الجاسر: التعافي الفوري من الجائحة أولوية قصوى

رئيس البنك الإسلامي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» توسيع الشراكات لبناء القدرة على الصمود وحشد الموارد

اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية انتهت أخيراً في العاصمة الأوزبكستانية طشقند
اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية انتهت أخيراً في العاصمة الأوزبكستانية طشقند
TT
20

الجاسر: التعافي الفوري من الجائحة أولوية قصوى

اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية انتهت أخيراً في العاصمة الأوزبكستانية طشقند
اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية انتهت أخيراً في العاصمة الأوزبكستانية طشقند

قال الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، إن أولوية البنك خلال الفترة المقبلة ستكون التعافي الفوري من جائحة «كورونا»، والسعي الحثيث لإعادة الأوضاع الاقتصادية في الدول الأعضاء (57 دولة) إلى حالتها الطبيعية.
وكشف الجاسر الذي تقلد رئاسة البنك قبل أسابيع قليلة، في حوار موسع مع «الشرق الأوسط»، أن 21 بلداً من الدول الأعضاء مصنفة ضمن البلدان الأقل نمواً في العالم، وهو ما يجعل محاربة الفقر تمثل تحدياً رئيسياً وأولوية قصوى في خطط البنك، على حد تعبيره.
وعلى الرغم من أن كثيراً من دول العالم أنجز الكثير لمواجهة جائحة كورونا منذ نشوبها، فإن الطريق طويل من أجل استعادة الحياة الطبيعية، كما يرى الدكتور الجاسر الذي يرى وجوب تحصين الدول ضد مثل هذه الصدمات مستقبلاً، عن طريق التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية كافة.
وتحدث رئيس البنك الإسلامي أيضاً في الحوار عن الطرق التي استخدمها البنك في الاستجابة والتصدي لجائحة كورونا، والخطط المستقبلية لدعم الدول الأعضاء ومشاريعها التنموية، إلى جانب الدروس المستفادة من الجائحة، وضرورة تضافر الجهود العالمية للخروج من الأزمات بأقل الأضرار.. وإلى نص الحوار:
> بداية، كيف ترون أهمية عقد مجموعة البنك الإسلامي للتنمية لاجتماعاتها السنوية في طشقند، بحضور وزراء مالية واقتصاد ومحافظي البنوك المركزية في 57 دولة عضواً؟
- الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي استضافتها مدينة طشقند، عاصمة جمهورية أوزبكستان، الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، لها كثير من الدلالات المهمة، ليس للبنك وحده، بل لمجتمع التنمية الدولي بأسره. فهذه الاجتماعات هي الأولى من نوعها التي يتم تنظيمها حضورياً على مستوى مؤسسات التمويل التنموي متعددة الأطراف بعد جائحة كورونا. وكما تعلمون، ظلت كل هذه المؤسسات خلال الجائحة تعقد اجتماعاتها السنوية عن بعد عبر الوسائط الإلكترونية، في سياق الإجراءات الوقائية المتبعة.
ومن خلال اجتماعاته السنوية في أوزبكستان، يفتح البنك الإسلامي للتنمية الباب لمؤسسات التمويل التنموي الدولية للعودة للحياة الطبيعية بعد الجائحة بإذن الله، مع الأخذ بالإجراءات الصحية والوقائية المتعارف عليها كافة، ويكرس البنك كل ما يملك من خبرات إدارية وتنظيمية وفنية وشبكة علاقات وشراكات متنوعة لإنجاح هذه الاجتماعات، لتصبح نموذجاً يحتذى به.
إن حرص البنك على عقد الاجتماعات حضورياً نابع من الأهمية القصوى التي يوليها للتواصل المباشر مع الدول الأعضاء لتلمس احتياجاتها من كثب، وللاطلاع على اهتماماتها وأولوياتها، لتكون هي محور خطط البنك وبرامجه المستقبلية. كما أن البنك يغتنم دائماً فرصة هذه الاجتماعات لينهل من معين الآراء التي يقدمها له محافظو مجموعة البنك في هذه المناسبات.
> من واقع خبرتكم، كيف يمكن التعامل مع التحديات الراهنة التي أفرزتها جائحة كورونا على اقتصادات الدول الأعضاء، وتجاوزها بأقل الخسائر بناء على ما ترونه من آفاق الاقتصاد العالمي وتأثره بالجائحة؟
