بايدن يحذّر من هجوم {محتمل جداً}... وأميركا تبدأ سحب قواتها من مطار كابل

إجلاء 117 ألف شخص... وبريطانيا تعلن انتهاء عمليات إخراج المدنيين

أحد عناصر {قوة بدر} في حركة {طالبان} يتولى تأمين البوابة الرئيسية لمدخل مطار كابل أمس (أ.ف.ب)
أحد عناصر {قوة بدر} في حركة {طالبان} يتولى تأمين البوابة الرئيسية لمدخل مطار كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

بايدن يحذّر من هجوم {محتمل جداً}... وأميركا تبدأ سحب قواتها من مطار كابل

أحد عناصر {قوة بدر} في حركة {طالبان} يتولى تأمين البوابة الرئيسية لمدخل مطار كابل أمس (أ.ف.ب)
أحد عناصر {قوة بدر} في حركة {طالبان} يتولى تأمين البوابة الرئيسية لمدخل مطار كابل أمس (أ.ف.ب)

حذر الرئيس جو بايدن السبت من هجوم «محتمل جداً» على مطار كابل «في الساعات الـ24 الى الـ36» المقبلة، مؤكداً أن الضربة الأميركية التي اسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم {داعش} لن تكون «الأخيرة».
وقال الرئيس الاميركي في بيان إثر لقائه مستشاريه العسكريين والأمنيين إن «الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة ويظل خطر (وقوع) هجوم إرهابي على المطار مرتفعاً»، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء كلامه بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس (السبت)، أن الولايات المتحدة أجلت مع دول حليفة أكثر من 117 ألف شخص من أفغانستان منذ بدء عمليات الإجلاء قبل أسبوعين، مشيرة إلى أنها ستواصل إدارة المطار حتى نهاية الانسحاب المقرر بحلول بعد غد (الثلاثاء).
وفيما قال جون كيربي، المتحدث باسم (البنتاغون)، في مؤتمر صحافي أمس، إن القوات الأميركية بدأت انسحابها من مطار كابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي أن عدد الجنود الأميركيين في مطار العاصمة الأفغانية قد انخفض إلى أقل من 4 آلاف جندي، من إجمالي 5800 سابقاً.
وأشار الجنرال ويليام تايلور، نائب مدير الأركان للعمليات الإقليمية، في المؤتمر الصحافي ذاته مع كيربي، إلى أن عدد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان بلغ 5400 شخص. وأضاف تايلور أنه تم فحص 1400 شخص يوم السبت، قبل صعودهم إلى الطائرات، وأن 2800 شخص غادروا مطار كابل في الساعات الـ24 الماضية، في حين تم إجلاء 6800 على متن 32 طائرة شاركت في عمليات الإجلاء. وأشار إلى أن 6 طائرات تحمل 2000 أفغاني ستصل إلى الولايات المتحدة اليوم عبر مطارات عدة، لافتاً إلى أن وزارة الدفاع ستعمل على زيادة سعة استيعاب القواعد الأميركية إلى 50 ألفاً، ارتفاعاً من 21 ألفاً.
وفيما دخلت عملية الإجلاء التي تنفذها القوات الأميركية والدولية في أفغانستان مرحلتها النهائية، مع اقتراب العد العكسي لموعد 31 أغسطس (آب)، لا يزال عدة آلاف من الأشخاص داخل مطار كابل ينتظرون الرحلات الجوية. وتحول تركيز الولايات المتحدة وحلفائها إلى سحب آخر قواتهم مع تراجع أرقام الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، في ظل تصاعد التحذيرات من حصول هجمات جديدة، على غرار التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الخميس، وأدى إلى مقتل عشرات الأفغان، و13 جندياً أميركياً. وجاء في تحذير أصدرته السفارة الأميركية في كابل أنه «بسبب تهديد أمني خارج بوابات مطار كابل، يتعين على المواطنين الأميركيين الموجودين بالقرب من بوابات مطار كابل المغادرة على الفور»، وأضافت: «يجب على المواطنين تجنب السفر إلى المطار، وتجنب جميع بوابات المطار في هذا الوقت».
وفي الوقت نفسه، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم بدأوا في إجراء محادثات مشتركة مع حركة «طالبان» حول كيفية التعامل مع الوضع مستقبلاً في أفغانستان بعد إنهاء الانسحاب. وأضافت أن مسؤولين أميركيين ناقشوا مع «طالبان» إمكانية الحفاظ على وجود دبلوماسي بعد 31 أغسطس (آب)، لمواصلة عمليات الإجلاء للأميركيين والأفغان الراغبين في مغادرة البلاد.
ووصفت تلك المحادثات بأنها توسيع للمحادثات الجارية بين الجانبين حول المطار. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن تلك الاتصالات لا تعد اعترافاً أميركياً بـ«طالبان». ونقلت الصحيفة تصريحات للقائم السابق بأعمال السفارة الأميركية في أفغانستان، روس ويلسون، لمحطة «سي بي إس» قبل أيام، عن أن الجانبين أجريا محادثات في قطر حول هذا الموضوع، لكنه رفض القول ما إذا كان سيظل هناك استمرار للوجود الدبلوماسي الأميركي في هذا البلد، وقال: «لا تزال هناك قرارات يتعين اتخاذها في واشنطن بشأن الشكل المستقبلي لوجودنا وأنشطتنا».
