دراسة: السجائر الإلكترونية تسبب تجلط الدم

رجل يدخن سيجارة إلكترونية في كندا (أرشيفية - رويترز)
رجل يدخن سيجارة إلكترونية في كندا (أرشيفية - رويترز)
TT
20

دراسة: السجائر الإلكترونية تسبب تجلط الدم

رجل يدخن سيجارة إلكترونية في كندا (أرشيفية - رويترز)
رجل يدخن سيجارة إلكترونية في كندا (أرشيفية - رويترز)

أكدت دراسة علمية حديثة أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين يمكن أن تسبب تجلط الدم وتدهور قدرة الأوعية الدموية الصغيرة على التمدد والتوسع، فضلاً عن ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد أشار الباحثون إلى أن هذه المشكلات الصحية مشابهة لتلك التي يسببها تدخين السجائر التقليدية، مؤكدين أن الاستخدام طويل الأمد للسجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
أجريت الدراسة بواسطة باحثين في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، وشملت 22 مدخناً شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً.
وطلب الباحثون من كل مشارك أخذ 30 نفخة من سيجارة إلكترونية تحتوي على النيكوتين، وبعد ذلك بأسبوع، طلب منهم أخذ 30 نفخة من سيجارة إلكترونية لا تحتوي على النيكوتين.
وفي المرتين، قام الباحثون بقياس معدل ضربات القلب وضغط الدم لدى المتطوعين وجمعوا عينة من دمائهم قبل استخدام السجائر الإلكترونية، ثم بعد 15 دقيقة من الاستخدام ومرة ​​أخرى بعد 60 دقيقة.
كما أجرى الباحثون اختبارات على الأوعية الدموية الدقيقة في الجسم، لقياس تأثير السجائر على الدورة الدموية قبل تدخين المتطوعين للسجائر الإلكترونية وبعدها بـ30 دقيقة. وتستخدم هذه الاختبارات الليزر للتوصل إلى مدى قدرة الأوعية الدموية في الجلد على التمدد، وبالتالي تنظيم إمداد الدم في جميع أنحاء الجسم.
ووجد الباحثون أن استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين كان مرتبطاً بزيادة بنسبة 23 في المائة في تجلط الدم بعد 15 دقيقة من التدخين عادت إلى مستوياتها الطبيعية بعد 60 دقيقة.
وكانت هناك أيضاً زيادات في معدلات ضربات قلب المتطوعين (من متوسط ​​66 نبضة في الدقيقة إلى متوسط ​​73 نبضة في الدقيقة) وضغط الدم (من متوسط ​​108 ملم زئبقي إلى متوسط ​​117 ملم زئبقي).
كما وجد الباحثون أن الأوعية الدموية للمتطوعين أصبحت أضيق مؤقتاً بعد استخدامهم السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين.
ومن جهة أخرى، لم تُلاحظ أياً من هذه التأثيرات السلبية بعد استخدام المتطوعين السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين.
وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك قد يرجع إلى حقيقة أن النيكوتين يزيد من مستويات الهرمونات مثل الأدرينالين في الجسم، والذي بدوره يمكن أن يزيد من تكوين جلطات الدم.
وقال الدكتور غوستاف ليتينين، الذي قاد الدراسة: «تشير نتائجنا إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين له تأثيرات مماثلة على الجسم مثل تدخين السجائر التقليدية. وهذا التأثير على جلطات الدم مهم لأننا نعلم أنه على المدى الطويل يمكن أن يؤدي ذلك إلى انسداد وضيق الأوعية الدموية، وهذا بالطبع يعرض الناس لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية».
وأضاف: «قد يستخدم بعض الأشخاص السجائر الإلكترونية عند محاولة الإقلاع عن التدخين، حيث يتم تسويقها على أنها آمنة، ولكن هذه الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة على الآثار الضارة للسجائر الإلكترونية».
وكانت دراسة أميركية نشرت الشهر الماضي قد أكدت أن تدخين السجائر الإلكترونية لمدة 30 دقيقة يمكن أن يسبب تلفاً شديداً في الرئتين ويعرض الشخص لخطر الإصابة بأمراض القلب أو الأمراض العصبية.
ومن جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، في شهر يوليو (تموز) الماضي إن تدخين السجائر الإلكترونية ينطوي على مخاطر صحية، داعية إلى وضع تشريعات لوأد استراتيجيات قطاع التبغ في جذب زبائن جدد.
وقال رئيس المنظمة التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن «النيكوتين يسبب الإدمان بشدة، وأجهزة الاستنشاق الإلكترونية للنيكوتين خطرة وتحتاج إلى تنظيم أفضل«.
وأوصت منظمة الصحة العالمية الحكومات بفعل ما يلزم لمنع غير المدخنين من استخدام السجائر الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

صحتك الباحثون أكدوا أن هناك زيادة في خطر الإصابة بالمشكلات الصحية والاكتئاب مع تزايد انخراط الفرد في التدخين (رويترز)

بين التدخين وشرب الكحول... علماء يكشفون العمر الذي تبدأ فيه عاداتك السيئة بتدمير جسمك

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة لوريا للعلوم التطبيقية في فنلندا أن الأشخاص الذين كانت لديهم عادات غير صحية انتهى بهم الأمر إلى مسار سريع لمشكلات الصحة العقلية.

