كيف تحوّل فيل جونز من لاعب استثنائي إلى مثار للسخرية؟

مدافع مانشستر يونايتد أصبح يتعرض للانتقادات اللاذعة من جمهور النادي عند ارتكابه أي هفوة

فيل جونز في مواجهة أمام آرسنال (غيتي)
فيل جونز في مواجهة أمام آرسنال (غيتي)
TT

كيف تحوّل فيل جونز من لاعب استثنائي إلى مثار للسخرية؟

فيل جونز في مواجهة أمام آرسنال (غيتي)
فيل جونز في مواجهة أمام آرسنال (غيتي)

في أول يوم أحد من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2017، نشر مدافع مانشستر يونايتد، فيل جونز، تغريدة على حسابه الخاص بموقع «تويتر» رداً على سايمون وود، وهو صاحب مطعم شهير حائز على جائزة «ماسترشيف»، الذي استخدم موقع «تويتر» للإشارة إلى وجود جونز بمطعمه في وقت سابق من ذلك المساء. وكتب جونز قائلاً: «طعام رائع. سوف أعود أنا وزوجتي قريباً، شكراً لك».
وكانت هذه التغريدة تتماشى تماماً مع ما يقوم به جونز من حين لآخر على حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي الذي يبدو أن اللاعب شخصياً هو من يديره، وليس فريقاً من المختصين بمثل هذه الأشياء على وسائل التواصل الاجتماعي! وحتى التغريدات الترويجية، التي يُفترض أنها نُشرت بناءً على طلب من الشركة الراعية له (أديداس)، كانت تتخللها في بعض الأحيان تهنئة بعيد الميلاد ورسائل داعمة أخرى للغرباء والزملاء على حد سواء. في الحقيقة، لم يكن هذا النوع من المحتوى هو ما يتوقعه أتباعه على حسابه الخاص والبالغ عددهم مليوني شخص!
وكتب جونز هذه الرسالة للرجل الذي أشرف على تحضير عشائه بعد يوم واحد فقط من قيادته لمانشستر يونايتد للخروج بشباك نظيفة في المباراة التي فاز فيها «الشياطين الحمر» على كريستال بالاس على ملعب «أولد ترافورد». وعلى الرغم من أن اللاعب قد لعب بشكل جيد للغاية في تلك المباراة، فإن الرسالة التي كتبها على وسائل التواصل الاجتماعي قد قوبلت بإساءة شديدة من جمهور مانشستر يونايتد، الذي يرى أنه ليس مؤهلاً للعب بقميص النادي.
ولم يكتب جونز أي تغريدة على موقع «تويتر» منذ ذلك الحين! وحتى في فبراير (شباط) 2019، عندما وقع عقداً جديداً سيمكنه من البقاء في «أولد ترافورد» لسنوات عديدة، فضل جونز عدم كتابة أي تغريدة تخلد هذا اليوم التاريخي في مسيرته، ربما نظراً لأنه يعرف جيداً كيف سيكون رد فعل الجمهور.
وتشير تقارير إلى أن جونز يتقاضى أجراً يصل إلى نحو 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، وأنه مرتبط بالنادي حتى صيف عام 2023، وهناك بند في عقد اللاعب الذي وقعه في يونيو (حزيران) الماضي يجعل النادي يخوض مباراة تكريمية له تكريماً لجهوده مع النادي خلال سنوات طويلة. لكن جونز رفض هذا العرض، وعندما سُئل عن ذلك رد قائلاً: «بخلاف أمي وأبي، من سيحضر لمشاهدتي في تلك المباراة؟»، لقد كان هذا الرد بمثابة ضربة استباقية قوية من قبل لاعب يعرف جيداً أنه إذا لم يسخر بنفسه من رفضه لقبول هذا العرض، فسيكون هناك كثير من المنتقدين.
