اللبنانيون يتهافتون على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية

زادت أعمال الشركات التي تؤمن الخدمة بنسبة 100 %

يتهافت اللبنانيون بشكل كبير على تركيب نظام الطاقة الشمسية
يتهافت اللبنانيون بشكل كبير على تركيب نظام الطاقة الشمسية
TT

اللبنانيون يتهافتون على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية

يتهافت اللبنانيون بشكل كبير على تركيب نظام الطاقة الشمسية
يتهافت اللبنانيون بشكل كبير على تركيب نظام الطاقة الشمسية

هي ظاهرة بدأت تنتشر منذ نحو شهر في لبنان، ألا وهي تركيب نظام الطاقة الشمسية لتأمين التيار الكهربائي. ففي ظل انقطاع الكهرباء في لبنان وعدم توفر مادة الفيول لمعامل توليدها، يعيش معظم اللبنانيين وفي مختلف المناطق عتمة قاتلة. هذه المشكلة دفعت بالمواطنين إلى البحث عن حل. فوجدوه عند الشركات التي تقدم خدمة الطاقة الشمسية البديلة. فهذه الأنظمة توفر لمستخدمها نحو 65 في المائة من مصروف الكهرباء اليومي للمنزل. وهو ما يعادل نحو 16 ساعة يوميا، يستطيع خلالها المستخدم التمتع بالكهرباء. وتستمد هذه الألواح (بانيلز) التي يتم تركيبها عادة على أسطح البيوت والعمارات طاقتها الكهربائية من أشعة الشمس مباشرة. وتكون مرتبطة ارتباطا مباشرا بعدد من البطاريات الخاصة التي تخزن الطاقة بدورها، ليتم استخدامها بعد مغيب الشمس. وبذلك يجري تخزين الكهرباء بنسبة الثلثين للمنزل والثلث الآخر للبطاريات. وهذه الأخيرة هي مخصصة لاسكتمال دورة توليد الكهرباء، ولا صلة لها بتلك التي تستعمل للسيارات. أما قوة كل واحدة منها فتبلغ 200 أمبير ويبلغ سعرها 340 دولاراً.
وإذا ما حلقت اليوم فوق مدينة بيروت ومناطق لبنانية أخرى كجبيل وصور وإهدن وطرابلس وصور وغيرها، فإنك ستلاحظ وجوداً كثيفاً لهذه الأنظمة على الأسطح.
فورشات العمل منتشرة بشكل لافت، وبحسب المهندس جهاد عبيد الذي يعمل في هذا المجال، فإن تهافت اللبنانيين على هذه الخدمة يفوق جميع التقديرات، بحيث زادت أعمال الشركات التي تؤمنها بنسبة مائة في المائة. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شهدنا منذ نحو 10 سنوات تقريبا تهافت اللبنانيين على تأمين مصدر للطاقة الكهربائية تمثل في استخدام أجهزة الـ«يو بي إس». أما اليوم فالأمر اختلف تماما وتتوجه شريحة من اللبنانيين إلى نظام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لأن ساعات التقنين زادت عن نسبتها المعتادة».
ويشير المهندس عبيد إلى أن تقاعس الدولة اللبنانية تجاه مواطنيها وعدم توفيرها لهم وسائل بديلة لتوليد الطاقة، أسهم في لجوئهم إلى حلول فردية. ويوضح في سياق حديثه: «لقد تلقى لبنان في فترة سابقة مبلغ 500 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لتأمين الطاقة البديلة. إلا أن المبلغ ذهب مع الريح كغيره من الهبات المقدمة للبنان. اليوم يحاول اللبناني تأمين الطاقة البديلة مهما كلفه الأمر. ومع هذه الأنظمة يستطيع تجاوز الأزمة رغم أن معدل تكلفة تأمين 10 أمبير تبلغ نحو 5 ألاف دولار».
ولكن من هم اللبنانيون الذين يستطيعون تأمين هذه المبالغ في ظل أزمة اقتصادية حادة يعيشونها، وخصوصا أن الشركات تطالبهم بدفع المبلغ بالعملة الصعبة.
يرد المهندس جهاد: «هم اللبنانيون الذين سحبوا قسماً من أموالهم من المصارف في بداية الأزمة، واحتفظوا فيها في بيوتهم لوقت الحاجة. وكذلك الأشخاص الذين لديهم أبناء أو أقرباء في الخارج يستطيعون مساعدتهم».
وتقول جاكلين عبد الله من بلدة إهدن لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتردد ولا للحظة في القيام بهذه الخطوة رغم تكلفتها المرتفعة. خاطرت مع أن بلدة إهدن يلفها الضباب في كثير من أيام الصيف. ولكن النتيجة كانت رائعة ونصحت كثيرين من أصدقائي باتباعها في ظل التقنين للتيار القاسي الذي نعيشه. نشعر جميعا في المنزل براحة كبيرة، فقد ارتحنا من اشتراكات المولدات، ومن الظلمة المفروضة علينا».
في السنوات الماضية تهافت اللبنانيون على تركيب نظام الطاقة الشمسية الخاص بتسخين المياه. وحاليا هناك الآلاف من اللبنانيين الذين يتمتعون بهذه الخدمة في المدن والجبال معا. ولكن هل لنظام تسخين المياه علاقة بتوليد الطاقة؟ يوضح الخبير في مجال تركيب هذه الأنظمة منذ أكثر من ثلاثين عاما وليد المواس لـ«الشرق الأوسط»: «لا علاقة بتاتا لنظام تسخين المياه بالطاقة الخاصة بتوليد الكهرباء. فالأولى تعمل بواسطة أشعة الشمس من دون بطاريات. فتمتص أنابيب المياه الحرارة بواسطة نظام الطاقة هذا. أما في النظام الثاني فإن العملية تختلف تماما لأنه يتم تخزين الطاقة بواسطة البطاريات لاستخدامها عند المساء». ويؤكد وليد المواس أن مستخدم طاقة توليد الكهرباء يستطيع أن يتحكم في مصروفه عند غياب الشمس، من خلال التخفيف من استعمال الطاقة الكهربائية المؤمنة عنده. وهو بالتالي يستطيع تقييم مصروفه وتعديله حسب الطقس السائد في منطقته. ولكن معدل تأمين الكهرباء في فصل الشتاء ينخفض إلى النصف أحيانا. وهو ما يمكن أن يستكشفه المستخدم من لوحة خاصة تثبت في منزله وتحدد هذا المصروف والطاقة المخزنة عنده. أما في أيام الصيف فيستطيع المستخدم التمتع بنحو 8 ساعات من الكهرباء بعد غياب الشمس. ومن يرغب في تأمين ساعات أطول للطاقة فما عليه سوى زيادة عدد اللوحات التي تمتص أشعة الشمس وهذا يقابله تكلفة مرتفعة». أما قوة الـ10 أمبير فمن شأنها أن تضيء المنزل، وتشغل الثلاجة وماكينة الغسيل أو مكيف غرفة واحدة، وذلك خلال النهار.
ويقول سليم صاحب عمارة في الأشرفية لـ«الشرق الأوسط»: «أتلقى يوميا عروضاً من شركات تؤمن هذه الخدمة، ولكني لم أتشجع لأنها تولد الكثير من المشاكل بين سكان العمارة الواحدة. فهذه اللوحات تحتل مساحة كبيرة لتثبيتها وهو ما يحصر عدد المستفيدين إلى اثنين أو ثلاثة من سكان العمارة الواحدة. وكوني صاحب العمارة أصدرت قرارا يمنع تركيب هذا النظام، تفاديا لأي مشاكل بين السكان في المستقبل».
ويوضح المهندس جهاد عبيد في هذا الصدد: «لا شك أن الموضوع يمكن أن يولد حساسيات. فسطح البناية هو من الأقسام المشتركة ما يعني أن جميع سكانها مخولون الاستفادة منه. فمن الضروري أن يجري استئذان بقية السكان للقيام بهذا المشروع. ونشهد اليوم مشكلات كثيرة في هذا الصدد، بسبب خروج البعض عن هذا البروتوكول. أما في الأرياف فالمساحات أوسع، والأهم هو أن يتم تركيب هذه الأنظمة بعيدا عن إمكانية تعرضها إلى الظل».


