بدأت السلطات المصرية تنفيذ مشروع درء الخطورة عن ناووس منطقة تل الربع الأثرية بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) وذلك لعدم استقرار واتزان حالته الإنشائية.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، أن «الوضع الحالي للناووس آمن ومستقر»، مشيراً إلى أنه «يجري حالياً تركيب الهيكل المعدني الخاص بالمعاينة وأعمال تنظيف الشقوق والشروخ، تمهيداً لأعمال الحقن، بالإضافة إلى التجهيز لتركيب الشدات المعدنية لضمان ثبات واتزان المبنى أثناء أعمال الترميم».
ويعاني الناووس الأثري النادر من بعض المشكلات الإنشائية الناتجة عن طبيعة التربة الطينية الحاملة له، التي تتأثر بالمحتوى المائي الناتج من مياه الأمطار والمياه الجوفية بجانب عوامل التغيرات البيئية والهزات الأرضية على مر العصور»، بحسب الدكتور مصطفى عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم.
ويرجع تاريخ إنشاء الناووس إلى عصر الملك أحمس الثاني (أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين) وكان يستخدم لوضع تمثال للمعبود «شو» بمنطقة تل الربع بالدقهلية.
وشهدت نهاية العام الماضي مصرع حارس أمن بتل الربع، بعد انهيار التربة غير الثابتة عليه بالمنطقة الأثرية.
ووفق الباحث الأثري أحمد عامر، فإن تل «الربع» كانت تمثل عاصمة الإقليم السادس عشر، وكانت مقراً لحكم الأسرة التاسعة والعشرين، ثم أصبحت (جدت)، وكانت مقراً لعباده الإله (آمون رع)»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «(جدت) ظهرت في قائمة الأقاليم المسجلة على المقصورة البيضاء في الكرنك والخاصة بالملك سنوسرت الأول».
ومن الشواهد الأثرية الباقية بالمنطقة حتى الآن، بقايا معبد بناه الملك (أحمس الثاني)، حيث تم الكشف عن ودائع الأساس الخاصة به، ولم يتبق من هذا المعبد سوى ناووس يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار تقريباً، وعلى قاعدة من الحجر تبلغ الارتفاع نفسه تقريباً.
ويؤكد عامر أن هذه المنطقة ارتبطت بالآلهة التي مثلت كرمز للمقاطعة وهي الإلهة السمكة «غات محيت» وقد وصفت «غات محيت» ضمن النصوص بأنها سيدة الأسماك، كما مثلت بهيئة سيدة تحمل فوق رأسها رمزها وهو هيئة السمكة «غات محيت»، ثم أصبح الإله الكبش الذي أطلقت عليه النصوص المصرية القديمة اسم «بانب جد» إله المدينة الرئيسي ثم ارتبطت بالإله «حربوقراط».
وبحسب عامر فإن الاكتشافات الأثرية بالمنطقة بينت مدى ثرائها ونشاطها قديماً، حيث تم العثور على الأواني الفخارية المختلفة الأحجام والأشكال ومتعددة الأغراض، وكذا المسارج الفخارية والعملات البرونزية والفضية «البطلمية والرومانية».
وفي محافظة الدقهلية أيضاً، تمكنت بعثة أثرية مصرية من الكشف عن 110 مقابر يرجع تاريخها إلى 3 مراحل حضارية مختلفة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، هي: حضارة مصر السفلى والمعروفة باسم «بوتو»، وحضارة نقادة 3، وعصر الانتقال الثاني المعروف بفترة الهكسوس، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري بمنطقة كوم الخلجان في محافظة الدقهلية، وهو ما عدّه الدكتور السيد الطحاوي رئيس منطقة آثار الدقهلية بـ«الأمر النادر» لأنه لأول مرة يتم اكتشاف آثار من 5 عصور مختلفة بمنطقة واحدة.
وتقع منطقة «كوم الخلجان» الأثرية بمركز تمي الأمديد أيضاً، حيث بدأ أول أعمال حفر أثري بها عام 1995 عن طريق البعثة الأثرية الأميركية، التي كانت تعمل في منطقة منديس «قرية تل الربع».
وتعد محافظة الدقهلية من المحافظات المهمة جداً في التاريخ المصري القديم، حيث كانت منطقة تل الربع هي عاصمة مصر خلال عصر الأسرة الـ29 وتضم ناووساً من الحجر الجيري يعد الأكبر في محافظات الدلتا، بحسب الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار، الذي أضاف في تصريحات صحافية أن المواقع الأثرية المهمة بالمحافظة تؤرخ لمصر في فترة ما قبل وبداية الأسرات، وتغطي فترات مختلفة من التاريخ المصري من بينها تل سمارة وتل الفرخة وغزالة.
مصر لإنقاذ «ناووس تل الربع» الأثري بالدلتا
يعود إلى عصر الملك أحمس الثاني
مصر لإنقاذ «ناووس تل الربع» الأثري بالدلتا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة