«جدة التاريخية»... قلب «عروس البحر الأحمر» النابض ومزارها العريق

TT

«جدة التاريخية»... قلب «عروس البحر الأحمر» النابض ومزارها العريق

تستعد منطقة «جدة التاريخية» لاستعادة حيويتها عبر مشروع تنموي يهدف إلى تطويرها بهدف المحافظة على العمق التاريخي العريق للمنطقة القديمة، وتحويلها إلى مركز جاذب للمشاريع الثقافية والأعمال وتحسين المجال المعيشي بها.
وتعد «جدة التاريخية» أحد أهم المواقع الأثرية في السعودية، ومن المواقع المسجلة في قائمة «اليونيسكو» حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عصور ما قبل الإسلام، حيث كان الصيادون يستقرون بها بعد رحلاتهم، حتى شهدت نقطة التحول الكبرى عندما أسس بها الخليفة عثمان بن عفان ميناء لمكة المكرمة في عام 647 م.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد أطلق أول من أمس (الاثنين) مشروعاً تنموياً يهدف لإعادة بناء بنيتها التحتية وتطويرها، وتهيئتها بشكل أفضل لاستقبال السياح وإعادة إحياء تلك الأزقّة التي كانت شاهدة على حراك ثقافي واقتصادي شكّل المدينة التي يعرفها العالم الآن.
وكانت جدة القديمة محدودة بسور تم بناؤه بهدف حماية المدينة وكان مزوداً بالقلاع والأبراج الدفاعية ويحوي بداخله 4 أحياء هي: المظلوم، واليمن، والشام، والبحر، بالإضافة إلى حي الكرنتينة والذي كان مدخلاً للحجاج القادمين عن طريق البحر.
وبدأت مدينة جدة بالتوسع بشكل كبير بفضل الميناء الذي كان مورداً اقتصادياً مهماً لسكان المنطقة، ولكونها الأقرب لمكة المكرمة حيث كان الحجاج القادمون عبر السفن يستقرون بها قبل الذهاب لمكة المكرمة، مما شكّل بيئة خصبة للتجارة وخلق أسواق عديدة في قلب المدينة.
وزادت المدينة في التوسع مع مرور الأعوام وبقي سورها شاهداً على حقبة تاريخية تعكس الإرث الطويل لجدة، حتى أصبحت تلك الأحياء الصغيرة داخل السور تُعرف باسم «جدة التاريخية» أو «البلد» محلياً.
وبقيت حتى الآن مزاراً لسكان مدينة جدة والسياح القادمين لها ليشــهدوا بأعينهم على مقتطفات من بدايات تلك المدينة التي أصبحت الآن إحدى أهم المدن في السعودية.
وتحتوي المنطقة على أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجداً تاريخياً، و5 أسواق تاريخية رئيسية، إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة، مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقاً رئيسياً للحجاج، والتي سيُعيد المشروع بناءها لتحكي لزوار جدة التاريخية القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام.
ولم يكن هذا المشروع هو الوحيد في تاريخها إبان فترة الحكم السعودي، حيث استفادت جدة القديمة بعدد المشاريع التنموية التي أسهمت في تطويرها لشكلها الحالي.
وحسب تقرير أصدرته أمانة جدة يوضح المشاريع التي أُقيمت في المنطقة التاريخية كان أولها تأسيس بلدية جدة القديمة عام 1977 بهدف تنظيمها وإعداد مخطط تفصيلي لها وتصنيف مبانيها التراثية ونسيجها العمراني التاريخي.
كما رُممت مبانيها ورُصفت شوارعها وأُعيد بناء بوابات أسوارها عام 1983، إضافة إلى تأسيس إدارة حماية جدة التاريخية التي كانت تهتم بحماية المباني التراثية ومنع التعديات عليها.
وشكّل مشروع الملك عبد العزيز للمحافظة على جدة التاريخية عام 2005م، واعتماد سياسات التعامل مع المباني التراثية، وتأسيس إدارة التطوير العمراني، نواة الانطلاقة لمرحلة تطويرية كبرى شهدتها المدينة القديمة بعد ذلك.


مقالات ذات صلة

السعودية تحقق هدف 2030 بإدراج 8 مواقع في لائحة «اليونسكو»

الخليج قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

السعودية تحقق هدف 2030 بإدراج 8 مواقع في لائحة «اليونسكو»

نجحت السعودية في إدراج ثامن موقع تراثي بالمملكة على قائمة «اليونسكو»، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية (جنوب منطقة الرياض)، أمس، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث.

جبير الأنصاري (الرياض)
الاقتصاد جانب من مراسم توقيع العقد (الشرق الأوسط)

«الدرعية» السعودية تبرم عقداً بملياري دولار لبناء 4 فنادق ومركز للفروسية

وقعت مجموعة «الدرعية» السعودية، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، الأربعاء، عقد بناء مع شركتي «أورباكون» و«البواني القابضة»، بلغت قيمته 8 مليارات ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البرنامج يقدم تجربة استثنائية لزوّار صيف السعودية (واس)

السعودية تعزز سياحتها الساحلية ببرنامج تدريبي على متن الكروز الأوروبي

أطلقت وزارة السياحة السعودية برنامج تدريب نوعياً على متن الكروز الأوروبي بالتعاون مع الهيئة السعودية للبحر الأحمر؛ لتعزيز جودة خدمات السياحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة قصور تاريخية تحتفظ بإرث عمره نحو قرنين (واس) play-circle 01:26

قصور أبو سراح في عسير... ما شهد الإغلاق تحوَّل مقصداً لعشاق التاريخ

هذا الموقع التاريخي كان مغلقاً قبل 4 سنوات فقط، لكنه عاد إلى الحياة من جديد ليصبح اليوم وُجهة سياحية واعدة يقصدها نحو 3 آلاف زائر يومياً.

عمر البدوي (أبها)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.