- لا شك أن الجائحة أفرزت ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة في جميع أنحاء العالم، ومن أهم الدروس المستفادة من الجائحة تعزيز القناعة بضرورة تضافر الجهود العالمية للخروج من الأزمات بأقل الأضرار، وبوسائل جديدة مبتكرة تدعم القدرة على الصمود، لا سيما في الدول النامية عامة، وفي الدول الأقل نمواً على وجه الخصوص. وقد أثبتت هذه الأزمة أن مثل هذه الجوائح حين تقع يتضرر منها الجميع دون استثناء.
ومنذ نشوب الجائحة، أنجز العالم الكثير من أجل مواجهتها، ولا يزال الطريق طويلاً من أجل استعادة الحياة الطبيعية، بل وتحصينها ضد مثل هذه الصدمات مستقبلاً، عن طريق التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية كافة.
وقد بادر البنك منذ بداية الجائحة بوضع خطة متكاملة، بمبلغ أولي قدره 2.3 مليار دولار أميركي، تستهدف بناء القدرة على الصمود في البلدان الأعضاء عن طريق 3 محاور: المحور الأول، الاستجابة الفورية للاحتياجات المستعجلة للدول الأعضاء، عن طريق عمليات تبادل الخبرات والمعارف فيما بين بلدان الجنوب، وكذلك فيما بين بلدان الجنوب وبلدان الشمال، وتم التركيز على تعزيز أنظمة الصحة من أجل تقديم الرعاية للمصابين، وبناء القدرات في مجال تصنيع أجهزة الاختبارات وإنتاج اللقاحات، وبناء القدرات للتأهب لمواجهة الجائحة. أما المحور الثاني، فتمثل باستعادة النشاط الاقتصادي، عن طريق دعم الأنشطة المتوسطة الأجل، وتمويل التجارة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وركز المحور الثالث على الانطلاق من جديد، عن طريق وضع خطط طويلة الأجل تساعد على بناء اقتصادات على أسس متينة، لتكون قادرة على الصمود، وحفز الاستثمار الخاص لدعم التعافي الاقتصادي. وقد تم توسيع البرنامج، ليصبح المبلغ 4.5 مليار دولار، للمساهمة في مساعدة الدول الأعضاء في شراء وتصنيع اللقاحات.
ويعمل البنك كذلك على توسيع قاعدة شراكاته من أجل بناء القدرة على الصمود، وحشد الموارد عن طريق شبكة الإنمائيين والشركاء غير التقليديين، على غرار المؤسسات المانحة، والقطاع الخاص، والمستثمرين الاجتماعيين، وهذا سيساهم في دعم البلدان الأعضاء للاستجابة بفاعلية وكفاءة للتحديات المطروحة. وعلى سبيل المثال، تم حشد 10 مليارات دولار من قبل مجموعة التنسيق والصناديق العربية في الشهور الأولى من انتشار الجائحة.
ويظل البنك يدعو في كل المنابر لتحقيق استجابة دولية منسقة متضافرة من شأنها أن تقضي على هذه الجائحة. كما ظل البنك يحث الدول الأعضاء على تكثيف التعاون فيما بينها، وتعزيز التكامل في أنشطتها الاقتصادية والتجارية، ومشاركة تجاربها الإنمائية، والعمل على النطاق الداخلي على تعزيز الحوكمة، وتحقيق الشفافية من أجل تحقيق مناخ يساعد على سرعة التعافي والنهوض من جديد.
> هل تعتقدون أن الانتعاش الاقتصادي لفترة ما بعد كورونا سيأخذ وقتاً؟
- لا شك أن عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها، ومن ثم تحقيق الانتعاش على مستوى العالم يتوقف إلى حد كبير على جانبين: الأول هو مآلات الجائحة، والقدرة على احتوائها؛ والثاني مدى التضامن العالمي من أجل إزالة الأضرار التي خلفتها على مستوى آليات العمل والإنتاج، والعمل على بناء اقتصادات تتسم بالمرونة والقدرة على الصمود.
ولعل الدول الأكثر تضرراً هي الدول الأقل نمواً، حيث حدثت مستويات متباينة من التأثير السلبي على قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد عليها اقتصادات الدول الفقيرة، ويتبع ذلك التأثير السلبي على القطاع الصحي الذي تضرر بشدة في بعض الدول، وكذلك قطاع التعليم، حيث لا تستطيع تلك الدول توفير البدائل التي تضمن لها استمرار العملية التعليمية بشكل منتظم.