«الشرق الأوسط» (هلسكني)
صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد (أ.ب)

دراسة: الذكور أكثر تضرراً من الإناث في حال تدخين أمهاتهم أثناء الحمل

أظهرت دراسة جديدة أن أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد أكثر من بناتهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

مستخدمو السجائر الإلكترونية لديهم تغييرات ميكروبية مميزة في الفم.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

معرض لبيكاسو من ابنته

بالوما بيكاسو مع إحدى لوحات والدها (نيويورك تايمز)
بالوما بيكاسو مع إحدى لوحات والدها (نيويورك تايمز)
TT
20

معرض لبيكاسو من ابنته

بالوما بيكاسو مع إحدى لوحات والدها (نيويورك تايمز)
بالوما بيكاسو مع إحدى لوحات والدها (نيويورك تايمز)

تتذكر بالوما بيكاسو، أصغر أبناء بابلو بيكاسو الأربعة، بوضوح جلوسها على أرضية مرسم والدها وهي ترسم على الورق بينما كان يعمل على حامل لوحاته. وقالت في مقابلة أجريت معها مؤخراً: «لأنني كنت فتاة صغيرة هادئة جداً، كنت قادرة على البقاء معه. كان يسمح لي بالبقاء بجانبه في أثناء قيامه بالرسم لأنني كنت أقضي ساعات دون أن أنبس ببنت شفة». وأضافت تقول: «كنت أعلم أنه لم يكن من المفترض بنا أن نلمس أي شيء. وكان يقول دائماً: يمكنك أن تلمسي بعينيك، ولكن ليس بيديك».

ساعدت بالوما بيكاسو الآن في تنظيم معرض لأعمال والدها في غاليري غاغوسيان بنيويورك. بعض القطع في المعرض كانت في حوزتها ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل. وقالت: «كانت الفكرة هي إقامة معرض لا يعتمد على التسلسل الزمني. وإنما ستكون الأعمال المختلفة وكأنها تتحدث إلى بعضها البعض».

يضم المعرض 6 رسومات و24 منحوتة و38 لوحة فنية (نيويورك تايمز)
يضم المعرض 6 رسومات و24 منحوتة و38 لوحة فنية (نيويورك تايمز)

يعدّ هذا المعرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» دوراً غير معتاد لابنة بيكاسو، نظراً لأنها ركزت على مدى السنوات الـ45 الماضية على مجموعة مجوهراتها لدى شركة «تيفاني آند كو». وقد تولت منذ نحو عامين الإشراف على إدارة ممتلكات والدها بعد وفاة شقيقها كلود رويز بيكاسو.

في ظهيرة أحد الأيام الأخيرة في 980 جادة ماديسون بنيويورك تجولت بالوما بيكاسو في المعرض بينما كان يتم تركيب أعمال والدها. ومن بين أبرز الأعمال التي أشارت إليها لوحة بعنوان «امرأة تحمل مزهرية من نبات الهولي» (ماري تيريز)، وهي لوحة زيتية وفحم على قماش من عام 1937، والتي كانت تحتفظ بها في نيويورك ثم في سويسرا، حيث تعيش الآن. توقفت أيضاً أمام لوحة «المتجردة الجالسة على الكرسي»، وهي لوحة زيتية تعود لعام 1923 لزوجة بيكاسو الأولى، راقصة الباليه الروسية «أولغا خوخلوفا»، وهي جالسة على كرسي بذراعين، تبدو للوهلة الأولى وكأنها رسم خطي بسيط، ولكن بالوما بيكاسو قالت إنها في الواقع ذات طبقات متعددة. وأضافت: «إنها لوحة مؤثرة وأخاذة للغاية. يمكنك أن ترى أنها شخصية حقيقية جالسة هناك».

يضم المعرض ستة رسومات، و24 منحوتة، و38 لوحة فنية. ترجع هذه الأعمال في تاريخها إلى جميع مراحل مسيرة الفنان الممتدة من عام 1896 إلى عام 1972، وتُبرز النطاق الواسع لأعمال بيكاسو الفنية (تشير إلى والدها باسم «بابلو»).