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قد أعلنت، مساء الجمعة، أن الجهود لاستكمال إخراج الأميركيين وغيرهم من أفغانستان تحتاج إلى تنسيق مع «طالبان».
وفيما يواصل المسؤولون الأميركيون النظر إلى «طالبان» على أنها منظمة متطرفة، أكدوا على أن العلاقة المستقبلية معها مرهونة بشكل كبير بالوضع الأمني حول مطار كابل وداخله في الأيام القليلة المقبلة، على الرغم من تقييمهم «الإيجابي» حتى الآن لسلوكها خلال عمليات الإجلاء الجارية، وأن التنسيق الأمني يحدث بشكل مثمر يومياً. وأشار المسؤولون إلى أن قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بسلك دبلوماسي صغير في أفغانستان سيعتمد على عدد من العوامل، من أهمها قدرة «طالبان» على الحفاظ على الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي في كابل بعد مغادرة الجيش الأميركي. وأوضحوا أنه إذا كان الأمن في المطار ضعيفاً للغاية، فيمكن لواشنطن أن تفكر في نقل التمثيل الدبلوماسي إلى دولة مجاورة.
وأضافت الصحيفة أنها اطلعت على وثائق سرية، كشفت قيام مسؤولين أوروبيين بإجراء محادثات مع قادة «طالبان» لضمان وصول المساعدات الأوروبية إلى الأشخاص الذين نزحوا في الأسابيع الأخيرة، لمنع هجرتهم الجماعية إلى أوروبا. وقالت إن مسؤولين من باكستان وأوزبكستان وإيران وقطر وتركيا يشاركون في المفاوضات للمساعدة في إدارة التدفق المحتمل للاجئين. ونقلت عن مسودة بيان لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أن «الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه مصممون على العمل بشكل مشترك لمنع تكرار حركات الهجرة واسعة النطاق غير المنضبطة التي تمت مواجهتها في الماضي».
وفي لندن، أعلن الجيش البريطاني انتهاء عملية الإجلاء التي تقوم بها المملكة المتحدة في أفغانستان، بعدما أقلعت من كابل آخر طائرة مخصصة لإخراج مدنيين من البلد.
وقال قائد القوات المسلحة البريطانية، الجنرال نيك كارتر، لشبكة «بي بي سي راديو 4»: «نشارف على إنهاء عمليات الإجلاء التي ستتم خلال النهار»، وعندها «سيتحتم بالطبع إخراج قواتنا».
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، أن آخر طائرة عسكرية مخصصة لنقل مدنيين أقلعت من كابل، ومن الممكن أن ينضم عدد ضئيل من المدنيين إلى رحلات إضافية مرتقبة لإخراج الموظفين الدبلوماسيين والعسكريين.
وقال السفير البريطاني في أفغانستان، لوري بريستو: «واصل الفريق هنا العمل حتى اللحظة الأخيرة لإجلاء مواطنين بريطانيين وأفغان وأشخاص آخرين معرضين للخطر»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف في مقطع فيديو نشر على «تويتر»: «حان الوقت لاختتام هذه المرحلة من العملية الآن، لكننا لم ننسَ الأشخاص الذين ما زال يتحتم إخراجهم. سنواصل بذل كل ما بوسعنا لمساعدتهم».
ورأى كارتر أن عملية الإجلاء جرت «بأفضل ما يمكن في ضوء الظروف» بعد الاعتداء على مطار كابل الذي أوقع أكثر من مائة قتيل الخميس، بينهم 13 جندياً أميركياً ومواطنان بريطانيان، لكنه أضاف: «لم نتمكن من إخراج الجميع، وهذا أمر محزن».
وأعلنت وزارة الدفاع، الجمعة، أنه تم إجلاء أكثر من 14500 شخص منذ 13 أغسطس (آب)، بينهم نحو 8 آلاف أفغاني مؤهلين للبرنامج الخاص بالأفغان الذين عملوا لحساب المملكة المتحدة. وأوضحت أن الأفغان الذين تمت معالجة ملفاتهم سيتم إخراجهم دون سواهم، بعدما أغلق مركز درس الطلبات في فندق بارون القريب من المطار.
وقالت الوزارة إن «قدرة المملكة المتحدة على معالجة حالات أخرى باتت محدودة للغاية، والأعداد الإضافية (بشأن المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم) ستكون محدودة»، مشددة على ضرورة السماح بـ«إخراج الدبلوماسيين المتبقين والموظفين العسكريين».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه «سنبذل ما في استطاعتنا» لمواصلة إخراج أفغان بعد 31 أغسطس (آب)، التاريخ المقرر لاستكمال سحب القوات الأميركية بعد حرب استمرت عشرين عاماً.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».