمراقبة الخط البياني اليومي للإصابات».
وسجلت الإدارة الذاتية إصابة 171 حالة إيجابية بفيروس «كورونا» ووفاة أربع حالات، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 23456 إصابة إيجابية، مؤكدة بينها 816 وفاة وتماثل 2028 حالة للشفاء.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السورية تسجيلها أمس سبع وفيات و157 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 29805 إصابات مؤكدة، منها 2090 وفاة و22837 حالة شفاء.
وكان نبوغ العوا، المستشار بالفريق الحكومي للتصدي لفيروس «كورونا»، قد أوضح أن سوريا تسجل إصابات يومية بالمتحور «دلتا»، لافتا إلى أن البلاد ستشهد حالة تصاعدية ولم تصل إلى الذروة بعد. وقال في تصريحات لوسائل إعلام إن «متحور دلتا سريع الانتشار، ويصيب الشباب وتكون إصابته في كثير من الأحيان سريعة وقاتلة، لا سيما لمن يهمل العلاج»، منوهاً إلى أن متحوراً جديداً «مو» ينتشر عالمياً بشكل سريع، «لكنه لم يصل إلى سوريا بعد، واللقاح مهم جداً في هذه المرحلة، ويحد من شدة الأعراض، لكن يبقى الالتزام بالإجراءات الوقائية هو الحل الأكثر نفعاً».
فيما ذكرت «منظمة الدفاع المدني» الناشطة في مناطق المعارضة السورية شمال غربي سوريا، وفاة 16 شخصا بفيروس كورونا، ونقل أكثر من 37 حالة إصابة معظمها من النساء إلى مراكز العزل. وحذرت المنظمة من ارتفاع مؤشر الخطورة إثر تسارع انتشار المتحور الجديد «دلتا»، ووصول القدرة الاستيعابية للمستشفيات إلى حدها الأقصى.
وسجل «فريق استجابة سوريا» و«شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة» المعارضة إصابة 1500 بفيروس «كورونا» في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، لترتفع الحصيلة المسجلة إلى 53181 إصابة إيجابية، بينها 847 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.