ومن أجل ذلك، تركز مجموعة البنك كل جهودها عن طريق برنامجها الاستراتيجي للتأهب والاستجابة لجائحة كورونا، لضمان عودة تلك الدول لحياتها الاقتصادية العادية، بل ومساعدتها لتحقيق المرونة المطلوبة لمواجهة مثل هذه الظروف الصعبة والتصدي لها مستقبلاً.
ولذلك، فإن الانتعاش الاقتصادي العالمي لن يتحقق في وقت واحد، ولا بالمستوى نفسه في الدول المختلفة. ولكن من الجيد أن نرى هناك عزيمة قوية على مستوى جميع دول العالم للخروج من الأزمة بأقل الأضرار، والاستفادة من تجربتها الصعبة في العمل على بناء مستقبل أكثر مرونة واستقراراً.
> إذن، كيف يساعد البنك الإسلامي للتنمية الدول الأعضاء، لا سيما منخفضة الدخل، في عملية العودة التدريجية لاقتصاداتها، وما المطلوب من هذه الدول للمساهمة في هذه العودة؟
- مساهمة البنك ستكون بتعزيز التواصل بينه وبين تلك الدول. وبما أني توليت مؤخراً زمام قيادة مجموعة البنك، فإن من أبرز الجوانب التي سأركز عليها اهتمامي السعي الحثيث، بالتعاون مع شركاء البنك التنمويين، لإعادة الأوضاع الاقتصادية في دولنا الأعضاء إلى حالتها الطبيعية. وفي هذا الصدد، وفي أول يوم عمل لي بالبنك، خاطبت الموظفين حول آفاق المرحلة المقبلة، وأكدت لهم أنه لا توجد أولوية لنا أكبر من التعافي الفوري من جائحة كورونا، وشددت على أن تحقيق ذلك يحتاج منا للعمل على مواجهة كثير من التحديات غير المسبوقة التي تتطلب من مجموعة البنك أن تكون أكثر قوة واستجابة للتحديات الماثلة، خاصة تلك المترتبة على الجائحة. وقد تمت معالجة كثير من هذه التحديات في برنامج المجموعة الاستراتيجي للتأهب والاستجابة، وستكون الأولوية لتطوير هذه الاستراتيجية بشكل أكبر، وتنفيذها لتؤتي أكلها.
أما بالنسبة للمطلوب من الدول الأعضاء لدعم هذا التوجه، فهو بلا شك تعزيز التعاون والشراكة فيما بينها، فالتحديات العالمية الحالية لا يمكن لدولة أن تواجهها بمفردها. لكن دولنا الأعضاء تزخر بالموارد البشرية والطبيعية، وهو ما يؤهلها لتحقيق النهضة المطلوبة، والتغلب على التحديات، لا سيما إذا ما استطاعت الإفادة القصوى من تلك الموارد، وتسخيرها لتحقيق النمو والازدهار لشعوبها، وعملت على تعزيز التعاون والتكامل فيما بينها.
> ما التحديات التنموية التي تواجه الدول الأعضاء، وما خططكم لمواجهتها خلال السنوات المقبلة؟
- التحديات التي تواجه دولنا الأعضاء كثيرة، وأزمة كورونا جاءت لتزيد من حجم تلك التحديات، وتستحث الجهود لمواجهتها. فمن بين دوله الأعضاء الـ57، يضم البنك 21 بلداً مصنفاً ضمن البلدان الأقل نمواً في العالم. لذلك، فإن محاربة الفقر تمثل تحدياً رئيسياً، وأولوية قصوى في خطط البنك. وتعاني كثير من الدول الأعضاء من ضعف قدراتها التنافسية في المجال التجاري، وعجز في موازينها التجارية، وضعف قطاعاتها الإنتاجية والخدمية، مما أدى إلى ارتفاع نسب البطالة.
وأود التأكيد على أنني وزملائي في مجموعة البنك نقوم حالياً بصياغة رؤية متكاملة تستهدف مجابهة تلك التحديات خلال السنوات الخمس المقبلة، وستتم صياغة هذه الرؤية من خلال البناء على النجاحات السابقة لمجموعة البنك، ودراسة الواقع الحالي، والتنبؤ بالمستقبل من أجل الخروج ببرنامج متكامل يعمل على تحقيق أهداف البنك بفاعلية، من حيث التكلفة وسرعة الإنجاز. وسيكون هذا الاجتماع فرصة مناسبة للاستماع للدول الأعضاء لمعرفة أولوياتها واهتماماتها، وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية، وبحث أفضل السبل للعمل على ضمان استدامة البنك، وتطوير قدراته للاستجابة للتحديات بشكل أفضل، والمساهمة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة بشكل أكثر فاعلية.