يقول لاري غاغوسيان: «بعض هذه اللوحات مميزة حقاً، وهي أمثلة جميلة من فترات مختلفة - من لوحة ذاتية رائعة إلى لوحة ماري تيريز في وقت لاحق»، في إشارة إلى ملهمة بيكاسو وعشيقته ماري تيريز والتر، عارضة الأزياء الفرنسية. وأضاف: «إنه لأمر مثير للغاية أن نعرض أعمالاً لأشهر فنان عاش على الإطلاق، لم يتم عرضها من قبل».

غير معروض للبيع سوى عدد قليل من القطع الفنية، ولن يتم الكشف عن أسعارها علناً.

بعض القطع في المعرض كانت في حوزة بالوما بيكاسو ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل (نيويورك تايمز)
بعض القطع في المعرض كانت في حوزة بالوما بيكاسو ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل (نيويورك تايمز)

وقالت بالوما بيكاسو إنها تهدف إلى إبراز سمات والدها المتعددة من خلال الأعمال الفنية. وأضافت تقول: «يمكن أن تكون رقيقة وقوية في آن واحد. إنها كل الأمور التي تجعل من بيكاسو ما هو عليه. أعتقد أننا نوفّيه حقه هنا»

تتألق بالوما بيكاسو، في السادسة والسبعين من عمرها، بأناقة وملكية، وتُشِعّ بمودة واحترام عميقين لوالدها، على الرغم من أنها قالت إنها تدرك تماماً العيوب التي أدت إلى تعقيد علاقته بوالدتها، فرنسواز جيلوت، الرسامة الفرنسية التي تصغره بـ40 عاماً، والتي توفيت في عام 2023. وقالت: «لقد كان صعب المراس في بعض الأحيان، وكنت أرى ذلك بأم عيني. أغلب الناس لا يتصرفون بصورة جيدة طوال الوقت. لماذا يجب أن نتوقع منه أن يكون مثالياً؟».

كانت بالوما وشقيقها كلود ابنَيْ الزوجين، وتركت السيدة جيلوت الفنان في عام 1953، وأغضبته بمذكراتها التي ألفتها عام 1964 بعنوان «الحياة مع بيكاسو»، والتي وصفت فيها إساءته لها، بما في ذلك مناسبة قام فيها بوضع سيجارة مشتعلة على خدها. قطع بيكاسو اتصاله بكلود وبالوما بعد نشر المذكرات، ولم يتواصل معهما مرة أخرى، الأمر الذي وصفته بالوما بيكاسو بأنه مؤلم للغاية. كانت في الرابعة والعشرين من عمرها عندما توفي والدها في عام 1973، وشعرت بأنها مسؤولة جزئياً عن الحفاظ على إرثه وحمايته والترويج له. وقالت: «عندما تكونين ابنة شخصية شهيرة إلى هذا الحد - ولأسباب وجيهة - يكون لديك هذا الشعور بأنك يجب أن تشاركي أعماله مع بقية العالم». ودخلت هي وكلود في معركة قانونية أثبتت في عام 1974 أنهما الوريثان الشرعيان.

في عام 1989، وبعد سنوات من الخلافات بين جميع ورثة بيكاسو - بمن فيهم أرملته جاكلين روكي - حول توزيع آلاف الأعمال الفنية التي تركها والحقوق التجارية لاسمه، نصّبت محكمة فرنسية كلود مديراً للتركة. وقالت بالوما إن شقيقها كلود، الذي وصفت نفسها بأنها كانت مقربة منه، قام «بعمل رائع في إدارة إرث بيكاسو». وبصفتها رئيسة الإدارة بنفسها الآن، قالت السيدة بيكاسو إنها تحاول دمج أفراد عائلتها. وأضافت: «لقد كبر أبناء وبنات إخوتي وأخواتي. وأرادوا أن يكون الأمر أكثر جماعية». ثم تابعت تقول: «أنا على رأس العمل، لكنني أرجع إليهم أكثر بكثير مما كان عليه كلود، وعندما أتخذ قراراً، آخذ وجهة نظرهم في الاعتبار بصورة أكبر».

بعد أن أسست مسيرة مهنية ناجحة بصفة مستقلة بوصفها مصممة، قالت السيدة بيكاسو إنها تشعر بأنها مستعدة لتولي دور أكبر في الممتلكات. وقالت: «لقد بذلت قصارى جهدي لكيلا يكون عملي مرتبطاً بوالدي، ولهذا السبب يمكنني القيام بذلك الآن. لقد أثبتُ لنفسي أنني أستطيع أن أعيش باستقلالية. أعتقد أنه كان عليّ أن أثبت لنفسي أنني أستطيع أن أكون ذات قيمة بمفردي».

- معرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» حتى 3 يوليو (تموز)، غاغوسيان، 980 جادة ماديسون، مانهاتن.

* خدمة نيويورك تايمز