مقالات ذات صلة

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)

ستارمر يدفع من الرياض بالاستثمارات إلى المدن والمناطق في المملكة المتحدة

يُجري رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، محادثات رسمية في السعودية، اليوم، تتعلق بتوسيع الشراكات القائمة بين البلدين خصوصاً التجارية عبر زيادة الاستثمار.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» على خزان نفط في مستودع وقود تابع للشركة في مارديك - فرنسا (رويترز)

«توتال» تستحوذ على «في إس بي» الألمانية لتطوير الطاقة المتجددة مقابل 1.65 مليار دولار

وافقت شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» على شراء مجموعة «في إس بي» VSB الألمانية لتطوير الطاقة المتجددة مقابل 1.57 مليار يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)

«أرامكو» و«توتال» و«السعودية لإعادة التدوير» تقيّم تطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية

أعلنت «أرامكو» و«توتال» و«السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير» توقيع اتفاقية مشتركة لتقييم تطوير محتمل لمعمل وقود طيران مستدام في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي (واس)

وزراء سعوديون: المملكة تواصل دفع الجهود نحو استدامة البيئة والاقتصاد

أكد وزراء سعوديون أن المملكة تحقق تقدماً ملحوظاً في مجالات التحول نحو الطاقة المتجددة، في وقت يواجه فيه العالم تحديات بيئية كبيرة، مثل التصحر وتدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».