> بحسب تجربتكم الشخصية، كيف تنظرون لدور الشباب في مستقبل تنمية اقتصادات الدول الأعضاء، خاصة في مجالات الابتكار وخلق فرص العمل؟
- حسب إحصاءات منظمة التعاون الإسلامي، فإن الشباب في الدول الأعضاء يمثلون 27 في المائة من حجم شريحة الشباب في العالم. وبحلول عام 2050، يتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 35 في المائة. وهذه النسبة العالية من الشباب تمثل طاقات بشرية هائلة يمكنها أن تغطي الفجوة التنموية التي تعيشها هذه الدول، إذا أحسنا تأهيل هؤلاء الشباب وتوجيههم الوجهات التي تخدم قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم.
وبما أن الشباب هم أساس التنمية ووقودها، يخصص البنك نسبة كبيرة من موارده للتعليم والتأهيل وبناء القدرات، كما يدعم البنك كثيراً من برامج التمكين الاقتصادي للشباب من الجنسين، ويدعم بشكل خاص برامج ريادة الأعمال للشباب، وله شراكات مع كثير من المصارف في الدول الأعضاء يتم من خلالها تقديم التمويل الأصغر الذي يساعد في دمج الشباب في عمليات الإنتاج، مما يدعم النمو الاقتصادي، ويعالج كثيراً من التحديات التي تواجه الشباب، مثل الفقر والبطالة ونقص أو انعدام التمويل، فضلاً عن ضعف عمليات التدريب والتأهيل التي تساعد الشباب على تطوير أعمالهم.
وستهتم استراتيجيتنا الجديدة بزيادة التركيز على القضايا المتعلقة بالشباب حتى يكون البنك من أبرز المبادرين لدعم هذه الفئة الاجتماعية المهمة، في سياق تسخير الطاقات البشرية الضخمة للدول الأعضاء، وتوجيهها نحو البناء والتنمية.
> هل تتوقعون زيادة في تمويل المشاريع للدول الأعضاء من قبل البنك في الفترة المقبلة؟
- لا شك أن حجم التمويل سيكون محكوماً بعدد من العوامل، على رأسها البرنامج الاستراتيجي للتأهب والاستجابة للجائحة، ومحفظة البنك مع الدول الأعضاء، والبرامج والأولويات التنموية لتلك الدول، إلى جانب برنامج البنك للشراكة الاستراتيجية مع الدول الأعضاء الذي تتم صياغته عبر دراسات دقيقة مع الدول الأعضاء، يتم فيها تحديد الأولويات التنموية. وبناء على ذلك، يتم وضع خطة تمويلية بين مجموعة البنك والدولة العضو المعنية.
إن أولويتنا القصوى، كما ذكرت، هي التصدي للجائحة، وهدفنا استعادة الأوضاع الاقتصادية لما كانت عليه، ومن ثم الانطلاق بخطوات أسرع لتعويض ما فات من وقت وجهد واستثمارات خلال العامين الماضيين.
> شخصياً، ما نظرتكم المستقبلية لزيادة دور البنك، وهو واحد من أكبر بنوك التنمية في العالم، على المستويات الإقليمية والدولية؟
- إذا عدنا لاستراتيجية البنك حتى عام 2020، نجد أنها استهدفت أن يصبح البنك الإسلامي للتنمية بنكاً إنمائياً عالمي الطراز إسلامي المبادئ، وأن يكون قد ساهم كثيراً في تغيير وجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في العالم الإسلامي. وقد استطاع البنك أن يحقق قدراً كبيراً من هذه الرؤية في المرحلة الماضية، فقد صار أكثر اندماجاً في مجتمع التنمية، وله شراكات واسعة مع كثير من المؤسسات والمنظمات ذات الأهداف المماثلة. كما زادت قدرته على حشد الموارد، ونقل الخبرات والتجارب المحلية والعالمية، وتسخيرها لقضايا التنمية في دوله الأعضاء.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، واصل البنك جهوده في تعزيز الشراكة مع جميع الأطراف الفاعلة في مجال التنمية، وبالتالي أصبح أقرب إلى أصحاب المصلحة، وأكثر فاعلية في المشاركة في قيادة العمل التنموي الجماعي، محققاً في هذا الشأن نصيباً كبيراً من النجاح.
وفي المرحلة المقبلة، سيواصل البنك انفتاحه وتعاونه مع الجميع، إيماناً منه بأن الشراكة الإيجابية ستحقق أضعاف ما يمكن أن يحققه البنك منفرداً من نتائج، وذلك خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدول الأعضاء.