وخلال أول موسم لجونز في ملعب «أولد ترافورد» أشادت به صحيفة «الغارديان» كثيراً، ووصفته بأنه «لاعب من طراز سيارة رولز رويس»، لكن في الوقت الحالي فإن السيارة التي يمكن مقارنة جونز بها هي تلك السيارة القابلة للطي التي يقودها المهرجون في السيرك! انتقل جونز إلى مانشستر يونايتد مقابل 16 مليون جنيه إسترليني قادماً من بلاكبيرن روفرز وهو في التاسعة عشرة من عمره، في اليوم الذي حسم فيه مانشستر يونايتد بقيادة المدير الفني الاسكوتلندي السير أليكس فيرغسون لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2012 - 2013 بعد الفوز على أستون فيلا. وقال فيرغسون آنذاك إن جونز سيكون «لاعباً استثنائياً».
والآن، يعمل جونز جاهداً لاستعادة لياقته البدنية بعد العودة من الإصابة ليصبح الخيار الخامس في خط دفاع الفريق. وأصر المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، على أن جونز ضمن خططه للموسم الجديد، حتى لو كان من يسخرون من ذلك يرون أن السبب الرئيسي في هذا هو أن اللاعب ليس ضمن خطط أي مدير فني آخر في المسابقة بأكملها! ومنذ تمديد جونز لعقده مع مانشستر يونايتد منذ أكثر من عامين، لم يلعب سوى 16 مباراة فقط، وكانت آخر مباراة يلعبها في كأس الاتحاد الإنجليزي ضد ترانمير في يناير (كانون الثاني) 2020.
وابتعد جونز عن الملاعب خلال الأشهر الـ13 الماضية بسبب آخر إصابة تعرض لها ضمن قائمة طويلة ومحبطة من الإصابات التي أبعدته عن عدد من المباريات ربما يقترب من عدد المباريات التي لعبها والتي تصل إلى 224 مباراة.
وفي الوقت الحالي، يبدو من الواضح أن جونز بعيد تماماً من المستويات التي كان يقدمها في بداية مسيرته الكروية، رغم أنه من المفترض أن يكون في قمة عطائه الآن. وعلى الرغم من أن اللاعب لم يقدم أبداً المستويات المتوقعة والمأمولة منه منذ انتقاله إلى مانشستر يونايتد، فإنه يبذل قصارى جهده ويعمل بكل قوة وتفانٍ واستمر في «أولد ترافورد» لمدة 10 سنوات فاز خلالها بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي، وانضم للمنتخب الإنجليزي تحت قيادة أربعة مديرين فنيين مختلفين. وعلى الرغم من هذا، أصبح جونز مثاراً للسخرية والانتقادات، وأصبح الكثيرون ينتظرون أي هفوة أو غلطة للهجوم عليه.
وفي ظل إحرازه كثيراً من الأهداف العكسية في مرمى فريقه وارتكابه كثيراً من الأخطاء الكارثية الأخرى، أصبح جونز في مرمى الانتقادات والسخرية، حتى لو بدا كأنه لا يزال يحتفظ بكبريائه. وأشارت تقارير خلال الأسبوع الماضي إلى أن جونز رفض أن يتخلى عن قميصه رقم أربعة للمدافع الفرنسي رافائيل فاران، الذي أدى تعاقد مانشستر يونايتد معه مؤخراً إلى تأخر جونز بدرجة أكبر في قائمة ترتيب الخيارات الدفاعية لسولسكاير. وعاد جونز من الإصابة حالياً، وشارك في مباراة تدريبية أقيمت خلف الأبواب المغلقة في منتصف الأسبوع الماضي، وأعلن سولسكاير أن اللاعب بحاجة إلى المشاركة في عدد من المباريات مع فريق الرديف وفريق النادي تحت 23 عاماً، حتى يكتسب حساسية المشاركة في المباريات.
ونأمل أن يستعيد جونز مستواه ويعود إلى المسار الصحيح، حتى لو كان من الصعب تخيل مشاركته مع الفريق الأول في أي وقت قريب. ومن المحتمل أن تكون مثل هذه الفرص محدودة للغاية بالنسبة للاعب الذي قال عنه فيرغسون ذات مرة «إنه يمكن أن يكون أفضل لاعب لدينا على الإطلاق»، لكن يبدو أن المدير الفني الاسكوتلندي المحنك كان مخطئاً تماماً هذه المرة!


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.