مقالات ذات صلة

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية: الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والطاقة المتجددة والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات، مع دعمها بالاستثمارات في البنية التحتية.

وتتضمن الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً و30 مبادرة، وتهدف إلى رفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في عام 2031، وزيادة مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة، مع تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي في الناتج المحلي الإجمالي لتتجاوز 8 في المائة.

وتشمل القطاعات الفرعية المستهدفة الصناعات التصديرية، الأغذية والتقنيات الزراعية، والمستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، وإدارة الأصول، والتخزين والخدمات اللوجيستية، وإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري والهيدروجين، إضافة إلى معالجة البيانات والخدمات التقنية المتقدمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي... أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست المقبلة؛ الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة».

وأضاف: «ستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجيستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات... الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً».

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، استعرض المجلس نتائج الشراكات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 87 في المائة خلال خمس سنوات، إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار).

كما أقرَّ المجلس 28 اتفاقية دولية، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ولوجيستية لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم.

ووافق المجلس على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7 في المائة إلى 19.4 في المائة. كما أطلق برنامج التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع تقديم حوافز لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإماراتية على المستوى العالمي.

وأقرَّ المجلس سياسة وطنية لمكافحة المخاطر الصحية لضمان الجاهزية لأي طارئ صحي، واعتمد اللائحة التنفيذية للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء في الدولة بنسبة 30 في المائة خلال العام الماضي. كما تم تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي، حيث زادت مخصصات الدعم بنسبة 29 في المائة، مع ارتفاع عدد المستفيدين بنسبة 37 في المائة، وتوظيف أكثر من 3200 مستفيد في سوق العمل.

وأقرَّ المجلس في اجتماعه الأخير نظام العمل عن بعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية، وأصدر تشريعات عدة تشمل حماية الأصناف النباتية الجديدة، ومكافحة الغش التجاري والصحة النفسية. كما وافق على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير، برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ لتعزيز الابتكار والشراكات البحثية بين القطاعين الحكومي والخاص.

استضافة مؤتمرات عالمية

ووافقت الحكومة على استضافة مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماعات مجموعة عمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجموعة «بريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بدول مجلس التعاون الخليجي.